العراق وطريق الخلاص الوحيد

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 05:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شعبنا العراقي المظلوم وقد ظلمه بعض ابنائه قبل ان يظلمه اعداؤه الاخرون وهم كثر ومتعددوا الاهداف والغايات
يجب ان نعترف اولا اننا عرب العراق سنة وشيعة قد تاهت بنا الطريق عن المصلحة الوطنية الكبرى الامر الذي عمق اسباب الخلاف وفتح الابواب واسعة امام القوى الاخرى وخاصة الخارجية منها ان تزيد من عمق الصراع
اننا نقر اولا ان الخلاف الطائفي وللاسف الشديد بين عرب العراق هو الامر الاهم في ايجاد الازمة ثم ياتي بعدها الخلاف العربي الكردي يشكل الاشكالية الثانية في القضية العراقية ويقيني ان المسؤولية مشتركة بين الطرفين مع تسليمنا المطلق بحق الاكراد في التعبير عن طموحاتهم القومية والانسانية ولكن على قاعدة وحدة العراق ارضا وشعبا اما مايخص الاخوةالعراقيين الاخرين من العرقيات لا تشكل معضلة تعيق نهوض العراق كل العراق
منذ تاسيس المملكة العراقية الحديثة في مطلع القرن العشرين لم يعرف العراق هذا الصراع الطائفي البغيض وقد تشكلت احزابه السياسية متجاوزة لهذا الانقسام بل هي ترفضه شكلا ومضمونا وقد كانوا صادقين فيما ذهبوا اليه
لم تكن فترة الحكم البريطاني الاستعماري رحلة حرية وعدالة للمجتمع العراقي وكذلك الحال ما بعد الاستقلال النظري على يد اركان الحكم الملكي
تفاءل الشعب العراقي خيرا بثورات تموز شيوعية كانت ام قومية بعثية او ناصرية واعتبر العراقيون زوال العهد الملكي بداية السير على الطريق الصحيح الا ان الفاجعة المؤلمة ان اية فئة من الفئات المشار اليها لم تكن على مستوى الامال ولم تستطع ان تزاوج بين المبادئ النظرية والتطبيق العملي في ميادين الحياة اليومية
ان المسؤول العراقي سواء في العهد الملكي ام بعد انهيارهلم يكن صادقابما كان يطرح من مبادئ وشعارات الامر الذي اصاب الجماهير العراقية والعربية بخيبة الامل والاحباط بل كثيرا ما اخذ المواطن العراقي يتاسف على العهد الملكي وذلك للفساد الطاغي الذي اصبح السمة العامة لهذه الانظمة
اننا نقر حق الشعب في الوقوف امام الطغاة المستبدين شريطة الا يستعان باعداء الامة مهما كان المبرر لاننا نؤمن ان القوى الخارجية لها مطامعها واهدافها المتصادمة ضرورة مع اهداف السعب
ولذلك فنحن ندين النظام الايراني والقوى التي تحالفت معه كما ندين اولئك الذين دخلوا بغداد على ظهر الدبابة الامريكية
وماخص ذلك كله لا خلاص منه الا اذا اعتقد جميع الاطراف بان العراق هو لجميع ابنائه سنة وشيعة وعربا واكرادا ثم مسلمون ومسيحيون ولجميع الاطياف شرط ان يكون ذلك خارج المحاصصات الطائفية والعرقية
محمد خضر الزبيدي

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات