جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 11:55
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من حقك أن يكون لديك دين تمارس كل طقوسه وتذوب فيه كما يذوبُ الملح والسكرُ في الماء وكما يذوب الشمع في النار وكذلك من حقك أن تعرضه أمام الناس لتغرهم فيه ولكن ليس من حقك أن تمنع الناس من حرية الاختيار بين دينك وعشرات الأديان المنتشرة، أي أنه لا يجوز لك أن تسمح لدينك وحده بالانتشار وتمنع الآخرين من نشر دينه فكما ترى نفسك أنك على حق كذلك يرى الآخرون أنفسهم بأنهم على حق أكثر منك وكل إنسان عقله في رأسه عبارة عن مدينة كبيرة فيها الحامض وفيها الحلو ومن حقك أن ترفع دينك عاليا وتخرجه بين الحين والحين من جيبك لتشاهد حجمه وهو يكبر كلما لمسته بيديك ومن حقك أنْ:(إتلولح فيه وكأنك تقول:إتلولحي يا داليه يا أم الغصون العاليه) ولكن ليس من حقك أن تجبر الناس على دينك بقوة السلاح ومن ثم تقول:أن ديني هو دين الرحمة والإنسانية,وليس من حقك أيضا أن تبشر بدينك في بعض البلدان والأقطار والقارات والبحار ومن ثم تمنع أصحاب الديانات الأخرى أن يبشروا بدينك في بلدك,وليس من حقك أن تبني معابد دينية للصلاة فيها في بعض بلدان العالم وبنفس الوقت تمنع الآخرين بأن يبنوا معابدهم في بلدك المحبوب ،وليس من حقك أن تستغل حرية الرأي والدين في البلدان الديمقراطية وبنفس الوقت لا تسمح ببلدك بحرية الرأي وبحرية التحول من ديانة إلى أخرى على مبدأ:من بدل دينه فاقتلوه, إن كل هذا منافيا للأخلاق المتعارف عليها بين كل الأمم ومخالفٌ أيضا للشرائع الدولية فكما ترغب بتحويل الناس من المسيحية إلى الإسلام كذلك من حق المسيحية أن تحول الناس من الإسلام إلى المسيحية لولا تدخلك بقوة السلاح,إن هذا تناقض كبير في السلوكيات العامة ومنافيا لأبسط قواعد الحرية والتعبير عن الرأي الآخر, وما قولك أيضا وأنت تفتخر بكل هذا ومن ثم تهدد المثقفين بقوة السلاح وبعد ذلك تقول:ديننا صفحته بيضاء وليس فيه هدر دماء.
أنا أستغرب جدا ومندهشٌ جدا من تصرفات المسلمين خصوصا أولئك الذين يجبرون المثقفين على تغيير أفكارهم وآرائهم وحتى أيضا يحاولون تغيير أسماء بعض الناس,الإسلاميون يعترضون على كل شيء وعلى كل الممارسات ولا أدري لماذا يتعبون أنفسهم في تغيير حياة الناس أو حتى ديانتهم أليس هنالك سورة في القرآن تقول:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.؟
فلماذا مثلا يتعبون أنفسهم في محاولة تغيير أفكار الناس أو في محاولة منع أفكار بعض الناس من الإنتشارأو تغييرها فكل شيء يكون من صالح الإسلام يسمحون به وما عدى ذلك يحاربونه حتى بقوة السلاح وتحت الضغط والتهديد؟ لننظر إلى الدول الأخرى كيف يُسمح هنالك للمسلم بأن يمارس طقوسه الدينية ولليهودي وللمسيحي وللبوذي ولكافة الأديان ما عدى بلداننا العربية التي لا يجتمعُ فيها سيفان في غمدٍ واحد وعلى حسب المنهج والشريعة الإسلامية كل الناس تدخل الجنة بعملها وبرحمة الله عز وجل،وطالما يرى الإسلامي بأن الكافر سيدخل النار بكفره فلماذا إذاً يحاولون تعديل وجهة نظر الكافر حبا في إدخاله بالجنة؟وما يضرهم بذلك لو دخل النار؟ فسواء أدخل الكافر بالجنة أو بالنار فإن ذلك لا ينعكس بتاتا على صحة المسلمين فإن أنا مثلا دخلت النار بأعمالي فإن ذلك لا يعني بأنني سأُدخلُ المسلم المؤمن جدا معي في النار,إن محاولة الإسلاميين جر غيرهم إلى الإسلام عن طريق الترغيب أو الترهيب تبعث فعلا على الدهشة وكما قال الإسلام في السورة الآنفة الذكر(لكم دينكم ولي دين).
وهنالك مقولة شعبية تقول: الجنة تريد والنار تريد,وهذا يعني أن الله قد خلق الجنة لكي يدخل فيها عباده الصالحين وخلق النار لكي يدخل فيها عباده الكفار،وهي نفس عملية الصراع بين قوى الشر وقوى الخير على اعتبار أن قوة الخير هي التي ستنتصر في النهاية وبذلك حين يتدخل المسلمين الإسلاميين في تحويل الناس من الكفر إلى الإيمان أعتقد بأنهم بهذا التصرف يقفون ضد شريعة الله وضد إرادته لأنه خلق النار لأهل النار وخلق الجنة لأهل الجنة وللنار أصحابها وللجنة أصحابها وهذه تريد أهلها وتلك تريد أهلها.
وطالما أنه (قال الله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(سورة الزمر) فلماذا الإصرار العنيد على تحمل آثام الآخرين فحتى أمي لا تدخل النار بسببي إذا كنتُ أنا من أهل النار ولا أظن أنها ستدخل الجنة بسببي إذا كنت من أهل الجنة.
أنا أقولها وبالفم الممتلئ :دعوا الخلق للخالق,ودعوا أهل الجنة يدخلون الجنة ودعوا أهل النار يدخلون النار، إن هنالك تهديدا جدا كتبه اليوم أحد المعلقين يقول فيه في مقالٍ كتبه نبيل العدوان عني جاء في تعليق المعلق بأنه يريد تغييري قبل أن يأتي أحد ويغيرني بالرصاص, لماذا يصر الإسلاميون على إرهاب الناس الآمنين في بيوتهم ولماذا يصر الإسلاميون على ملاحقة الكُتّاب من أجل تحويلهم للإسلام؟ الإسلام هنا يحاول تغيير الناس بقوة السلاح وبنفس الوقت يخرج لنا نفس هذا الشخص ليقول لنا بأن الإسلام لم ينتشر بالسيف بل كان ينتشر سلميا بين القبائل العربية؟ علما أن سلوكهم معي ومعكم يؤكد بأن الإسلام انتشر بحد السيف وبأنه يجبر الناس على الدخول فيه إجبارا قسريا.
المصيبة الكبرى أنهم يهددونني ومن ثم يقولون بأن الإسلام دين غير إرهابي,وصدقوني أنني كمواطن عربي مسلم أطمح بأن أفتخر بين الأمم الأخرى حين يعرفون بأنني مسلم ولا أريد أن أشعر بالخجل جراء تصرفات بعض المسلمين حين أخجل من القول أمام الأمم الأخرى بأنني مسلم ,أريد كما قال عمر بن الخطاب :أن لا يمشي المسلم منحني الظهر ومطأطئ الرأس بل مرفوع الرأس والظهر.
وكما تقول الشريعة الإسلامية :كل إنسان يوم القيامة ذنبه على جنبه,وهذا معناه أن الذي يهددني لن يدخل النار إذا أنا دخلتها وليس لأحد أن يتحمل نتيجة أعمالي وتصرفاتي,وصدقوني أن هنالك سوء فهم بيني وبين بعض الإسلاميين فأنا أعلم بأنهم لا يريدون مني أن أتوب بل يريدون أذيتي ولي معهم تجارب عملية تثبت صحة ما أقوله.
ولم أسمع عن دين آخر يهدد الناس بقوة السلاح إذا لم يدخلوا في دينهم إلا الإسلام ولا أدري لماذا كل هذا الإصرار علما أن الله هو أعلم بالقلوب وكما قال محمد(ص): عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فقال: إن لي ابن أخٍ لا ينتهي عن الحرام. قال «وما دينه ؟» قال: يصلي ويوحد الله تعالى. قال «استو هب منه دينه, فإن أبى فابتعه منه» فطلب الرجل ذاك منه فأبى عليه, فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره, فقال «وجدته شحيحاً في دينه» قال: فنزلت {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) انتهى الحديث. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=301189.
إنني أملك قناعة بأنني من أهل الجنة ذلك أنني عُذبت كثيرا وتشردتُ كثيرا ووصلت بي الأمور لأشحد لقمة الخبز وكل ذلك ثمنا دفعته وما زلت أدفعه على تفكيري وآرائي وسواء متُ بالرصاص أو بغيره فإنني مؤمن بأن العمر واحد والرب واحد،وكل الذين يهددونني لم يكشفوا على صدري ليعرفوا ما به من إيمان فأنا لستُ ملحدا بل مؤمنا بالله ومؤمنا بأن الله سيغفر لي إن أنا أخطئت أو جهلت وفوق كل ذي علمٍ عليم،ودعونا نكف عن لغة التهديد لنبدأ مرحلة جديدة تحت قبة سقفِ بيتٍ يؤوينا جميعا بدل أن نبقى في الشارع جالسين.
ولا يتوقف هذا الأمر عند حرية الانتقال والعبور من ديانة إلى أخرى وإنما أيضا يمتد هذا الأمر إلى الفن والفنون التشكيلية بكل ألوانها وأحجامها ليصبح تحريمها تحريما مطلقا للقضاء على روح الإنسان المبدع.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟