|
سقوط القناع التركي
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 02:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنا نسمع عن الرجل كل خير ...وتداولنا في أحاديثنا كيف ان الرجل حقق لبلده في عشر سنين ما يعجز عنه الآخرون في أربعون او حتى خمسون سنة...كنا معجبين ببساطة الرجل ولم يزل كذلك ....وقد انفتح على اقرب الدول المجاورة سوريا والعراق وقد ارتفع حجم التبادل التجاري مع سوريا الى حدود سبعة مليارات دولار ومع العراق تنامي حجم التبادل التجاري الى أكثر من اثنا عشر مليار دولار وفي طريقه الى الارتفاع الى عشرين مليار دولار... نتيجة حاجة السوق العراقية الى إعادة الأعمار والى الشركات التركية لتسهم في بناء ما دمرته الحروب ..والفرص كثيرة وواعدة وتفتح لتركيا مجالات استثمار تدفع عملية التطور في تركيا ليتجاوز التصنيف الخامس عشر في معدلات النمو في العالم.... فما الذي حصل حتى نشهد الانقلاب على سوريا والصديق القديم بشار الأسد .... ومن ثم الانقلاب على العراق ...ويتم التضحية بكل المصالح الهائلة التي تكاد تكون بفعل المؤكدة مئة بالمائة .....ترى ما هي الفوائد التي ستجنيها تركيا من هذا الموقف العدائي لسوريا والعراق ....هل هي الاستثمارات الخليجية المغرية ام هي تحقيقا للدور الذي رسم لتركيا في الأجندة الأمريكية الصهيونية ام الاثنين معا ....وهو الاحتمال الأرجح ....اذ لا تستطيع ان تتحرك دول الخليج الا بما تؤمر به من أمريكا ...واما الأقنعة التي ترتديها تركيا فما هي الا تلاعبا بعقول مريضة ساذجة يزدحم بها الواقع العربي ....فيتم معاقبة سوريا حكومة وشعبا, عقابا جماعيا لا مثيل له لاتساع حجم التدمير وتغطيته كل الأرض السورية...وبحجة الدفاع عن حقوق السنة في حين تمثل الأنظمة الخليجية أكثر الأنظمة في العالم تخلفا وجهلا واضطهادا لحقوق الأقليات ....والمرأة بشكل خاص ...ان الدور الذي تمارسه تركيا, يتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الدولية فهي تتدخل في شؤون سوريا تدخلا سافرا وتحتضن المعارضة وتوفر لها الدعم بكل إشكاله...الأرض والسلاح والحماية وتستضيف تقريبا غالبية أعضاء مجلس المعارضة... كما وتمنع حصول العراق على حصته المائية وتوفر الدعم المادي والمعنوي لرموز مطلوبة للعدالة لممارستها الإرهاب , وتنصب نفسها حامية للسنة في العراق مستخدمة كل وسائل الضغط وتصل أحيانا التدخلات الى تصريحات وزيارات الى الأراضي العراقية دون علم السلطات العراقية لتتجاوز الاعتبارات الدبلوماسية المتبعة بين الدول .... ومستغلة الخلافات بين رئيس الوزراء في بغداد ورئيس إقليم كردستان واستخدام الورقة الكردية لتهديد امن العراق ووحدة أراضيه .....وإشاعة عدم الاستقرار...لإضعاف الحكومة العراقية ...واذلالها على الطريقة التركية ... ويبدو إننا في العراق قد نسينا الأربعة قرون من الاستعباد والقهر والاضطهاد والتخلف وانتشار الأوبئة والأمراض التي كانت تفتك بالعراقيين أبان الاحتلال العثماني ما عدا أربع سنوات هي فترة تولي مدحت باشا أمر بغداد من عام 1869- 1873حيث عمل الرجل بعض الإصلاحات التي تذكر له لحد الان . ان الضباب الذي كان يشكل ستارا على أفعال الآخرين قد أزيح ... وألان عروض الستربتيز السياسي تؤدى في الهواء الطلق والمؤدين غير مبالين بستر عوراتهم عن المشاهدين ... حيث ألان يتم التحدث عن إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط في المحافل العربية علنا ...ويتحدث كبير البغال امير قطر عن ضرورة تغير الأنظمة المستبدة ....وهو الذي انقلب على ابيه وسرق العرش منه ....وتقسيم الوطن العربي على أسس مذهبية كما يتم إحلال إيران كدولة معادية تشكل الخطر الأول على الأنظمة العربية بدلا عن إسرائيل....لقد أعاد عرب الخليج اكتشاف عدوهم .... وهم ألان يعودون عن ضلالهم الى أحضان إسرائيل التي ظلمت طيلة نصف قرن ...والعود.. احمد ...كما يقال في المثل العربي . ان الهدف المركزي لأمريكا وإسرائيل وأوربا هو محاصرة إيران وإضعافها وصولا الى إحداث تغيرات في شكل النظام بعد ان تيقنوا بعدم قدرتهم على تحمل أي خسائر نتيجة أي مواجهة قد تحصل مع إيران .مما جعل عربان الخليج يتناخون للوقوف بوجه إيران ويضعون خزائنهم تحت تصرف المشروع الأمريكي . ان هناك بحدود 60 معاهدة بين تركيا وإسرائيل .....عسكرية واقتصادية وثقافية تنظم العلاقة بينهم وهي علاقة استراتيجة ...متميزة من فترة بعيدة ....كما ان النموذج التركي والعبور من فوق عوارض التشدد ..جعل الأمريكان وحلف شمال الأطلسي تكلف تركيا بمهمة إزاحة الأنظمة التي تسمى(دول الممانعة) مثل سوريا وليبيا ....والعمل على تقسيم العراق الى ثلاث دويلات ...بمساعدة مسعود البر زاني من جهة والإخوان المسلمين والقاعدة المنتشرين في المناطق الغربية من العراق من جهة أخرى . الا ان المشهد معقد بعض الشيء اذ نتيجة اندلاع الحرب السورية –السورية واضطراب المنطقة الحدودية التركية السورية منح حزب العمال الكردي ( البكةكة) حرية الحركة واختراق نقاط المراقبة التركية لينشط في العمق التركي مسببا قلقا كبيرا لحكومة اردوغان ,اذ انه يحضى بتأيد غالبية الكرد في تركيا . كما ان انحياز مسعود البر زاني للأتراك واتفاقه مع الأتراك على ضرب الحركة الكردية في تركيا يفقده الكثير من ما يدعيه من قيادته التاريخية للحركة الكردية .ويفقده أيضا تأيد اغلب الشعب الكردي في كردستان العراق .وهو في اللحظة التي سيعلن فيها الانفصال عن العراق ستحتل تركيا الاقليم وخاصة لها على أراضي الإقليم ثلاث قواعد عسكرية تمكنها من بسط سيطرتها دون عناء وحينها سيسحبون من تحت قدميه البساط الأحمر.... ولم ينسى العالم بعد المجازر التي حصلت للأرمن على يد الأتراك .... وسيكتشف الكرد ان ال 17 % رقما لن يستطيع أحدا ان يقدمه لهم .كما أي تغير في الخارطة السورية يجب ان يكون لروسيا والصين فيه رأي .... وان الروس متواجدين على الأرض السورية, ومن هنا ... نقول ان إقامة جدار عازل سني يحمي إسرائيل ... يتعثر..ليؤخر الصفقة بين الإدارة الأمريكية والأحزاب الإسلامية السنية (الإخوان المسلمين) ...التي على أساسها جاء محمد مرسي في مصر وتحرك الأخوان في سوريا والحزب الإسلامي في المنطقة الغربية من العراق . ان الغزو الإعلامي التركي الذي يجتاح الفضائيات العربية يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك من ان هذا أمر دبر بليل ... واعد له من سنين طويلة وتم تحريك الأوضاع السياسية لبعض الدول لتأخذ دور الزعامة . كما تم التضحية ببعض الحكام الأصدقاء لانتهاء فترة الصلاحية .....وهذا كله يتم لتصبح إسرائيل الدولة الكبرى في المنطقة ويبعد عنها شبح أي تهديد ...من إيران أو حزب الله . والأمر المثير والغريب ... هنا لا يسأل السنة عن خياراتهم وكأن الأمر قد حسم لصالح الأخوان . مما يستدعي وقفة جادة من قبل السنة ليعلنوا عن رفضهم للصفقات التي عقدت بين أمريكا والأخوان .
حـــامــد الـــزبيدي 31 /12/2012
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا الان ....وما الذي يحدث في الانبار ...؟
-
جحوش الاخوان
-
مصر ...تتأهل ..للدخول في مرحلة الفوضى الخلاقة
-
عمر ... ورط ....مرسي
-
حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟
-
السيانيم
-
عبد العظيم ....اشوكت اتحج.....؟
-
عبد العظيم ... اشوكت ترتاح
-
يحكم ...من داخل قبره
-
بيدي ...لا بيد عمر ...؟
-
بوتين ... وعودة التوازن
-
طوب ابو خزامة
-
الفرص الضائعة للعراق الجديد ...؟
-
لماذا لا يتم تجاوز..... عقبة الاردن
-
عودة السلطان ....رجب اردوغان
-
رحلة الالف ميل .... تبدأ بتفجير
-
الفشل النبيل
-
الى اين يتجه ...تكتك الديمقراطية في العراق
-
الوعد
-
وطن يعيش فينا
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|