أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الخامس: القَرض















المزيد.....



القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الخامس: القَرض


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 14:12
المحور: الادب والفن
    


القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الخامس: القَرض

كان شيئًا أقرب إلى الحلم أن تمتلك بيتًا صغيرًا في ميامي، خاصة عندما تكون إمكانياتك متواضعة، ودخلك بسيطًا. مع الازدهار العقاري، منذ سنتين أو ثلاث، صار كل شيء ممكنًا: سَدادات صغيرة وفوائد ضئيلة. لكن نعيم الدنيا لا يدوم طويلاً، ارتفعت الفوائد، ولم يعد بإمكان البسطاء القدرة على وفاء دينهم، وهذه هي حال السيد والسيدة كوين. آمندا كوين وتيدي كوين. هذا القرنفل الأحمر سيذبل غدًا، آمندا، قال معلم الكراج، توني كوبر، الذي تعمل آمندا عنده كمضيفة للاستقبال. لم تفهم آمندا، فالقرنفل الأحمر قطعه لها زوجها من حديقتهم الصغيرة هذا الصباح، قبل أن يذهب إلى عمله. ككل شيء، أضاف توني كوبر. ككل شيء، سيد كوبر، أعادت آمندا بعد أن فهمت. خاصة في مدينة كلها شمس وملح كميامي، قال معلم الكراج الذي ما لبث أن أضاف بلهجة متعالية تثير النفور، يبدو أنك تفضلين المطر والضباب. أنا لا أفضل شيئًا، أجابت آمندا، وهي تحاول أن تكون محايدة بقدر الإمكان، ولا علاقة لذلك بالزيادة التي طلبتُها. بالطبع، قال توني كوبر بشيء من التبرم. بالطبع ماذا؟ لا علاقة لذلك بالزيادة التي طلبتِها. أعطاها ظهره، فأوقفته: هل حصلت على زيادتي، سيد كوبر؟ ليس بعد. متى سأحصل على زيادتي، سيد كوبر؟ لماذا تصرين على "سيد كوبر" هذه؟ متى سيد كوبر؟ حط الصمت ما بينهما، كان يعطيها ظهره، وكانت تنحني بكل جمالها فوق المكتب. اعتني جيدًا بقرنفلك الأحمر، آمندا، ألقى توني كوبر قبل أن يغادر.
في حي كورال غيبلز، أحد أفخم أحياء ميامي، كان تيدي كوين، يتوقف بشاحنته الصغيرة عند أبواب الفيلات المذهلة الثراء ببركها ويخوتها وسياراتها ليوزع الطرود المرسلة باسم أصحابها. السيد فنسنت، السيد ويلسون، السيدة أوكلاهوما، السيد بوش، السيد كريزي، محمد علي كريزي، كان هذا الأخير من الأثرياء السود. سيد كريزي، سيكون هذا الطرد لك في الحال إذا ما وقعت هنا، قال تيدي كوين للعملاق بعد أن رفض توقيع الخادمة. وتزعجني لأجل طرد صغير كهذا، همهم السيد كريزي، وهو ينقل القلم من يد الموزع. ربما كان في داخله ما هو أعظم مما تتصور، همهم تيدي كوين. نعم، آمين، خاتم الملك سليمان، همهم السيد كريزي، وهو يمضي، ويدفع القلم والدعامة. أيها الرجل، سأقول لك شيئًا، نبر السيد كريزي. في المرة القادمة، لا تخريني حتى ولو كان تاج ملكة إنجلترا. لا أخريك؟ سوزي لها كل الصلاحيات. سوزي؟ خادمتي سوزي خراء! كما تريد سيد كريزي. لا تخريني. لا أخريك. لا تخريني قلتُ، وطرق الباب في وجهه.
عاد تيدي كوين إلى التوقف أمام فيلا تبين من ناحيتها هذه بركة في قلب حديقة مليئة بالقرنفل الأحمر، ولا يبين فيها أي كائن كان. شحبر بقلمه على ورقة، ثم بدل الخرطوش المليء بخرطوش فارغ، وهو يلتفت من حوله. جرب القلم، فلم يترك على الورقة أي أثر. وضعه في جيبه، وحمل طردًا اجتاز به الحديقة إلى باب الفيلا الفخم. ضغط على زر الجرس، فدوى الرنين في الداخل. عاد يضغط على زر الجرس، وهذه المرة، لم تتأخر امرأة طاعنة في السن عن فتح الباب. سيدة بيترسون، هتف تيدي كوين. كنت أعرف أنه أنتَ، قالت العجوز بصوت مرتعش. إنه الطرد الذي تنتظرينه، قال الموزع بوجه يقطر بشاشة. كاد الانتظار يقتلني، عادت العجوز تقول بصوت مرتعش. الانتظار لا يقتل أحدًا، سيدة بيترسون، عاد تيدي كوين يقول بوجه يقطر بشاشة، اليأس ربما أما الانتظار. أينها نظاراتي الشمسية؟ هتفت العجوز بصوت متماسك. ها هي، أجاب الموزع، وهو يمد الطرد للسيدة الكبيرة. على الرغم من أنهم قالوا يومين، أوضحت السيدة بيترسون، منذ أسبوعين، وأنا أنتظر. سبق وقلتِ لي ذلك، مدام بيترسون، قال تيدي كوين، لا تعملي طلبياتك على أنترنت، فهم يكذبون. من هم في مثل عمري ليس لهم غير... أين قلمك لأوقع، وننهي كل مراسم الموتى هذه. مراسم الموتى، سيدة بيترسون، ألقى تيدي كوين، وهو يدفع نفسه إلى الضحك. أين قلمك؟ ها هو. ومد لها القلم الفارغ المداد. حاولت المرأة التوقيع مرة، ومرة، وتيدي كوين يتظاهر بالبحث عن قلم آخر في جيوبه. فجأة، صاحت، وقد ذهبت عنها رعشة صوتها تمامًا: سأحضر واحدًا يخرأ كما يجب. وما أن غابت العجوز في الداخل حتى قفز تيدي كوين من ورائها، وراح ينظر في كل الأنحاء، عندما سمع صوت خطواتها المجرورة على الأرض عاد إلى مكانه على العتبة. أطلت عليك، قالت العجوز. أبدًا، سيدة بيترسون. وقّعت، وهي تشد الطرد إلى صدرها، وتقول: الآن يمكنني الجلوس في الشمس قرب البركة. حذار من ضربات الشمس، سيدة بيترسون، إنها قاتلة أحيانًا، وأعطاها ظهره. عندما تكون الشمس كل أهلك، فهي لا تؤذيك، همهمت مدام بيترسون، وأرادت أن تغلق الباب. قرنفلك الأحمر، سمعته يقول، وهو يفحص التربة. هذا الويك إند ما رأيك؟ قرنفلي الأحمر؟ همهمت السيدة بيترسون. تربته تحتاج إلى عناية، قال تيدي كوين. لم أعد أسقي قرنفلي الأحمر... لدي بعض الوقت هذا الويك إند، ساعتان، وربما ثلاث ساعات. والسيدة بيترسون تهمهم: كما كان ذلك في الماضي. لا تحملي همًا، سيدة بيترسون، يمكنك الاعتماد عليّ. إلى هذا الويك إند إذن، سيد... كوين، تيدي كوين. سيد كوين. إلى هذا الويك إند، سيدة بيترسون.

* * *

نعم، ما، قالت آمندا على الهاتف الأرضي لأمها، كما قلت لك، ما. ومن زاوية في الصالون كانت المطبخ، صاح تيدي: سأقوم بتحضير همبرغر بالبصل المقلي. نعم، نعم، ما، رددت آمندا على الهاتف الأرضي دومًا. هل تسمعينني؟ عاد تيدي يصيح. ماذا تقول، تيدي؟ هذا تيد، ما. جاء قربها، وحرك شفتيه لئلا تسمعه حماته: أمك تخريني! ثم: إنه اختصاصي. ما هو؟ الهمبرغر بالبصل المقلي، وبتحريك الشفتين: تخريني أمك، تخريني. كما تريد، تيدي، همبرغر بالبصل المقلي، يريد تيدي أن يحضر لنا للعشاء همبرغر بالبصل المقلي، إنه اختصاصه. وتيدي يردد بتحريك الشفتين، وهو يعود إلى المطبخ: تخريني، تخريني. تيدي لا يعرف كيف يعمل الهمبرغر بالبصل المقلي تقولين، ما؟ لا يعرف كيف يعمله مثلك، ما؟ لا يعرف كيف يعمل أي شيء؟ البرهان كل مصائبنا، القَرض أولها؟ طيب، لن أعيد ما تقولين كالبلهاء. ماذا سنعمل، ما؟ لم نعد نستطيع التسديد، والبنك يطالبنا بالتسديد. أن نبيع؟ أن نبيع البيت الذي كنا نحلم باقتنائه؟ لن نبيع، ما. أن نبيع، أن نترك كل شيء، العمل وكل شيء، أن نترك ميامي، ونجيء إلى دالاس عندك؟ صحيح، الجو عندكم حار كالجو في ميامي، ولكن ليس لديكم البحر. لن نحمل البحر في حقائبنا، ما. آخرون غيرنا نسوا أن يحملوا البحر معهم، فتاهوا في الأرض؟ البحر يُحمل في الرؤوس، ما؟ رؤوسنا فارغة، فلنملأها بالبحر؟ فلنملأها بالبحر بدل الهموم؟ لن نجيء إلى دالاس، عندك، ما. وتيدي من المطبخ، وهو منهمك بتحضير طبقه: تخريني، تخريني. وماذا سنفعل؟ لن نعمل في دكان دفن الموتى التي لك. بلى؟ الناس يموتون بكثرة، ما، وأنت في أمس الحاجة إلى عوننا. هل تسمع، تيدي؟ لا أريد أن أسمع. مامي تريدنا أن نذهب إلى دالاس لنعينها، فالناس يموتون بكثرة هذه الأيام. والآخر: تخريني، تخريني، وفي اللحظة ذاتها قرع هاتفه المحمول: نعم، جورج، ما هي آخر تعاساتك؟ وليام، أجاب جورج من الطرف الآخر للهاتف المحمول. دائمًا وأبدًا، علق تيدي، وهو يواصل تحضير الهمبرغر بالبصل المقلي. لا يريد الزواج مني، أوضح جورج. عليك أن تكون سعيدًا، ألقى تيدي. يقول إن الزواج شيء تقليدي، وهو طوال حياته كان ضد كل ما هو تقليدي. الزواج بين شخصين من جنس واحد شيء ثوري تمامًا. قل هذا للحمار الذي اسمه وليام. هذا أفضل لك ألا تتزوج من حمار، جورج. راح جورج يبكي، وتيدي ينادي عليه: جورج، جورج، لا تبك، وهو يكاد يحرق يديه للنار التي شبت في المقلى: خراء. أنا لا أبكي، همهم جورج، وهو يبكي. هذا حسن، همهم تيدي، ستجد زوجًا آخر أجمل وأغنى، وستحبه أكثر. أحبه أكثر من وليام؟ لا يوجد الشخص الذي أحبه أكثر من وليام. أعني أكثر بقليل. لا يوجد، لا يوجد. أعني أقل بقليل. لا يوجد، لا يوجد. أعني، خراء، وقد احترق البصل، وتيدي يبهّر الهمبرغر، ويملّحه. ماذا حصل؟ سأل جورج. احترق بصلي المقلي. الهمبرغر بالبصل المقلي شيء عظيم من تحت يديك. احترق بصلي المقلي، خراء. والحال هذه، قال جورج بنبرة جادة، ستكون لك عشرة الآلاف دولار. ماذا؟ صاح تيدي، وقد ترك اللحم في المقلى، وذهب باتجاه زوجته، وهو يقرب هاتفه المحمول من أذنها، حاثًا إياها على السماع بانتباه، فقالت هذه لمحدثتها: طيب، ما، سنفكر في كل هذا، وأغلقت، وراحت تحرك شفتيها لئلا يسمعها جورج قائلة: ما له، هذا المجنون؟ وتيدي يحرك شفتيه لئلا يسمعه جورج قائلاً: عشرة آلاف دولار. هل تسمعني، تيدي؟ سأل جورج من الطرف الآخر للهاتف. أسمعك، جورج، أجاب تيدي. إنها فلوس العرس. إنها فلوس العرس. كنا ننوي الزواج في لوس أنجلس، وبالنظر إلى وضعك مع قَرض الخراء، أنت الآن بسبب هذا الأحمق وليام أحق الناس بها. ولكن، ولكن... غدًا سأعمل لك تحويلاً. ولكن، ولكن... ضربته آمندا على كتفه، وحركت شفتيها قائلة: توقف عن قول ولكن، ولكن. ولكن، ولكن... سنعمل هكذا، وأقفل، فانفجر المديونان يضحكان، يتحاضنان، ويتباوسان. هذا ما يدعى "الأمل الأخير"، قال تيدي. اللا منتظر، قالت آمندا. فليحي وليام! هتف تيدي. شيء ما يحترق. آه، إنه همبرغري بالبصل المقلي، وراح يجري لينقذ طبقه بعد فوات الأوان. همهمت آمندا يائسة: قلت إنه اختصاصك، وتيدي لا يدري ما يفعل. رمى كل شيء في صندوق القمامة، وقال مبتسمًا: ولكني سأدعوك إلى العشاء في مطعم. لم تبتهج، وهي تعرف ضيق اليد الذي هم فيه. ستدعوني إلى... هل نسيتِ بهذه السرعة عشرة الآلاف دولار التي سيحولها جورج إلى حسابي؟ قرع هاتف آمندا المحمول، فقالت: لا، يا بربارا، ليست لدي رغبة في الكشف عن ثدييّ، وأغلقت، قبل أن تجيب على زوجها: لا لم أنس عشرة الآلاف دولار التي سيحولها جورج إلى... الكشف عن ثدييك؟ كانت بربارا، تريدني أن أعمل في النادي حيث تعمل، بضع ساعات بعد عملي في الكراج. لأن معلمَكِ رفض زيادة راتبك؟ في النادي النادلات يكشفن عن أثدائهن، الآن مع عشرة الآلاف دولار التي سيحولها جورج إلى حسابك لا حاجة بي إلى الكشف عن ثدييّ. كنتِ مستعدة للكشف عن ثدييك؟ كنت مستعدة، وإلا اضطررنا إلى بيع البيت، أنا لا أريد أن نبيع البيت. ولا أنا. لهذا كنتُ مستعدة للكشف عن ثدييّ. القذر، معلمك، رفض أن يزيد راتبك. يريدني أن أذهب معه إلى البحر. يريدك أن تذهبي معه إلى... وقرع هاتف تيدي المحمول: ماذا، يا جورج؟ وجورج بصوته الرنان الصداح: أردت فقط أن أقول لك إن وليام عاد عن رأيه. بهذه السرعة؟ إنه الحب! بل الخراء! سنغادر ميامي إلى لوس أنجلس هذا المساء. يا ابن الشرموطة! وأقفل.
مضت لحظات ثقيلة، طويلة، قطعتها آمندا قائلة: سأطلب بربارا. ستطلبين بربارا، همهم تيدي. سأطلب بربارا، يا حبيبي، قالت آمندا، وهي تلقي بنفسها على صدر زوجها الذي ظل يرخي ذراعيه. أخذت ترفع ذراعيه ليحيطها، وهي تمسكهما، من حول خصرها، وتقول: أقبل بكل شيء، تيد، بكل شيء، على أن أذهب إلى البحر مع معلمي. أنت تعرف ما يعني أن أذهب إلى البحر مع معلمي، تيدي. حتى لو قلت لي اذهبي إلى البحر مع معلمك، يا آمندا، فأنا لن أذهب، لأن هذا يعني أن... اذهبي إلى البحر مع معلمك، يا آمندا، همهم تيدي. لم تصدق أذناها، فأعاد: اذهبي إلى البحر مع معلمك، خراء. تركت ذراعاه تتساقطان، وابتعدت ذاهلة، وهي تسمعه يضيف: هذا الويك إند لدي ما أفعله.

* * *

خرجت آمندا بمايوهها الأحمر من البحر، وتبعها توني كوبر، وما لبث أن سبقها إلى بشكيره، ورمى بجسده عليه، غير بعيد من بعض الأولاد الذين يلعبون بالكرة. نظر إليها، وهي تأخذ مكانًا إلى جانبه، وقال لها: ميامي كلها تحسدني اليوم. لن أجفف شعري، قالت آمندا، ولا وجهي، ولا جسدي، وعرّضت نفسها لأشعة الشمس، وهي تغمض عينيها. أنت تحبين الشمس والملح مثلي، آمندا. لم تجبه، بقيت تغمض عينيها، فطلب توني كوبر إليها: انظري إلى تلك الفتاة القادمة، إنها ترتدي مايو أحمر مثلك. لم تفتح عينيها، فأضاف: وتلك الفتاة هناك، والأخرى التي تجلس بين ذراعي حبيبها من ورائنا، وكلهن، كلهن يرتدين مايو أحمر مثلك. وكلهن شقراوات، همهمت آمندا دون أن تفتح عينيها. دوننا نحن الشقراوات لن تكون ميامي ميامي، أضافت، وهي تغلق عينيها دومًا. ولماذا تحببن اللون الأحمر؟ سأل معلم ساحرة ميامي. في نيويورك اللون الأحمر شيء آخر، لهذا السبب، همهمت آمندا دون أن تفتح عينيها، لكنه فاجأها عندما نبر: الغائط لونه أحمر في نيويورك، هذا هو لونه، الغائط في نيويورك لونه أحمر. فتحت عينيها على سعتهما، وأحددت نظرها إلى عينيه: سيد كوبر، أنت تعرف تمامًا لماذا أنا هنا. طالما تدعوينني "سيد كوبر"، نعم، أعرف تمامًا لماذا أنت هنا، وأعرف تمامًا لماذا أنا هنا، يا دين الكلب، وإذا لم تكوني لطيفة معي ذهبت مع أية واحدة ممن هن حولنا. فاجأها، وعزمت على الذهاب، لكنها عدلت عن تنفيذ ذلك عندما قذفه الأولاد بالكرة عن غير قصد منهم، فحملها غاضبًا، ووقف ينظر إليهم، وعيناه تقدحان شررًا، ثم ضربها بعيدًا تحت النظرات المستنكرة باتجاه الموج. هل تريدين أن أُدَلِّك لكِ ظهرك، مَيْلادي؟ همس في أذن الشقراء التي تمضي به، والتي راحت تبتسم. كظمت آمندا غيظها، فعاد معلمها يجلس إلى جانبها، وقال لها: لن تفقدي تخشيبتك وحدك، آمندا. إذا ما مضى إعصار من هنا، وهو سيمضي ككل سنة، حتى المنازل الباذخة لن تصمد من أمامه، كل شيء سينهار. الإعصار المالي أقوى من كل شيء، سيد كوبر، ألقت آمندا. إذا لم ندفع في الأجل المحدد، باعوا تخشيبتنا، كما تقول، وحجزوا على متاعنا. تورطنا هذا صحيح، نحن وملايين غيرنا من الذين لا مخ في جماجمهم، لكننا لا نستطيع العودة إلى الوراء. باعوا بيتنا، هل تفهم؟ وحجزوا على متاعنا، وبعد ذلك سنهيم على وجوهنا كما تهيم على وجوهها الكلاب. فرش أصابعه على ساقها، وسار بها حتى أعلى فخذها، وهو يردد: أفهم، كيف لا أفهم؟ أنا أفهم، فحملت يده، وأبعدتها عنها. فطائر، فطائر... وصلهما صوت البائع المتجول. تعال، أمره توني كوبر، فجاء. فطيرة واحدة. باللحم؟ بالتوابل؟ بالفواكه؟ بالتوابل. دولاران. أعطاه، وقسم الفطيرة الصغيرة نصفين قدم أحدهما من آمندا، فنهضت هذه، وهي تقول: سأغتسل، وأغادر الشاطئ، وأعطته ظهرها. قذف الفطيرة، وهو يلفظ خراء، ولحق بها. آمندا، ما لك، يا دين الكلب؟ جذبها من ذراعها، فجذبت بدورها ذراعها، وعجلت السير إلى الدوش. غابت في الصندوق، فخف يجري ليغيب فيه بدوره. أخذها بعنف، وغصبها قبلة. مزق مايوهها، والتقم نهدها، لكنها تمكنت من دفعه، والهرب، وهي تحاول إخفاء ثديها عن عيون الناس. حملت حوائجها إلى تاكسي، وغادرت الشاطئ.
في حديقة السيدة بيترسون، كان تيدي يقلب بيديه المُقَفَّزَتين التراب من حول سيقان القرنفل الأحمر، ويعمل على تقليمه، بينما تجلس العجوز على كرسي هزاز قرب البركة، وهي تضع على عينيها نظارة شمسية ضخمة. أحسنتِ صنعًا، مدام بيترسون، صاح تيدي بصاحبة الفيلا. اختياري لها ضخمة لهذا، ردت العجوز بصوت مرتعش، لأحمي أكبر قدر من وجهي. هل أفتح لك المظلة؟ سأل تيدي، وهو يتقدم منها، بمقص ضخم. أين المظلة؟ ليس لدي مظلة، أجابت السيدة بيترسون. في المرة القادمة، سأجلب لك واحدة. لست بحاجة إلى مظلة. كما تشائين، مع أن المظلة... في الساعة التي تصبح فيها الشمس في سمت السماء، أذهب إلى الداخل، قالت العجوز بصوت أكثر تماسكًا، فعلق تيدي: كلما تكلمتِ كلما خف ارتعاش صوتك. تيدي، كم تعطيني من العمر؟ لستِ عجوزًا جدًا، قال تيدي بلهجة جادة. كم تعطيني؟ أعطيك...كم تعطيني؟ سبعين عامًا. هذا لطف منك. أخذ يلوح بمقصه الضخم قرب ذقنها، وهو يقول: أنا لا أمالقك، تظنينني أمالقك؟ إذن لن أقول لك عمري الحقيقي. نهضت السيدة بيترسون مسرورة، وسارت بخطوات متماسكة حتى باب الفيلا الفخم، وما لبثت أن غابت في الداخل. عاد تيدي إلى النبش والقص بسحنة مكفهرة، كان ينتظر عودة العجوز بين لحظة وأخرى. نظر إلى الشمس في سمت السماء، وقفز إلى الداخل، والمقص الضخم دومًا في قبضته. سمع حركة السيدة بيترسون في المطبخ، فأدخل رأسه في جورب زوجته، ودخل على العجوز يريد قتلها، لكنها ما أن رأته حتى انفجرت ضاحكة: تيدي، أنت تملك حس الفكاهة. داومت على الضحك المتواصل، مما اضطره إلى سحب الجورب، والسيدة بيترسون تقول: أشكرك على إضحاكي كثيرًا، فالضحك يطيل العمر. ثم، وهي تنقل القريصات الساخنة في صحن: صنعت لك بعض القريصات، قلت لنفسي القريصات أطيب من الفطائر، فهل تحبها بالعسل أم بالسكر؟

* * *

قالت آمندا، وهي تبكي: أنا أحبك، تيدي. لهذا السبب، لأني أحبك. وتيدي يهمهم: خراء، لأنها تحبني! شيء أقوى مني، داومت آمندا على القول. وتيدي يهمهم: شيء أقوى منها، يا دين الرب! كان البحر هناك، كان البحر ينظر إليّ. لم أكن أريد كل هذا. وأنا، هل كنت أريد كل هذا؟ نبر تيدي. لم أكن أريد كل هذا، لم أكن أحب البحر، كنت أحبك، تيد. لهذا السبب، لأني أحبك، تيدي. لأني أحبك. كفي عن ترداد لأني أحبك، صاح تيدي. لأني أحبك. لأني أحبك، تيدي، ولأن البحر كان ينظر إليّ. يا دين الرب، يا دين الرب! العالم دميم، همهمت آمندا، الحياة دميمة، الناس دميمون، وكان البحر هناك. لم يكن لونه أزرق، كان لونه أحمر. كان لونه بلون الليل في الخارج، أحمر. انظر إلى الليل في الخارج، قالت آمندا، وهي تذهب إلى النافذة، وترفع الستارة. لا أحد في الخارج، لأن الليل أحمر. التفتت إلى زوجها: ماذا سنفعل الآن؟ لا بد أنهم قادمون ليحجزوا على متاعنا، ويلقوا بنا في عرض الطريق. تخشيبة الخراء هذه كانت فكرَتَكِ، عاد تيدي يصيح. كانت فكرتي وفكرتك، قالت آمندا، كانت فكرتنا. لم تكن فكرة البحر. كان البحر هناك، كان البحر ينظر إليّ. عندما وجدتني بين ذراعيه، كان البحر ينظر إليّ. لهذا هربت، لأن البحر كان ينظر إليّ. أفضل سماع هذا، نبر تيدي، ليس لأنك تحبينني. لأني أحبك، همهمت آمندا، ولأني أكره البحر. والآن، ماذا سنفعل، يا دين الرب؟ صاح تيدي بأعلى صوته، ليستعيدوا نقودهم سيبيعون البيت، ولن يكفيهم ذلك بعد أن هبطت الأسعار إلى أدنى مستوى. لماذا هبطت الأسعار إلى أدنى مستوى؟ لأن كل الذين هم مثلنا يغرقون في الخراء حتى قمم رؤوسهم، فصار العرض أكثر من الطلب. بنصف ثمن البيت سيبيعون، بثلثه، بربعه، الحياة حلوة لمنايك الخراء الذين هم نحن! آه، يا إلهي! همهمت آمندا. وهل هناك إله؟ صاح تيدي بأعلى صوته. سارعت آمندا إلى الارتماء في أحضان زوجها، وهي تردد: أنا خائفة، تيدي، أنا خائفة. لكنه تركها ترتعد من الخوف وحدها: أينكَ، تيدي؟ أينني؟ في الخراء. ضُمني، تيدي. عادت ترتمي في أحضان زوجها: لن يأخذوا منا البيت، تيدي. سيأخذونه، وبنصف ثمنه إن لم يكن بثلثه، بربعه. لن يأخذوا منا البيت، سأجلب لك نقودًا، لن أتركهم يأخذون البيت، سأعود إليه، سأتركه يعبث بجسدي كما يشاء، سأتركه يقتل روحي برائحة صابون حلاقته، سأجعله يحلم أحلامًا لطيفة الوقت الذي يقضي فيه غرضه، وأترك لنفسي كل الكوابيس، هل أنت سعيد الآن؟ سنكون سعداء في بيتنا، لن نتركهم يأخذونه، سنحب بعضنا كالماضي، سنحب ميامي كما كنا نحبها دومًا، هي وأعاصيرها كنا نحبها، هي وكل أعاصيرها، سنحب بحرها وليلها وناسها كالماضي، لن نكره الرمل، سنحب الرمل لأنه رمل ميامي، والنخيل، لأن النخيل نخيل ميامي، والبارات التي لا تغلق أبوابها أبدًا، لأنها بارات ميامي، سنحب البنوك، نعم، البنوك، سنحب البنوك لأنها بنوك ميامي، سنحب كل شيء في ميامي، العاهرات، القتلة، اللصوص، سنحب الشمس، لأن الشمس شمس ميامي، ولن نترك أبدًا ميامي، لهذا سأذهب إليه، ولا يهم، بعد ذلك، ألا أحبك، لا يهم بعد ذلك ألا أخلص لك، سأذهب إليه الآن، في الحال.
عندما أيقن تيدي أن زوجه ذهبت لتبيع نفسها جن جنونه، ناداها، لكنها كانت قد ركبت شاحنتهما الصغيرة، وغادرت. أخذ يركض من ورائها في شارع القرنفل الأحمر، شارعهم، الشارع الجديد ببيوته المتواضعة ذات النمط الواحد، وهو يصرخ مناديًا إياها، إلى أن توقف من شدة التعب، وراح يبذل من عزة نفسه ما يبذل مع أنفاسه الضائقة. التفت من حوله يائسًا، ثم ما لبث أن أخذ الطريق إلى البحر. كان بعضهم يستحم عاريًا في الظلام، وسمع أحدهم ينادي كلبه: بوبي، أين أنت؟ كانت ميامي هناك بكل أضوائها التي لا تسأل عن أحد، التي لا يهمها أحد، والتي تتلألأ سيدة للكون. نظر إلى أبعد مدى، ولم يشأ البكاء. رأى كتلة لا شكل لها تنبثق من السراب الذي كانته ميامي، كتلة من لهب وخراء وأماني، أماني بربرية، أماني بربرية كثيرة، وخراء أسود، ولهب يفتك بكل شيء، وسمع أنغامًا مختلطة، جاز وإليكترو وموسيقى شرقية، وما لبث أن بان له بطن شرقي، وخصر شرقي، وردف شرقي. أحس بنفسه في صندوق زجاجي مع الراقصة، والموج يعلو، ودفعة واحدة ينكب على الصندوق الزجاجي الذي هو فيه. أغمض عينيه، فابتعدت الموسيقى، وتحولت الراقصة إلى خيالات تتحرك، تتحرك، تتحرك...
صرخت آمندا، وهو يدخلها، قالت آي، لكنه كان جهنميًا، كان يريدها كلها، وفي كل الأوضاع، كان يمارس الانتقام من شيء يجهله، كانت ميامي الشيء الذي يجهله على الرغم من كل الشمس التي فيها، الشيء الذي يريد أن يراه بوضوح، ولا بأس أن يرتكب إثمه الصغير، جنايته العابرة، كان يمارس الانتقام فقط، كان يمارس الانتقام على طريقته بعد أن غدا حتى الانتقام شيئًا مبتذلاً.
عاد تيدي إلى البيت، فوجد زوجه قد سبقته. أخرجت من حقيبتها خمسمائة دولار، ومدتها له، فصاح: فقط! ولطمها. نعم، كأي عاهرة، قالت آمندا، وهي تنفجر باكية. بقيا هكذا صامتين، كان الصمت كلامهما. قطعت كلامهما غير المسموع، وقالت: سأتركك، تيد، سأذهب إلى دالاس، عند أمي. وضع الخمسمائة دولار في جيبه، وخرج. إنه دوره الآن. كان عليه أن يأتي بالنقود. كان عليه أن يتصرف.

* * *

دخل تيدي على السيدة بيترسون في قاعة الحمام، وهي تخلع آخر قطعة عن جسدها المتآكل، فقالت له، وهي تراه واقفًا خلفها عبر المرآة: لا فائدة من هذا الجورب، تيدي. سحب تيدي الجورب بحركة بطيئة، وهمهم: أنا آسف، سيدة بيترسون. مارغريت، همهمت العجوز. مارغريت، همهم تيدي. وهل ستكون لطيفًا معي؟ سألَتْ. وكيف تريدينني أن أكون لطيفًا معك؟ سأل بدوره. أن تكون لطيفًا معي. اقترب منها، ونظر إلى الجزر والخلجان على جسدها، فجاشت نفسه. أمسكها من ذراعها، وهو يعاني من شدة التقزز، كان كمن يمسك بشيء تَلِف نوعه، وكان يريد فقط أن يتخلص منه، أن يرميه. لم يكن فعل كهذا غيرَ إنسانيّ، وما شأن الإنسانية في كل هذا؟ أن يرميه. كمن يرمي شيئًا لا حاجة به إليه في صندوق القمامة. أن يرميه. وبعد ذلك، أن ينساه، ويواصل حياته. أعانها على وضع قدمها اليمنى في البانيو، فقدمها اليس... وإذا بأحدهم يقرع جرس الباب. نظر كل منهما إلى الآخر حائرًا: هل تنتظرين أحدًا، مارغريت؟ لا أنتظر أحدًا غيرك. رن الجرس مرة ثانية، تبع ذلك طرقات قوية، ثم لا شيء، غدا الطريق مفتوحًا إلى الجريمة. ترك تيدي العجوز عائمة في البانيو، وخف يصعد إلى حجرة نومها. كانت قد تركت صندوق حليها مفتوحُا ونقودها على السرير، فاندفع المجرم نحو الثروة التي لم يحلم بها من قبل، لكن الأحلام السعيدة لا تدوم طويلاً. كان أحدهم من ورائه، وهو يطقطق بلسانه محذرًا. التفت تيدي ليجد نفسه وجهًا لوجه مع جار السيدة بيترسون السيد كريزي، وهو يصوب سلاحه عليه.
كنت أمضي من هنا، همهم الرجل الأسود، فقلت أذهب لأرى السيدة بيترسون. رمى له كيسًا من البلاستيك أخرجه من جيبه، فراح تيدي يملأه بالغنيمة. مده للسيد كريزي، فأمر هذا: وكل ما في جيبك. أخرج خمسمائة الدولار التي أعطته إياها آمندا، ورماها في الكيس. ارم لي الكيس! رماه. ابق في مكانك، ولا تتحرك! بقي في مكانه، ولم يتحرك. لا تتحرك! لم يتحرك. هل تحتاج إلى توقيع أم ماذا؟ همهم. هذا الطرد مقابل عدم بيعي لك للإف بي آي، قال، وهو يرفع كيس البلاستيك عاليًا، لن يكون هناك عقاب، أضاف قبل أن يختفي.

* * *

بعد مغادرة آمندا، لم يعد تيدي يذهب إلى العمل، لم يعد يخرج من البيت، لم يعد يهتم بحديقتهم الصغيرة، فذبل القرنفل الأحمر، وذبلت روحه. كره حياته من الهمبرغر بالبصل المقلي اختصاصه، وأفرغ كل قناني الجعة في حلقه، كل قناني النبيذ، كل قناني الويسكي. بدأت تصله إشعارات من البنك تهدده ببيع البيت، والحجز على متاعه، وفي أحد الأيام، قرع أحدهم جرس الباب عليه، فلم يفتح، كان السمسار. دس السمسار الأمر بالبيع من تحت الباب، وغرس مأطورة "للبيع" في الحديقة الصغيرة، ثم ركب سيارته الفورد العائلية الحمراء، وغادر المكان خلي البال.
في الكراج، وبكل هدوء، أخرج تيدي بندقيته من صندوق كبير فيه كل شيء لم يعودوا يستعملونه أو كان مؤجل الاستعمال. نظفها، ولمعها، ووضع فيها رصاصة واحدة، وانتظر متى سيفجر رأسه. عاد السمسار يقرع جرس الباب عليه، وبمعيته من يريد شراء البيت، رجل وامرأة في مثل عمره وعمر آمندا. سارع إلى ملء بندقيته بالرصاص ليفجر رؤوسهم، لكن السمسار غادر المكان بالزائريْن إلى البيت المجاور، بيت للبيع أيضًا، فلم يتمكن تيدي من إطلاق النار. مضت أيام ثلاثة، وتيدي ينتظر أن يأتي السمسار بزائريه. في اليوم الرابع، ما أن نزل الرجل الشيطان من سيارته الفورد العائلية الحمراء والزائر الشاب الذي كان برفقته حتى أخذ تيدي بإطلاق النار عليهما، فاضطرهما إلى النجاة بجلدهما. جاء رجال الشرطة، وحاصروا "التخشيبة"، طالبين من تيدي تسليم نفسه. يقتل نفسه على أن يسلمها. أخرج من الصندوق الكبير صفيحة من سائل الإثْيَر الشديد الاشتعال، وصبه في زوايا البيت الأربع. وفي اللحظة التي كان فيها الاقتحام، احترق الحلم، ودوت في الأرجاء طلقة واحدة.
احترق أكثر من بيت في شارع القرنفل الأحمر، وعلى نفير صهاريج رجال المطافئ، كان هناك من يرحل بعيدًا، إلى أبعد مكان عن البحر، وكان هناك من يحفر قريبًا، في أقرب مكان من البحر. للبيع، للبيع، للبيع... كانت المأطورات المكتوب عليها "للبيع" كثيرة في الحدائق الصغيرة، وكان يتعلق بذراعيه على إحداها أحد المنتحرين كالمسيح المعاصر. لكن ما لم ينتبه إليه أحد، السيارة الفورد العائلية، السيارة الحمراء للسمسار. كان يقودها في شارع البناء والهدم فتى في الثالثة عشرة، وإلى جانبه طفلة في العاشرة. كان الصبي يضع على رأسه قبعة أبيه، وفي فمه سيجارة، وكانت البنت تضع على وجهها مساحيق أمها، وفي فمها علكة. فتحت الطفلة العلبة الأمامية للوحة القيادة، واطمأنت على وجود مسدس بيريتّا 92 أجمل من بنك، وابتسمت للسلاح. بحث الفتى بيده عن خنجر يمني أروع من بورصة، حتى وقع عليه، وابتسم لرب الأرباب. ومن صندوق السيارة الخلفي، كانت قطرات دموية تنضح ملوثةً الإسفلت، وميامي، وفلوريدا، وأمريكا، والعالم.


الكابوس القادم: النفق



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الرابع: المسجد
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الثالث: القطب
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الثاني: الطوابق
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الأول: الرصيف
- أفنان القاسم - اديب ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقرا ...
- موسم الهجرة إلى الشمال أو وهم العلاقة شرق-غرب
- موسم الهجرة إلى الشمال دور مصطفى سعيد
- موسم الهجرة إلى الشمال الراوي كيف يرى العالم؟
- موسم الهجرة إلى الشمال المفهوم عن الشرق
- موسم الهجرة إلى الشمال المفهوم عن الغرب
- موسم الهجرة إلى الشمال المفهوم عن الذات
- ضد الدين وليس ضد الإسلام
- تأملات في واقع الثورات العربية
- رسالة إلى العفيف الأخضر
- الحل الوحيد للمسألة السورية
- هنا العالم رواية الثورة الإعلامية
- مدينة الشيطان رواية الثورة الإسرائيلية
- الصلاة السادسة رواية الثورة التونسية
- قصر رغدان رواية الثورة الأردنية
- زرافة دمشق رواية الثورة السورية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الخامس: القَرض