مجيد القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 03:47
المحور:
الادب والفن
القواعد
عزفنا على وتر القواعد رحلة فوق كثبان الحياة
قيثارة اتعب الليل صدرها
أبجدية كانت حروفنا ...
بين ألأنامل لحن غجري يتوارى في العيون
صبرنا على البلوى ... سجدنا للنجوم تضرعاً
"جنكيز" يقتحم "القواعد"... يستلب أردية " الأفعال"
يتلاعب في الأزمنة تارة ... وفي الأمثال ...
يدهس رأس "المستقبل" ... يحسبه خطراً ... يركب ظهر "الأمر"...
قال "المجرور" بحبل السوء: أنا "الفاعل"... أنا "البادئ" في الشر...
أنا شمباز نطق الموتور: أتسلق كل رذيلة...
أراقص كل حبل يجاورني... أنصهر في بوتقة الألوان
حرباء ينشدني "النعت"... يسترني "المكان" ساعة الخطر
عبثاً يفزعني " نهي" ... عبثاً يوقفني " نداء"
زيفت مدارس النحو قاطبة... ولبست من" النحل" رداء
بكت "الأسماء" حين سبيتها ... ارتعبت مدن خرساء
عاشرت " الكوفة والبصرة" وأنا بالطبع بدائي
يسحرني" الفعل الناقص" ... تؤرقني أفعال الخير
تباً " لأفعال الأمر" كم هي قاسية... و" للتنوين... وللجر"
من أنا يسأ لني نفر" معلوم"
أنا تائه مقطوع" الوصل" لي خطوتي... أتبعها حيث أشاء...
يا لدنيا صار فيها "النحو" مغتربا ... يتهاوى بين كذب و رياء
تحمل "الهمزة" مجروحة ثم تدفن في الهواء
حزن الصمت عليها ... لاذ قبر بالبكاء
"كلٌ يدعي وصل بليلى" وهي عاجزة عن جمع "حاء وباء"
سرقوا " المعارف" من كل بينة و رضوا العيش استباقا دون "ألف ولام"
لا خير في دنيا إذا غابت معارفها ... يوما وغادرها قسرا إمام
أيها اللاهث في الظلمة دون معرفةٍ ... تمسّك " بالسكون" لعلك تهدأ
و كف عن اللغط وتسفيه الكلام ...
أي منصب في الحلم أتاك... أي مقعدٍ ... أي مقام...
تعال, فخذه .. ودع عنك الخصام
أفعالكم كلها ناقصة...
أخباركم خمر وماء...
فطر " العطف" عليها بعد هجر وجفاء
تعب النحاة في تقويمكم ...
وغدا التذكير بلاء ...
كل جرح صار خلاً... كل شكوى في سؤال ...
ثملا تاه شعر يترنح بين " مفعول وحال"
كم " ضمير" مات طوعا دون حرب أو قتال
ليتنا كنا دعاة لخطاب يانع...
ليتنا كنا أترقينا لسموً وجمال...
برلين / 30/ 12/ 2012
#مجيد_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟