أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - تحاميل














المزيد.....

تحاميل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 13:10
المحور: كتابات ساخرة
    


" دخلَ أحدهم الى صيدلية إسمها " البَرَكة " .. فإسترعى إنتباههُ فوراً ، الى ان الرفوف كانتْ عملاقة وتصل الى السقف ، وان الأدوية المرصوفة ، من عُلبٍ وقناني وغيرها ، كبيرة الحجم .. وسمعَ أحد الزبائن يطلب أقراص باراسيتامول للصداع ، فأعطاه الصيدلي واحدة بحجم ثمرة مشمش .. وزبوناً آخر أرادَ معجون أسنان ، فقدمَ له الصيدلي ، عبوةً ضخمة .. فتعجبَ صاحبنا كثيراً .. وشرعَ في الخروج ، فنادى عليه الصيدلي ، وقال له : تفّضل أخي ، هل تريد أي شئ ؟ لكن صاحبنا شكرهُ وغادرَ مُسرِعاً . والسبب الوجيه لتصرُفه ... هو انه كان يريد ان يشتري : ( تحاميل ) .. لكنه خافَ ان يكون حجمها أيضاً فيه بَركة ولا يستطيع تحَمُلها !! " .
حكومتنا في بغداد ، مثل الصيدلية أعلاه ، عّلقتْ يافطة كبيرة .. نقشتْ عليها آيات قرآنية وأحاديث شريفة وأقوال يّخُر منها الإيمان خّراً .. وقالتْ بأنها حكومة مؤمنة ، وان رئيس الحكومة وأكبر رأسٍ فيها .. وَرِعٌ وزاهد وانه حفيد الأمام الحسين .. وأن وزراءه متدينون مثله .. والدليل على ذلك ، تلك البقعة الغامقة على جباههم من كُثرة السجود والتقوى ، وقسمٌ منهم ، مثله .. من أقرباء عليٍ والحُسين .. وآخرون من أحفاد أبا بكر وعمر وعثمان . ولأنها حكومة " مُباركة " .. فلا يُمكن ان يكون إنتاجها عادياً ، مثل الحكومات العلمانية الكافرة في بلاد الله .. إذ ان إنجازات حكومتنا ، ضخمة وكبيرة .. وكُل المكتسبات عملاقة .. تماماً كالأدوية المعروضة أعلاه .
وإثباتاَ لكلامنا ، نقول : ان الفساد بانواعه أصبح بجهود الحكومة ومجلس النواب " ضخماً " وغير عادي .. وان تَدّني الخدمات بِكُل مفاصلها " كبير " الى درجةٍ غير معقولة .. وان الوساخة والقذارة ، في كافة مُدننا ومن ضمنها العاصمة بغداد ، وصلتْ الى مستويات " عالية " .. وان السرقة والنهب المُنظم الواسع النطاق " تجاوز الحدود " .
ان تجربة العشرة سنوات الماضية .. أثبتَتْ فشل الطبقة السياسية المتنفذة الحاكمة ، في تحسين أوضاع البلد ، وحل مشاكل الجماهير .. بل بالعكس من ذلك تماماً .. فأن هذه الفئة المُسيطرة على الحُكم .. تمادتْ في غّيها .. وإفتعلتْ وتفتعل الآن .. الأزمات تباعاً .. وتتشدقُ زوراً بالشعارت الوطنية والديمقراطية ، وتبيع الأوهام الى الشعب من خلال دغدغة المشاعر الدينية والطائفية والقومية ، وحتى المناطقية والعشائرية ..
نحنُ الشعب ، مثل صاحبنا الذي دخل الصيدلية .. نحنُ بحاجة الى " تحاميل " لتسكين أوجاعنا ومُعالجة أمراضنا وتحسين أوضاعنا .. لكننا نخشى اليوم ، ان تكون التحاميل التي تُهيئها لنا ، الطبقة السياسية الحاكمة ، ضخمة وكبيرة .. مثل إنجازاتها السابقة في الفساد والفوضى .. بحيث تكون مثل الخوازيق ..التي لن نتحّملها هذهِ المَرّة !! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز
- صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة نينوى المُوحدة
- نحنُ في ورطةٍ حقيقية
- إذا غابَ الطالباني عن الساحة
- المركز والأقليم .. بينَ مَشروعَين
- إنتخابات مجالس المحافظات ، وجيل الشباب
- إختِطاف أبو جعفر المنصور
- الحَرب التي لا نُريدها
- مُجّرَد دعايات مُغرِضة
- البلد الأول في النمو الإقتصادي
- أكيد .. معمولٌ لنا [ عَمَل ]
- وضع المسؤولين .. على - الصامتْ -
- بغداد الطاردة .. وبغداد الجاذبة
- الوجه الآخر من صراع بغداد وأربيل
- لهذا .. لسنا مُتفائلين
- العودة الى البيت حافياً
- - تسويق - حربٍ قومية في العراق
- لماذا يُقتَل طبيبُ أسنان ؟!
- الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية


المزيد.....




- يحقق أعلى إيردات في عيد الفطر المبارك “فيلم سيكو سيكو بطولة ...
- فيلم استنساخ سامح حسين بمشاركته مع هبة مجدي “يعرض في السينما ...
- فيلم المشروع x كريم عبدالعزيز وياسمين صبري .. في جميع دور ال ...
- نازلي مدكور تتحدث في معرض أربيل الدولي للكتاب عن الحركة التش ...
- مقتل المسعفين في غزة.. مشاهد تناقض الرواية الإسرائيلية
- مقتل عمال الإغاثة.. فيديو يكشف تناقضا في الرواية الإسرائيلية ...
- -القيامة قامت بغزة-.. فنانون عرب يتضامنون مع القطاع وسط تصعي ...
- لقطات فيديو تظهر تناقضاً مع الرواية الإسرائيلية لمقتل المسعف ...
- سوريا.. تحطيم ضريح الشاعر -رهين المحبسين- في مسقط رأسه
- نيويورك تايمز تنشر مقطعاً مصوراً لمركبات إسعاف تعرضت لإطلاق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - تحاميل