شهدي عطية
الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 16:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يبتليك الله بمناقشة أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فإن أول عبارة سوف تسمعها منه ردا على حديثك هى " لا تسمع أو تصدق الإعلام المضلل " أو " لا تتبع من يسمون أنفسهم نخبة " أو " لا تردد أحاديث العلمانيين " هكذا دون حتى أن يناقش مضمون ما تقوله وهذا ما يجعلني أتذكر المثل القائل " كلٌّ يرى الناس بعينِ طبـعه " وهو ينطبق تماما على شبابهم فعضو الجماعة إعتاد دائما على ان يؤجر عقله او يعطيه أجازة من التفكير ليفكر له قياداته فهو لم يعتاد على اتخاذ قراره بنفسه ولا يجرؤ على أن يقول رأياً ما في قضية ما إلا بعد أن يعرف رأي مكتب إرشاده في تلك القضية حتى لو كان رأي اليوم مناقض لرأي غدا في نفس القضية لا بأس ولا حرج ولاممانعة في ذلك طالما هذا رأي مرشدنا الأعظم لذلك فإن عضو الجماعة يظن أن كل الناس مثله لأنه يرى بعين طبعه كل الناس تابعين لأراء الغير ينتظرون مثله ومثل لشباب جماعته الرأي يأتيهم من أعلى لا راد لقضاء هذا الرأي أبدا سوى رأيا آخرا يأتيهم أيضا من أعلى عليين حيث يمكث مكتب إرشادهم لا يتوقع أن هناك من يقرأ ويفكر ويحلل ويتخذ لنفسه موقفا خاصا وفكرا خاصا ورأيا متحررا من أي قيد ولا يتوقع من أن هناك من يقول رأيه مبنيا على مبادئ وثوابت يؤمن بها وليس بناءا على رغبة مكتب إرشاد أو رئيس تابعا له أو تنظيم . أكثر ما يجعل عضو الجماعة يقف أمامك فاغراً فاه هو أن يراك تنتقد مرشحك الرئاسي مثلا في موقف ما أو تعترض على قرار اتخذه رئيس الحزب الذي تنتمي إليه فإنك تبدو له في هذه الحالة كأنك كائنا من كوكب آخر يفكر ويعترض ويبدي رأيا مخالفا لرأي قيادات تنظيمه أو المنتمين لفكره فهم يحولون قادتهم لآلهة لا تخطئ ولا تنطق عن الهوى و ما يحزنك أنه لا يشعر بالغيرة منك أو لا يبدي رغبة في التحرر فكريا مثلك بل يدعوك أنت لتكون مثله وهنا أجدني أعود مرة أخرى للإقتباسات ببيت شعر يقول " إن قومي ألفوا الذل فصار الذل درباً للحياة " .صدقا هم بحاجة لدراسة نفسية فكيف يمكن لشخص يزعم أنه يمتلك فكراً ولا يمكنه أن ينتقد إلا بإذن ولا يبدي رأيه لا قبل أن يعود لقياداته وفي النهاية عندما يراك تعترض وتفكر وتقرر يتهمك أنت بأنك مغرر بك ومنساق خلف الآخرين ، حقاً كلٌّ يرى الناس بعينِ طبعه .
شهدي عطية
#شهدي_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟