أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سونيا ابراهيم - الكراهية المدعية في وجه الريح














المزيد.....

الكراهية المدعية في وجه الريح


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 15:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


..هكذا كانت - تقول - أمي :
يقولون : " الحب أعمى " و هذا قد يجعل اثنين يتساءلان هل الحب أعمى أم أنه يكشف من هو أعمى ، و لكن الحقيقة هو أن الخوف من يجعل البصير أعمى من أن يرى الضوء ليضع غمامة فوق رأسه ، و يصبح مكبل اليدين تماماً لا يستطيع أن يرضى بالحب .

الشعور بأن أحداً لم يحبك تتوارثه الأجيال العربية ليس فقط بسبب الفقر ، و عدم الوعي ، و الإهمال بشكل عام بل أيضاً بسبب التشريعات و العادات و التقاليد .
الإسقاط الذي تمارسه الأديان على الأشخاص بإملاءات قد يسميها البعض دين و البعض الآخر نفاق و خرافات ؛ هو ملأ للفراغ بسبب زيادة العنف و الاضطهاد الذي يشعر به الانسان العربي منذ أن كان طفلاً . الجهل هو نفس الكراهية التي تتفاعل بها منظوماتنا العربية نفسياً ، و اجتماعياً ، و عقائدياً في حال تدنى مستوى الثقافة عند الشعوب.

كيف يتعلم الإنسان العربي الضعيف أن يشعر بالبلادة تماماً عندما يضربه رجل الشرطة العنيف ، بنفس الخلفية الرجعية لرجل شرقي تربى كطفل مدلل ، يعنف اخواته في بيت العائلة ، و لكنه يبكي بعد أن تصفعه معلمة المدرسة بسبب تقصيره بأداء واجب المدرسة ؟

أن تتعلم السير في بيئة ملؤها الحب ، و التفاهم بأن يبدو ذلك مستخدماً في نبرة الصوت التواصل اللفظي ، و الجسدي ، و الاصغاء للآخرين لا يشبه تماماً أن تقع في خندق كبير يقذفك في حفر مليئة بالظلام لا توقد فيها ضوءًا حتى يصيبك جزء من الحريق منها !

الشعور بالكراهية النابعة من المحرمات ، الدين و تعقيداته هو أكثر ما يجعلك تشعر أن الكل من حولك يبغضك بل يؤثر فيك ليجعلك تصبح آفاقا ..
الكراهية تنبع من الجسد أيضاً ، و ليست فقط من الروح ، و الفكر لذلك قد تؤثر عبر طاقات أجسادنا فتضر من حولنا . الكراهية هي مرور انسان بانسان آخر، تجعلك تسلط كل طاقتك ؛ لتدمير من حولك معنوياً و أنت تحاول حمايته إلا من نفسك – كراهيتك !

الكراهية هي رجلاً باع وطنه بالخيانة ، الكراهية هي امراة عجوز بخيلة لا تحب الاطفال ، الكراهية هي الأم التي لا تكف عن الصراخ ليل نهار ، الكراهية هي أن تصبح عبداً خائفاً من كل الأشياء المنطقية حولك ، من أن تجدها تعبر عن نفسك عبر خيالك السطحي أو حتى الغائب ! الكراهية هي المنفذ الوحيد الذي تحتاجه لكي تخرج من نفسك قبل أن تقع في الظلام !الكراهية هي نفسك عندما تجد أنك لا تستحق أن تشعر بالحب .. لا تتوقف الكراهية ، و لكن عمرك يتوقف عند لحظة معينة ، تشعر فيها أنك مُتّ لأنك فقط آمنت بواحد بالمائة من الحقيقة .. الكراهية هي أن تهلك نفسك قبل أن يبررك الأعداء .. الكراهية هي أم أنجبتني ، أكرهت أختي الكبرى على الزواج ، عنفت أختي الصغرى لاهتماماتها البسيطة .. الكراهية هي امرأة قد تكون فقيرة في أحد الأحياء الشعبية لا تعلم معنى التمرد .. لكنها مهملة جداً و إلى أبعد الحدود ..

الكراهية هي أن تتوقف عند نقطة معينة و ألا تقبل أن تحاول من جديد .. الكراهية تهدم كل الجسور التي يحاول الجميع بنائها من حولك ، و أنت الوحيد الذي يضع رموزاً سحرية ؛ ليعجز نفسه من ركوب الخيل مرة واحدة من أجل إنقاذ نفسه !

" نحن محرومون – في مجتمعاتنا العربية – من الشعور بالحب ليس فقط بسبب مخلفات الدين و رجعية عاداتنا و تقاليدنا بل السبب الأساسي هو علاقة الأم بأبنائها ( علاقة الجسد بالروح ) و علاقة الأب بأبنائه هي مصيبة – بالنسبة لهم - مليئة بالحقد و الشعور بضياع الوقت ؛ هذا كله جزء وحيد من هذه الحقيقة التي تغمرنا في العالم العربي " !



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما نحتاجه بعد المجزرة الانسانية في غزة!
- أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة
- هكذا يقول - الشعب - لحكام الفساد : كنت دائماً لوحدي !
- هل يحب الآباء الفلسطينيون أبناءهم ؟
- تحية مباركة و إغلاق مبكر
- متلازمة ستوكهولم .. هل بعض الفلسطينيون مصابون بها ؟؟
- العدوانية
- من أجل رقي حركة حماس
- الهوس الجنسي في غزة
- صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
- حجة خروج
- متعة الفراق المذّل
- مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
- ذكور ممتنعون عن الرجولة
- نختارُ أن نحلم بوطن
- حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
- مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
- العنف الأسري
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا


المزيد.....




- نجوم مسلسل -شارع الأعشى- يلتقون الجمهور في العيد
- كورى بوكر يحطم الرقم القياسي في مجلس الشيوخ بخطاب استمر 25 س ...
- قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأون ...
- مقتل عشرات الغزيين بقصف مكثف بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياته ...
- عبر الخريطة التفاعلية.. الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته العسكري ...
- استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميا ...
- مظاهرات تمتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا لإسقاط تسلا
- تداعيات حرمان لوبان من الترشح على المشهد السياسي الفرنسي
- أميركا تدرس مقترح التفاوض الإيراني وتعزز قواتها بالمنطقة
- غارات أميركية على اليمن والحوثيون يستهدفون ترومان مجددا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سونيا ابراهيم - الكراهية المدعية في وجه الريح