سيدة عشتار بن علي
الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 01:10
المحور:
الادب والفن
وتمتد الايادي لاستقبال العام الجديد...عام اخر طوى بساطه وقوّض خيامه... بطيئ كلحظة فراق ...جامد كتاريخنا ...صامت كالليل الا من اصوات صراخ شعوبنا الناشدة للخلاص ... بين جوانحه حوى احلاما واحداثا فكم من طفل تيتم وكم من امراة ترملت وكم من ثكلى ناحت وكم من حالم ووري جسده وحلمه التراب ..عبرات مرت على الجفون وزفرات اخترقت الصدور .....ارقام صعدت وارقام هوت ...عام يمر دون رفض لخروجه او تصريح باستقدام عام جديد ...عام قديم منه انسلخت اجسادنا ومن بين ظهرانينا خرج مضمخا بدم ودمع ويتم وفقد وحزن وفقر وجوع وزلازل ضربت الارواح بوجع فتشظت وانكسرت لتغتسل باشعة عام جديد يقبل علينا متدثرا باردية مختلفة... نستقبله بفرح وامل على ان لا يكون مثل سابقه ..هكذا نحن دائما نفرح بكل جديد ونفتح له الاذرع ونراه مملوءا بالجاذبية والبريق مكتنزا بالوعود ونحتفل به ونفرح به الى ان يناله العتق ويفقد بريقه وتذبل بهجته ....غدا يطل علينا صباح جديد ولا جديد غير اعلان خفي باننا كبرنا عاما وان بعضا منا يغادرنا ونحن نشيعه مبتسمين ...خواطر كثيرة يمكن ان تستوقفنا وتحتاج الى لحظة صمت منها ما كان نتيجة لمواقف مررنا بها ونعض اطراف الاصابع ندما على اننا سمحنا لانفسنا بالمرور بها ومنها ما هو خارج عن ارادتنا فنقول انه القضاء والقدر او انه الحظ ...خواطر منها ما يمر علينا بوخز مؤلم فتوجعنا ومنها ما يجعلنا ننفجر ضحكا ....اناس كرهناهم ثم احببناهم واخرون احببناهم ثم كرهناهم ومسميات كثيرة اختلفت ....السعادة والالم مازلا يتصارعان ويعبثان بارواحنا وكلاهما يرنو الى اثبات وجوده ....الخير والشر يتجادلان ايهما الاصل فهل يمكن ان نقلع الانياب ونتخلص من شريعة الغاب ام ان الذئب فينا مازال متعطشا لمزيد من الضحايا والدماء
#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟