سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 14:39
المحور:
الادب والفن
تقولين : أفكرُ بكَ كثيراً
وطالما غصَّ قلبي بالوجد .
شكراً لكِ ،
وأنا أيضاً أفكر بك
آناءَ الليلكِِ
وأطرافَ الجُلَّنار
***
مغفورةٌ كلُّ أشواطي
لأني أستلهم ضعفي وطيشي وهناتي
فأصنعَ منها قلادة
تصارحُ
بالبريق الهاذي جيدَ السراب
وبلذة المنتصر أجمّع غباري
وأطعمُ ما يتبدّى
من صغار المصابيح
***
دبقٌ في القلب
يمنع نبضاتهِ من التحرر .
كيف تحول صنبور أشواقي
إلى صنبورٍ منجمدٍ شماليٍّ أو جنوبيٍّ ؟
وبعد راحةٍ قصيرة
أعود لأغطّي الأرصفةَ بالدموع
فتكشفَ كلُّ امرأةٍ عن ساقيها ...
***
صرختي بعد الولادة ،
تلك الصرخةُ الكونية الغامضة
كانت أُولى أعمالي الشعرية
***
جِيدُك يهزمني ولكنْ هزيمَ الرعد
فأحضنُك بأشتاتي المتباعدة .
أيتها الغافية على كتف غابتي البيلسانية
دَعيْ الهداهدَ الصغيرة تتناوب على دفق قلبك
وتلتقطهُ كحبّات الذرَةِ
وقولي : سلاماً
***
أيتها البروقُ البعيدة
ها أنا أخيط من صمتكِ
قميصاً بألوانٍ صارخة !
***
عَبرةٌ حارةٌ
تنحدر من مقلةِ روحي
وقليلاً قليلاً
تصبح شقيقةً للأرض في حجمها
مع فارق أنها غيرُ محكومةٍ بقانون
***
الشوقُ للشيء امتلاكٌ لنصفهِ
وامتلاكُ نصفهِ يعني إغراءَ النصفِ الآخر
وأمّا امتلاكه كلُّه
فيعني الشوقَ لمُوجِدهِ
فكيف بي وشوقي هو الذي أوجدَها ؟!
***
صفصافةٌ كلَّلوها بأضواء رأس السنة وألوانها ،
صفصافةٌ ممشوقةُ القوامِ كزرافةٍ ،
صفصافةٌ دائمةُ الخضرة
وجفوني دائمةُ العَبْرة !
***
الورودُ وإنْ كانت جذورُها غيرَ ضاربةٍ عميقاً في التربة
فهي تمنحنا غبطةً نادرة
وكذلك الكلامُ الجميل فهو وإنْ كان غيرَ متأصلٍ في ذواتنا ،
لنُجرِّبْ أن نطلقَهُ رغم ذلك
فعبيرُه يصل غاياته بلا دليل
***
الشمسُ ها هي تبزغُ
ومِن فوقها غيمةٌ تلتفُّ حول نفسها
كراقصةِ باليه .
تعاليتِ أيتها الشمسُ الحنون
يا غليوناً أشعَلَه للتوِّ
ملاكٌ مهموم !
------------
برلين
شتاء - 2012
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟