|
رسالة من لأجيء: إذا لم نشرب...
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 23:30
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في حضرة الخيمة المقامة على ارض مخيم الدهيشة وبالتحديد في ساحة وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يتحلق بعض الشبان الذين أنهكهم الواقع المر ووكالة الغوث التي تفصل العاملين بالجملة وتقلص الخدمات المقدمة للاجئين دون أي رادع إنساني في ظل حالة الإدراك الكامل أن اللاجئ لا زال يعيش فصول المؤامرة وان أبو الخيزران يحاول إشاعة ثقافة الاخصاء في أوساطنا كمقدمة لجرنا إلى المذبح. القصة مش رمانة، هي استهداف سياسي وخدماتي للاجئين الفلسطينيين، وهي عملية استئصال للحق التاريخي الذي لا تكفله قرارات الشرعية الدولية فقط وإنما تضحيات اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا حطبا للثورة الوطنية المعاصرة التي وجدت من اجلهم، واليوم هم أيضا حطبا لكل المتهافتين على الحلول التي تنفي حق اللاجئ الواضح والصريح بالعودة لأرضة التي هجر منها عام 1948 . ساحة المخيمات في الضفة المحتلة تتململ وتشهد حراك يعبر عن صحوة تعكس واقع الحال اللاجئ الذي يقول لكل الإطراف لقد فاض الكيل، هذا هو لسان حال الشباب اللاجئ الذي يعيش التخبط والغربة عن الواقع الفلسطيني الذي ما عاد يهتم بشؤونه بعد أن وجدت السلطة الفلسطينية التي يهدد رئيسها بتسليم مفاتيحها لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد أن لفظت المفاوضات نفسها الأخير ولم تعد عمليات الإنعاش المتكررة مفيدة. قلت أن التخبط في الوسط اللاجئ يسود الحالة وهذا خطير جداً، والخطر يكمن في غياب صمام الأمان والضمانة التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تعبر عن ولو بخطاب ضعيف، ولكن غياب منظمة التحرير التي يفترض أنها تمثل اللاجئين الفلسطينيين عن ساحة الفعل والتفاعل فتح المجال للفوضى ودخل كل من هب ودب لساحة اللجوء التي لم تعد تشكل أصل الصراع بالنسبة للطبقة السياسية الفلسطينية التي تتحكم في المشهد، هذه الطبقة التي باتت تعبر عن نفسها بأجسام يائسة مشتتة مكبلة بمصالحها حيناً وبالخطاب المهزوم أحيانا. هذا التخبط لن يستمر نظراً لأدراك الشباب اللاجئ وجموع اللاجئين أنة آن الأوان لجمع أشلاءهم والدفاع عن حقوقهم انطلاقاً من مقولة لا يحك جلدك إلا ظفرك، وان الأجسام التي انبثقت عن اللاجئين بعد وجود السلطة تعاني من أزمة في التواصل من اللاجئين في المخيمات حيث تحولت لمشكلة بدلاً من كونها الحل مما يتطلب إعادة بناء اللجان الشعبية باعتماد أسس تعكس المصلحة العليا للاجئين في مخيمات الضفة الغربية المحتلة. إن غياب منظمة التحرير الفلسطينية وعدم اهتمام دائرة شؤون اللاجئين وفقدان الثقة في أداء بعض اللجان الشعبية التي أصبحت رأس بلا جسد ولا تعبر عن طموح اللاجئين سيؤدي إلى حراك غير مسبوق ، هذا الحراك الذي بدأ يعبر عن نفسه بتحركات للشباب اللاجئ واجتماعات لفعاليات اللاجئين احتجاجاً على التقليصات التي تقوم بها وكالة الغوث بحق اللاجئين الفلسطينيين والمتمثلة بفصل العاملين وإلغاء البرامج التي تقدم خدمات للاجئين هذا لجانب التقليصات في الأدوية والتحويلات والخدمات الاغاثيه للعائلات الفقيرة. إن التقليصات التي قامت وتقوم بها وكالة الغوث تمت تحت سمع وبصر اللجان الشعبية والسلطة الفلسطينية التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين كما بقية دول المحيط مع اختلاف بسيط يتعلق بالخصوصية الفلسطينية، ويحق للمتابع أن يوجه السؤال للجان الشعبية ودائرة شؤون اللاجئين: لماذا تراجعت الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين لهذا القدر؟؟؟؟ ويحق للاجئ أن يحصل على إجابة ولا يتم الاختفاء وراء العذر الذي هو بالتأكيد أقبح من الذنب، وبالتأكيد لدى جموع اللاجئين إجابات على عشرات الأسئلة والتساؤلات المطروحة في الوسط اللاجئ، وبالتأكيد هناك حقائق آن الأوان للوقوف عليها ولكن الصراع الأساسي ألان مع وكالة الغوث التي تسطو على حقوق اللاجئين. لسان حال اللاجئ الفلسطيني: إذا لم نشرب لا سقط المطر، وهي رسالة لكل الإطراف، وبالتحديد تلك التي اعتقدت أن قضية اللاجئين خاضعة للمساومة، المطلوب من جموع اللاجئين الفلسطينيين فلسطين وبالتحديد في فلسطين المحتلة إعادة الاعتبار لقضية اللاجئين وحقوقهم وعدم السماح سواء لوكالة الغوث التهرب من التزاماتها تجاه اللاجئين، المطلوب أن لا تكون الذكرى القادمة للنكبة الفلسطينية مجرد لافتات وبوسترات وقبعات، والمطلوب سحب البساط من تحت إقدام الشريحة التي تقرر في الشأن اللاجئ وبالتحديد الميداني وانخراط نخب اللاجئين في هذا الحراك بهدف أعاده الأوضاع لنصابها. إن اللاجئين الفلسطينيين يمرون في مرحلة حساسة وهي ليست كسابقاتها، هناك هجمة على حقوق اللاجئين، وهذه الهجمة تطورت في الآونة الأخيرة لتمس البعد ألقيمي والثقافي وسنتطرق بالتفصيل لذلك في معالجات قادمة، وهذا يدفعني للعودة لخيام الاعتصام في مخيمات الضفة الغربية التي تشكل ظاهرة صحية ستعيد الاعتبار قطعاً لنا كلاجئين يقودهم الشباب الذين رفعوا شعار إن لم نشرب لا سقط المطر.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يحدث في محكمة بيت لحم
-
هرطقة في زمن الانقسام
-
الانتخابات المحلية الفلسطينية: الانقلاب الثاني
-
يا صبرا: اخرجي من عالمنا
-
مين اللي خرب البلد؟؟!!
-
سيدي الرئيس: نحن معك.... ولكن
-
محمد رشيد وحق الليلة الأولى
-
خربشات على قبر أبو علي مصطفي
-
حملات المقاطعة: المواطن ما بيفهمش
-
المخيمات وأزمة الكهرباء: مين فينا ألحرامي - 1
-
وبعدين معك يا حكومة
-
في ذكرى غسان: لمن قرعوا جدران الخزان
-
لسان حال الموظف: أنا مش كافر
-
قناة الميادين: أول ما شطح نطح
-
هل هي أجهزة امن.....
-
التطبيع الإعلامي: اغتيال شعب
-
يا أخي: اربط الحمار....
-
قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه
-
عندما كرمت بيت لحم جعارة وزعول
-
لا تنتمي للقطيع: حتما سنعود
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|