أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - يهود مصر ..عود على بدء















المزيد.....

يهود مصر ..عود على بدء


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذكر الأساطير أن الخروج الأول لليهود أو بنى إسرائيل من مصر تم على يدى الفرعون رمسيس الثانى عندما طارد النبى موسى المصرى عبر سيناء، وتاه موسى هناك مع قومه أربعين عاما نزّلت عليه فيها ألواح التوراه، وبعد أن أسس داوود وبعده سليمان مملكة أورشليم قام الفرعون شيشنق بغزو تلك الدولة والقضاء عليها وأسر العديد من رجالها ونسائها، وبعد ما عرف بالأسر البابلى وغزو نبوخذ نصر لهم ثانية فى حكم آرميا نزح بعض اليهود الى مصر وعاشوا فيها ما تبقى من الأسرات الفرعونية وإبان الحكم البطلمى حتى الفتح الإسلامى حيث تعاون اليهود مع الفاتحين العرب لكراهيتهم للرومان، واستمروا فى تعايش مع الحكام المسلمين وعملوا فى تجارة العبيد والجوارى، وبعد سقوط الأندلس إزدادت هجراتهم من شبه الجزيرة الأيبيرية لمصر، وعايشوا الحكم الإسلامى مرورا بالحكم الفاطمى الذى شغلوا فيه مناصب هامة عدا فترة الحاكم بأمر الله مؤسس المذهب الدرزى الذى إضطهد المسيحيين واليهود، ومع وصول الأيوبيين للحكم إنتعش اليهود بوصول "يوسف ابن ميمون" وتعاونه مع صلاح الدين، وفى زمن المماليك نشطوا فى أعمال الجباية حتى مجيئ نابليون وإسباغه حمايته عليهم.
بعد اطاحة محمد على بالمماليك وقيامه بإعادة بناء مصر بدأت هجرات اليهود الى مصر فى العصر الحديث، حيث كانت آمال التطور الإقتصادى واعدة فى مختلف النواحى من زراعة وصناعة وتجارة، ولكن هذه الهجرات تعاظمت إبان حكم الخديوى إسماعيل بعد حدوث إنتعاش كبير نتيجة للحرب الأهلية الأمريكية وتوقف صادرات القطن الأمريكى لأوروبا واتمام مشروع قناة السويس حيث توافد اليهود على مصر أملا فى إقتناص جزء من الكعكة، ونشأ المسرح المصرى على يدى "يعقوب صنوع" اليهودى وفى 1879 كان الإصدار الأول لمجلة "الكوكب المصرى" التى أنشأها "موشى كاستل" وبعدها بسنوات قليلة فى 1897 أسس "جوزيف ماركو" أول جمعية صهيونية بفروع لها فى الأسكندرية وبورسعيد وطنطا والمنصورة، ونتيجة للإحتلال الإنجليزى واعلانه الحماية للأقليات (ومن بينهم اليهود بالطبع) أضاف بعدا جديدا لهم لينعموا بتلك الحماية ويبدؤون فى بناء مشاريعهم الكبرى فى مصر.
مع إطلالة القرن العشرين هبّت على مصر رياح الليبراية والحداثة، وبدأت ثمار البعثات العلمية لمحمد على وبنوه تؤتى أكلها، ومع ظهور وانتشار الصحف والمسارح والفنون التى برع فيها اليهود، وكان النشاط الصهيونى علامة بارزة من تسارع النمو والإنتشار وبدأت السماء تمطر صحفا ومجلات صهيونية فاقت الخمسين إصدارا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية، وفى عام 1917 وصل عدد الحمعيات الصهيونية الى 17 جمعية.
لم تكن هناك مشكلة لدى الدولة أو القيادات السياسية فى النشاطات الصهيونية على مختلف أصعدتها فى الأراضى المصرية، ولم تجد غضاضة فى الاستقبال الرسمى لتيودور هرتزل مؤسس الأيدلوجية الصهيونية فى بلادنا عام 1904 ولا فى ترتيب استقبال حافل لحاييم وايزمان فى زيارته لمصر عام 1918 وإستقبال الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر له وتبرعه بمبلغ 100 جنيه لجمعية بنى صهيون، وجمع التبرعات لدعم الحركة الصهيونية بمباركة حكومية، وعندما تم تأسيس الإتحاد الصهيونى المصرى برئاسة "جاك موصيرى" عام 1917 أصدر جريدة إسرائيل لتعبر عنه باللغات العربية والعبرية والإنجليزية.
بينما كان اليهود فى العالم ومصر يخططون لإقامة مشروعهم الصهيونى على الأرض الفلسطينية كان الشعب المصرى يتعامل ببراءة شديدة مع هذا المخطط، وينتج أفلاما ترفيهية عن العلاقة بين طوائفه الثلاث على غرار "حسن ومرقص وكوهين" أو "فاطمة وماريكا وراشيل" وكان الزعيم المصرى مصطفى كامل يخطب فى المصريين منوّها بطوائف الأمة الثلاث ويغنى سيد درويش للمسلمين والنصارى واليهود، ويرفع اليهود فى ثورة 1919 العلم المصرى ومعه الهلال والصليب ونجمة داوود، ويحتفل المصريون بمولد الحسين ومارجرجس وأبو حصيرة.
لا ينكر أحد ان اليهود المصريين لعبوا دورا وطنيا فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية منذ تحالفهم مع أحمد عرابى ضد الإحتلال الإنجليزى ومشاركتهم فى الثورة العرابية وثورة 1919 واندماجهم فى حزب الوفد الذى كان يمثل الوطنية المصرية وعلى رأسهم القائد الوفدى البارز "ليون كاسترو" وتقديمهم لشهداء فى الثورة منهم "ديفيد هازان" الذى أعدمه الإنجليز عام 1923، على أن أبرز مشاركتهم فى النضال الوطنى كان إنشاء المنظمات الشيوعية الرئيسية وعلى راسهم المثلث اليهودى الأشهر هنرى كورييل – مارسيل اسرائيل – هليل شوارتز.
بينما المصريون يعيشون حياتهم بود وتسامح وطيب خاطر مع اليهود كان هؤلاء يحكمون قبضتهم على الإقتصاد المصرى منذ زمن طويل، فالبنك العقارى قد أنشأ عام 1880 برأسمال يهودى خالص بقيمة 40 مليون فرنك، كما قام روفائيل سوارس وميشيل سلفاجو وأرنست كامل اليهود بتأسيس البنك الأهلى المصرى فى 1998 برأسمال 3 مليون جنيه إسترلينى والذى تحول فيما بعد الى البنك المركزى، ومع بدايات اكتشاف البترول فى مصر أنشأ إميلى عدس الشركة المصرية للبترول فى بداية العشرينيات، ذلك بالإضافة الى عشرات الشركات والمصانع على رأسها شركات شملا (كليمان شملا) وشيكوريل (مورنيو شيكوريل) وهد بنتو ريمولى (هارون وفيكتور كوهين) وجاتينيو (موريس جاتينيو) وبنزايون وريفولى وهانو وعمر افندى ( عائلة عدس) وشركة الملح والصودا المصرية (عائلة قطاوى)، كما سيطروا على صناعات الورق والأقمشة والملابس والأثاث، وفى مجال السياحة والفندقة أنشأوا فنادق انتركونتننتال ومينا هاوس ووسافوى وسان استيفانو وغيرها، ووضعوا يدهم على تجارة وتصدير البصل واحتكار صناعات السكر والأرز والقطن، كما سيطروا على قطاع السكة الحديد وشركات الترام بواسطة قطاوى باشا الذى عين وزيرا فى حكومة سعد زغلول وعين عضوا فى لجنة دستور 1923 ، كما انشأوا شركة كوم امبو الزراعية وشركة مساهمة البحيرة وعشرات بل مئات الشركات.
بدأت محنة اليهود فى مصر مع تقدم قوات النازى فى الصحراء الغربية ووصولهم الى العلمين الأمر الذى دفع بأعداد كبيرة منهم للفرار بعيدا الى جنوب إفريقيا، وتوالت الأزمات لهم بتصاعد الصراع بين العرب والصهاينة فى فلسطين وانحياز غالبية المصريين الى جانب إخوانهم فى الدين وإعلان جماعة الإخوان المسلمين الجهاد ضد اليهود فى مصر وقيامهم بموجه عنيفة من التفجيرات ضد محلاتهم ومصالحهم وأماكن سكناهم، وكان لإعلان قيام الدولة العبرية فى 1948 دورا فاصلا فى شعور اليهود بعدم الإستقرار والتعايش ولعبت منظمة جوشين الصهيونية دورا بارزا فى تهريب اليهود من مصر الى أرض الميعاد.
بعد إنقلاب يوليو مباشرة حاول النظام الجديد عدم التصعيد مع اليهود وقام محمد نجيب بزيارة المعبد اليهودى فى ذكرى عيد كيبور وتهنأة الحاخام الأكبر به، ولكن مع نمو الوعى القومى وتصاعد الصراع بين مصر وإسرائيل وخاصة تجنيد إسرائيل عناصر يهودية كطابور خامس فى مصر واستخدامهم فى عمليات تفجيرية كما حدث فى عملية سوزانا المعروفة بفضيحة لافون دفعت الى إرتفاع حدة التوتر والإحتقان وتسارعت موجات الهجرة لليهود من مصر الى اسرائيل، وكانت القاصمة فى العدوان الثلاثى عام 1956 والمؤامرة الإستعمارية على مصر مما جعل عبد الناصر يوعز الى وزير داخليته زكريا محيي الدين لإلقاء القبض على معظم اليهود الباقين ودفعهم للهجرة الى أوروبا وتوقيع تعهدات بعدم العودة مرة أخرى.
تتبقى لنا مجموعة من القصص البطولية لقطاع مهم من اليهود المصريين ذوى الميول اليسارية الذين قاتلوا بشراسة ضد المشروع الصهيونى وناضلوا طويلا فى صفوف اليسار المصرى وقاوموا التخلى عن جنسيتهم المصرية او اللجوء الى إسرائيل..وهؤلاء لنا معهم وقفة اخرى



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الوقت... كيف؟
- تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-
- الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...
- الإعلان الدستورى الجديد شرعنة لدولة فاشية
- ساعة ونصف من المتعة والنكد
- من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة
- الصراع مع إسرائيل..والثورات العربية
- وحدة فصائل اليسار... وحتى لا تفلت اللحظة
- انتخابات المجلس الوطنى الليبى، أول إنتصار كبير للتيار المدنى
- عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور
- أمريكا والإخوان... زواج متعة أم زواج مصلحة
- الدولة الدينية..محاولة ضبط المفاهيم
- الإنحراف اليسارى..ونهاية حزب 1924 الشيوعى
- ذكريات من أرض الفيروزماذا فعل 15 عاما من الإحتلال الإسرائيلى ...
- بهيج نصار ..والنضال الثورى لآخر نَفس


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - يهود مصر ..عود على بدء