أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما















المزيد.....



حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقف هو الابقى وليس الجائزة او المنصب او المال .... والدليل على ذلك اننا نتذكر فارجاس يوسا الاديب الفائز بنوبل ولانتذكر فارجاس يوسا الذى ترشح يوما ما للرئاسة فى بيرو وخسر امام البرتوفوجيمورى ,وكذلك نتذكر طه حسين المثقف واعماله الادبية والثقافية والفكرية ولانتذكر مناصبه حيث كان وزيرا للتعليم ورئيسا للجامعة ..... فسلطة المثقف اعلى من اى سلطة واكبر وابقى من السلطة او الجائزة ..... قد تسطيع سلطة ما سجن المثقف او اغتياله او قتله معنويا او محاربته فى لقمة عيشه ولكنها لاتستطيع بكل جبروتها ان تنزع عنه صفة المثقف عن الانسان المثقف .... فالمثقف قيمة عالية فى اى مجتمع يقدر قيمة الثقافة .....فيجب ان يعنز المثقف بالفكر .... فالمفكر هو اعظم مخلوقات الله ..... فالخالق اعطاه الموهبة او الصفة التى رفعته عن الحيوان وعن الانسان .... ولذلك يجب ان يرفع المثقف رأسه وان يرتفع ولا يحن رأسه ابدا .... هذه المقدمة اهديها للدكتور/ احمد زويل الذى عاد لكي يحاول أن يستثمر الثورة ورغبة كل القوي بمصر لتولي مكانة سياسية بأي شكل، حتى وإن كانت تلك المكانة تتعلق بالسير في طريق التبعية لواشنطن .... قى خلال سنوات حكم المجرم مبارك طرح د. أحمد زويل فكرة تكوين مركز بحثي يحمل أسمه ...وفق ما أعلن عنه زويل نفسه...وقال أن مركزه يستهدف تطوير البحث العلمي، ووضع مصر في المكانة العلمية والتنموية التي تستحقها ،وهذا كلام لاغبار عليه ويسعد كل وطني ...لكن جهة سيادية رصدت معلومات موثقة بأن المركز سيكون مجرد معمل تفريخ يستقطب أفضل ما في مصر من عقول لخدمة إستراتيجية أجنبية لا تنسجم مع مقتضيات الأمن القومي ،واعترضت علي إشهار المركز وأوقف المشروع !!!..

لكنه نجح بالفعل في إقناع أحمد شفيق أن يمنحه مباني جامعة النيل علي الجاهز ليبدأ من خلالها مشروعه البحثي الخطير ،وهنا تصدت له مجموعة من أساتذة في جامعات الوطن الذين يعملون بجامعة النيل،وتصدي له أيضاً طلبة جامعة النيل ليمنعوه من أكمال مخططه ...تصدوا له لأن هذا المخطط سيؤدي لاغتيال جامعتهم وتهديد مستقبلهم ،وإلحاق الضرر بحياتهم المعيشية ،وقرر طلاب جامعة النيل ان يتولوا حماية الجامعة لكي لاتحاول جماعات أحمد زويل اغتصابها منهم ،وبالفعل نظموا إعتصام ضخم إمامها ونصبوا خيامهم ....واستغاثوا بمحمد مرسي لكي لايعتمد قرار مجلس الوزراء ويعطي مباني الجامعة لمركز أحمد زويل، والذي استعان فيه زويل بأساتذة أجانب من بينهم عناصر قامت بالتدريس في الجامعات الإسرائيلية، كما قالت دكتورة سهام نصار وهي من القيادات الجامعية التي تحظي باحترام وتقدير كبيرين ...لكن فوجئ الطلاب بالجامعة بعناصر من قوات الأمن المركزي تقتحم عليهم خيامهم وتفض اعتصامهم بالقوة من إمام الجامعة ... وهو ما أجبرهم علي الانسحاب الي داخل الجامعة والاعتصام داخلها لمنع الأمن المركزي من تنفيذ قرار تسليم مباني جامعتهم للدكتور احمد زويل ورجاله ،وهو الأمر الذي لم يفعله الرئيس المخلوع المجرم مبارك ،ويخشي الأساتذة ان يكون مرسي قد صادق علي قرار انتزاع الجامعة من طلابها وأساتذتها وسلمها لأحمد زويل ....

ان احمد زويل حصل علي مؤهله العالي من مصر ...ثم سافر الي الولايات المتحدة لكي ينشغل بالبحوث ....ولم تكن مصر من قبل تعرف احمد زويل قبل ان يذكره لطفي الخولي الكاتب اليساري الراحل ويشيد به وبعبقريته ويلتقطه ويقربه من تحالف كوبنهاجن التطبيعي ثم تفرد له مجلة محدودة التوزيع تصدر عن الاهرام للاسف حوارات اجرتها معه محررة غير معروفة , وبعد تسويقه بمصر نفاجأ به يحصل علي جائزة نوبل في الفيزياء بعد ان مر عبر البوابة الامريكية الاسرائيلية ... وفور حصوله عليها بدات زفة له في مصر غير تقليدية من قبل ميليشيات كامب ديفيد المهيمنة علي كل شيء في وطننا ..... وتحول احمد زويل الي نجم تقام له الحفلات بمصر وتستضيفه القنوات االفضائية والتليفزيونية والمؤسسات العلمية وبات هناك رأي عام مزيف صنعه اعلام عميل ومنافق و فاسد يظهر الرجل كبطل مصري !! واذا تساءلنا ماذا فعل احمد زويل لمصر ؟!.. تاتي الاجابة لا شيء اذن فما هي مبررات بطولته ؟!...

وحتي تكتمل الصورة في اذهاننا نتوقف هنا ونتذكر العالم العبقري الفذ يحي المشد والذي لمجرد ان تعاون مع العراقيين في بناء مفاعلهم نفاجأ بالموساد يدمر المفاعل ويغتاله بل ويعترف قادة الموساد بانهم اغتالوه في كتاب بعنوان جواسيس جدعون ....وامام هذه الاعترافات كان يفترض ان تتحرك ميليشيات كامب ديفيد لكي تثأر لهذا العالم لكنهم غضوا الطرف وعملوا ودن من طين واخري من عجين !!!ولم يتوقف الموساد عند هذا الحد فاغتال سعيد سيد بدير ثم جمال حمدان وقبل ذلك سميرة موسي واخرين تم اغتيالهم لمجرد ان الموساد شعر بان بلادنا العربية والاسلامية بدأت تستفيد منهم ووظفوا علمهم لصالحها فتمت تصفيتهم بدون رحمة او هوادة ماتوا ولم يذكرهم احد وهم الاولي والاعظم بالذكر والتكريم !!...اما احمد زويل فقبل ان يذهب لكي يتسلم جائزة نوبل ذهب الي اسرائيل لمدة 6 ايام ووقف يتحدث امام الكنيست وقال له اليهود انك الرجل المصري الثاني بعد السادات الذي نال هذا الشرف ثم قام الاسرائيليون بتكريمه ومنحوه جائزة اليهودي وولف وعندما تمت مواجهة احمد زويل بالواقعة اعترف ببرود اعصاب يحسد عليه و قال :" جائزة »وولف العالمية« تمنح لعلماء مرموقين وصاحبها كوبي اشترط ان تقدم الجائزة في اسرائيل وعندما فزت بها سالت نفسي لماذا لا اذهب فبيننا وبين اسرائيل علاقة سلام في كامب ديفيد وذهبت وتسلمتها ومكثت اياما هناك" ( راجعوا صحيفة السفير اللبنانية )!!..

احمد زويل حصل من معهد وايزمان (بحيفا المحتلة) على جائزة بعد أن أقام به 6 أشهر بغرض مساعدة الجيش الصهيونى فى تطوير منظومة صواريخ تعمل بالليزر أرض أرض وأرض جو ليتم التعامل من خلالها مع صواريخ حزب الله فى الجنوب اللبنانى .... (تفاصيل هذه المعلومات فى السيرة الذاتية لأحمد زويل والتى قال فيها إنه حصل على جائزة ولف برايز الاسرائيلية عام 1993م ، ووردت أيضاً فى كتاب شخصيات لها تاريخ - جلال أمين - القاهرة، دار الشروق، ط2 ، 2008 ، وفى صحيفة الاهرام ويكلي عدد 20 فبراير 2002م ، وفى مقال يوسف القعيد في مقال في جريدة الأسبوع بتاريخ 23 يناير 2006م ، وأيضاً فى مقال صلاح بديوي على شبكة الإنترنت على موقع صوت المقاومة ، وحكى فيه أنه في ندوة في جامعة القاهرة واجه المرحوم اللواء صلاح الدين سليم زويل بهذه المعلومات فرد ببرود :( إن العلم لا وطن له)....في الجامعة الامريكية ثم دار الاوبرا المصرية والتي خصصت جائزة للمطربين باسمه ولا اعرف ما هي علاقته بالمطربين اصلا حتي تخصص الاوبرا جائزة باسمه تمنح للمطربين في الغناء سنويا الا اذا كان ذلك قد حدث بعدما غنت له الفنانة لطيفة في فيلم يوسف شاهين ووضعته الي جانب ام كلثوم والتي ان اختلفنا او اتفقنا معها فهذا لا ينفي انها لفت العالم لدعم المجهود الحربي .... كما تمت استضافة زويل في اكثر من برنامج تليفزيوني وفي اكثر من جامعة وذهب الرجل الي السودان وهناك منحه الفريق عمر البشير اعلي وسام سوداني تقديرا لجهوده ووقف لكي يتحدث عن تفكيره لاقامة صرح علمي في جوبا بجنوب السودان علي غرار صرح قطر العلمي ...وفي ندوته بالاوبرا مضي الرجل يبهر مشاهديه وسامعيه بقدرة امريكا وتفوقها واستطاعتها ان تفنينا كعالم عربي في اماكننا بالتكنولوجيا التي تملكها ويجب ان لا نتحداها وان لا حل امامنا الا بالتعاون معها والحوار ومعاملتها بالحب والود والاستفادة من قيمها .. تحدث احمد زويل هكذا وبدون حياء او خجل !!...


وفي ندوة اخري عقدت بالجامعة الامريكية في قلب القاهرة قال احمد زويل لطلابها ان العرب يعيشون في ظل 50%من الامية و25%من البطالة والبحوث لديهم بالنسبة للعالم 3,% علي الرغم من ان عددهم 260 مليون نفس في حين ان اسرائيل التي لا يتجاوز عدد سكانها الستة ملايين تنتج 1,3%من هذه البحوث !!...ومن هذا المنطلق اقترح احمد زويل ان ينشيء بتمويل خاص وبمساعدات اجنبية مركز علمي في مصر يضم 3الاف طالب من اوائل الكليات في مصر ويقوم باعداده وفق المنهاج الامريكي لتخريج جيل جديد قادر علي مسايرة العصر الامريكي طبعا وهي رؤية كانت في منتهي الخطورة لاختراق منظومة القيم المصرية والتقاليد الاسلامية وتهديد الامن القومي لبلادنا ولذلك اعترضت اجهزة سيادية علي هذا المشرو ع والذي قام احمد زويل بتنفيذه في قطر وهو يتطلع الي مصر لمعاودة التجربة او الكرة...والان اصبح زويل منظرا يتحدث عن تطوير مناهج التعليم وتغييرها وعن الديمقراطية والحريات ومن يراه يتكلم بلسان امريكي وادعاء بانه لايزال يحمل الجنسية المصرية يتصور ان لديه طموحا للعب دور سياسي في مصر يحقق من خلاله البرامج التي يروج لها ....علي الرغم من أن أحمد زويل كان من أبرز المقربين من مبارك ونظامه، ومنحه هذا النظام ارفع الأوسمة ....وأشادت به صحف مبارك وأجهزة إعلامه وغني له رجال وسيدات فن مبارك وقتها ومن بينهم الفنانة لطيفة ،إلا أن زويل أرتدي علي الفور قميص الثورة ،وتم الدفع به من قبل دوائر أمريكية ليطرحه بعض أعوانه مرشحاً علي موقع الرئيس...لكن فوجئ زويل ومن علي شاكلته أن الباب أغلق في وجوههم لأن الإعلان الدستوري حظر ترشح من يحمل جنسية أجنبية أو متزوج من أجنبية....

أدت عودة أحمد زويل إلى مصر أثناء الثورة وسعيه إلى إنشاء مدينة زويل العلمية، وإصراره على أن يكون لهذه المدينة قانونها الخاص الذى لا يجعلها تخضع لإشراف الدولة إلى إثارة تساؤلات كثيرة ومواقف متناقضة.... البعض صدق أن احمد زويل يعود بنية خالصة لخدمة التعليم والبحث العلمى فى مصر، والبعض الآخر أبدى شكوكه فى تلك العودة بعد أن أمضى زويل نحو 45 عاما من عمره فى الولايات المتحدة، لم يقدم خلالها أى خدمات لمصر، بل يتردد انه لم يستجيب لطلب وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بإلحاق بعض الباحثين المصريين للدراسة بالجامعة التى يعمل بها هناك.....
و مؤخرا سرب موقع ويكيلكس 16 وثيقة سرية- وصفت خمسة منها بأنها حساسة senstive- تم تبادلها بين السفارات الأمريكية فى القاهرة وأنقرة وعمان وبيروت ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض- ونشرت إحداها صحيفة ديلى تلجراف - وإذا أضفنا إلى تلك الوثائق المقال الذى نشره أحمد زويل فى صحيفة لوس أنجيلوس تايمز يوم 19 أغسطس الحالى، لاتضح لنا حقيقة الدور الذى يقوم به احمد زويل فى مصر والشرق الأوسط لصالح السياسة الأمريكية، التى تستهدف تسخير موارد مصر المالية وعقول أبنائها لخدمة مشاريع البحث العلمى والتكنولوجيا الأمريكية!!...لذلك إعدوا المسرح لزويل !!..حيث تذكر برقية سربها موقع ويكيليكس مرسلة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية و إلى البيت الأبيض بتاريخ 30 ديسمبر 2009 تحت عنوان "إعداد المسرح للمبعوث العلمى زويل" جاء فيها: "د.زويل.. نرحب بحرارة بعودتكم إلى مصر.. لقد عملنا بنجاح مع الحكومة المصرية بشأن التعاون العلمى والتكنولوجى الذى يعد مكونا مهما لعلاقاتنا الثنائية.... رحلتك الأولى إلى مصر كمبعوث علمى سوف تتيح للولايات المتحدة التأكيد على أهمية هذا التعاون، وسوف تناقش خلالها سبل دعم برنامجنا العلمى فى مصر، وكذلك الوصول إلى طلاب العلوم والخريجين، فهذا هدف رئيسى حدده الرئيس أوباما فى خطابه بالقاهرة..... لقد طلبنا تحديد مواعيد لك لمقابلة الرئيس مبارك، وأحمد نظيف رئيس الوزراء، ورشيد رشيد وزير التجارة، والمشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع، وطارق كامل وزير الاتصالات، وهانى هلال وزير التعليم العالى"...


وبالعودة إلى المصادر الأمريكية يتبين أن الإدارة الأمريكية أوفدت أحمد زويل إلى مصر، ولبنان، والأردن، وتركيا كمبعوث علمى إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مبعوثين اثنين آخرين تم إيفادهما إلى دول اسلامية أخرى، فى إطار توجه جديد للإدارة الأمريكية جاء مع بداية صيف 2009 فيما يعرف باسم "دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا"، التى صدرت بشأنها توصيات وقرارات من مجلسى النواب الشيوخ الأمريكيين...ويبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية التى ألقت بظلالها على الولايات المتحدة، دفعت واشنطون إلى تبنى دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا من أجل خلق شراكات مع الدول الأخرى فى العالم، يتم من خلالها تحقيق المصالح الأمريكية، اذ يكشف Russ Carnahan عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، وعضو سابق بلجنة العلوم بالمجلس أن تشريعا صدر من الكونجرس بإنشاء المجلس القومى للعلوم والتكنولوجيا، يتبع مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا بالبيت الأبيض، ليقوم بالتنسيق وتحديد إستراتيجية الهيئات الأمريكية المعنية بهذا الشأن، بحيث تدعم هذه الإستراتيجية مشروعات العلوم والتكنولوجيا الأمريكية، وتقوم بتحسين الاقتصاد والأمن القومى، وتعزز أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، وتضمن استخداما جيدا للموارد، فضلا عن الاشتراك فى مواجهة التحديات الدولية، ودعم قدرة الولايات المتحدة على التقدم والمنافسة من أجل فرص للتقدم الاقتصادي، وتحسين الأمن والاستقرار داخليا وخارجيا....ويقول روس أنه تم خلق برنامج أبحاث جديد يشارك فيه باحثون من الولايات المتحدة ودول العالم النامى لحل المشكلات والتحديات العالمية التى يواجهها جيلنا ومن بينها انتشار أسلحة الدمار الشامل ونقص الغذاء، وتلوث المحيطات، والأمراض المقاومة للدواء، والاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة.... ويشجع هذا البرنامج العلماء الأمريكيين على أن يصبحوا جزءا من الجهود الدبلوماسية الأمريكية، فقد تم تعيين علماء أمريكيين محترمين ليقوموا بخدمة الدبلوماسية الأمريكية من خلال جولات قصيرة فى الخارج....وكشف أحد الأعضاء فى الكونجرس أن الشراكة فى العلوم والتكنولوجيا لن تؤدى فقط الى تحسين الأمن القومى الأمريكى، والرخاء الاقتصادى، ولكن التكنولوجيا الجديدة والملكيات الفكرية ستدعم التقدم العلمى للولايات المتحد، فضلا عن أن مشاركة المعرفة والخبرة والموارد يؤدى إلى رواج اقتصادي وتقدم اجتماعي ويساهم فى تحقيق السلام والأمن، ويساعد الدول المتقدمة على دعم قوتها الناعمة، وتحسين صورتها لدى الدول النامية، خصوصا لولايات المتحدة التى واجهت صورتها هبوطا حادا فى العالم منذ 11 سبتمبر....



ويرى أنصار دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا أن التعليم هو الطريق الأساس لتحقيق هذه الشراكة، وفيما يتعلق بالتمويل يرون أن العلوم تحصل على تمويل أفضل مما تحصل عليه الثقافة، نظرا لأن تأثيرها مباشر، ولذلك ستكون الحكومات أكثر استعدادا وموافقة للدخول في الشراكة، كما أن المبعوثين العلميين سيقيمون شراكة مع مؤسسات متعددة، ومنظمات غير حكومية، وشركات قطاع خاص وغيرها، وأوضحوا أن التبادل التكنولوجى سوف يتجنب القضايا الجدلية مثل الطاقة النووية، وسيركز على موضوعات أخرى مثل البيئة والصحة والزراعة...وإذا عدنا إلى الوثائق التى سربها موقع ويكيليكس سنجد أن البرقية المشار اليه آنفا تذكر أن هيئة المعونة الأمريكية تقوم بتصميم برنامج مدارس العلوم فى مصر، لزيادة اهتمام الطلاب بالعلوم والحساب وزيادة قدرتهم على الانجاز، وأن البرنامج سيعتبر المدارس ابتداء من المستوى 7-12 مراكز تميز، بما يتيح مساعدة الطلاب الموهوبين على تنمية المهارات المطلوبة لمواصلة دراستهم فى تخصص العلوم والرياضيات، ولاشك أن ذلك يدخل فى اطار إعداد الشباب المصريين النابغين لتحقيق أهداف دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا...اذا تعالوا بنا لنرى زويل ومدى خدمته وفائدته للأهداف الأمريكية !!..الأمر الذى لا يدركه كثير من المصريين أن أحمد زويل جاء الى مصر والشرق لأوسط بوصفه عالما أمريكيا، ومبعوثا علميا للحكومة الأمريكية، لتحقيق أهداف دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا، وليس للنهوض بالتعليم والبحث العلمى فى مصر، والدليل على ذلك أن البرقية الثانية المرسلة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة الى واشنطون فى 18 يناير 2010 والتى سربها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة ديلى تليجراف كانت بعنوان " المبعوث العلمى زويل يختتم زيارة أولى ناجحة للقاهرة"، قالت فيها السفيرة سكوبى أن أحمد زويل أحد ثلاثة مبعوثين أعلنتهم الوزيرة كلينتون فى نوفمبر 2009 زار القاهرة فى الفترة من 10-12 يناير حيث التقى بأحمد نظيف رئيس الوزراء، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ومحمد حسين طنطاوى وزير الدفاع، لتحديد كيف تدعم الولايات المتحدة مصر فى تنفيذ مبادرات علمية وتكنولوجية....وعلى الرغم من مما ذكرته سكوبى فى الفقرة السابقة من أن زويل التقى بالمسئولين المشار اليهم لبحث كيفية دعم الولايات المتحدة مصر فى تنفيذ مبادرات علمية وتكنولوجية، فانها سرعان ما كشفت فى الفقرة التالية عن أهداف الزيارة، فذكرت تحت عنوان "الحكومة المصرية تتعهد بالدعم" أن أحمد زويل أحاط أحمد نظيف فى اجتماعه معه يوم 10 يناير علما عن هدف مبعوث الرئيس أوباما، مركزا على الرغبة فى تحديد فرص لشراكة جديدة فى العلوم والتكنولوجيا بما فيها الرياضيات والهندسة والصحة والطاقة وبحوث تغير المناخ والتكنولوجيا الخضراء، وقد رحب نظيف بتعيين زويل مبعوثا علميا للرئيس أوباما، وأشار الى ان برامج العلوم والطاقة يمكن أن تعمل كدبلوماسية مهمة، وأن تكون أدوات تنمية تشمل الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل مصر ودول منطقة الشرق الأوسط، وناشد نظيف زويل العمل بسرعة من أجل تحديد أفضل الوسائل للتقدم نحو الأمام، وأعرب عن الرغبة فى الوصول الى نتائج ملموسة بأسرع وقت ممكن بقوله" : لانريد أن ننتظر يونيو آخر"- فى إشارة إلى خطاب أوباما فى جامعة القاهرة عام 2009....

والتقى زويل مع أعضاء المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا- وهو هيئة استشارية برئاسة رئيس الوزراء ويجتمع كل ثلاثة أشهر لتحديد الأولويات العلمية والتكنولوجية للبلاد- وقد اجتمع المجلس خصيصا من أجل زيارة زويل، ودعا ثمانية وزراء للحضور وهم : ( وزراء التعليم العالى، والبحث العلمى، والاتصالات، والكهرباء، والرى، والانتاج الحربى) وكذلك بعض الشخصيات البارزة من الهيئات الأكاديمية، وقطاع الأعمال...وقد أشار وزراء مختلفون الى المشكلات العديدة التى تواجه مصر وأهمها: زيادة السكان، ونضال نظام التعليم، والنقص فى قوة العمل الماهرة.... ورحب المجلس باقتراح زويل بالعمل معا لوضع مبادرات جديدة تركز على التعليم والعلوم والتكنولوجيا، وناقش زويل أيضا مفهوم مراكز التميز، وشجع المركز على متابعة هذه الفكرة...وبانتهاء الاجتماع وعد نظيف بتشكيل مجموعة عمل من وزارات مختلفة، لبحث الأولويات العلمية والتكنولوجية، ودراسة كيفية مساهمة مصر فى مشروعات مشتركة، ودعا زويل للعودة لتقديم الدعم لمجموعة العمل.... وهكذا كان أحمد نظيف متعاونا الى أقصى درجة مع المبعوث الأمريكى أحمد زويل مما يدحض ادعاءاته عن ممارسة النظام السابق الاضطهاد ضده!!...وتذكر سكوبى أن زويل اجتمع مع المشير طنطاوى يوم 11 يناير، حيث أشار زويل الى الدور المهم للبحث العسكرى الأمريكى فى تقديم التكنولوجيا والمعرفة للاستخدام المدنى.... ووجه زويل الشكر لطنطاوى وطلب منه الاشتراك فى مجموعة عمل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ولتحديد مجالات النعاون المحتملة، وقد وافق طنطاوى وأعلن أنه سيفعل ذلك من أجل العلاقة الطويلة والناجحة بين الجيشين المصرى والأمريكى!!...وفى 12 يناير أقامت غرفة التجارة الأمريكية فى مصر إفطار عمل حضره نحو 550 شخص، وتحدث فيه زويل عن دور القطاع الخاص فى قيادة الشراكة فى العلوم والتكنولوجيا بين مصر والولايات المتحدة.... وشرح زويل أن أن مشكلة مصر الأساسية تكمن فى تطوير نظام التعليم العام، وخصوصا فى المرحلتين الابتدائية والثانوية، وأكد على أهمية ايجاد بيئة تكافئ على القيام بالمخاطرة والابتكار العلمى.... وأضاف أن مصر لا تحتاج الى مبانى أو مؤسسات جديدة لتحقيق نجاح علمى وفكرى، بل ان الأكثر أهمية هو خلق المناخ الفكرى السليم، وزيادة مالدى البلاد من علماء ومهندسين، لتحسين الكفاءة العلمية والتكنولوجية للبلاد، ومهارات تدريبية لخريجى الجامعات، لأن هذا هو ما سيؤدى الى تنمية الابتكارات، وتتناقض تصريحاته هذه مع محاولته انشاء مدينة علمية تحمل اسمه، بالرغم من اعترافه بأن مصر ليست بحاجة الى منشآت علمية جديدة!!...

وأوضحت السفيرة أنه بعد أن يقوم زويل بزيارات لتركيا ولبنان والأردن سيعود الى مصر يوم 24 يناير، للالتقاء مع احمد نظيف رئيس الوزراء للاطلاع على الخطوات التى اتخذتها مجموعة العمل لتحقيق الشراكة العلمية والتكنولوجية مع الولايات المتحدة...واختتمت سكوبى برقيتها بالإشارة إلى أن شعبية زويل كانت واضحة فى التغطية الصحفية المكثفة، والحضور ذو المستوى المرتفع....وتعالوا بنا الى برقية 4 فبراير2010 بعنوان:( رئيس الوزراء يعلن إنشاء مركز للتميز ) جاء فى هذه البرقية أنه فى يوم 26 يناير اجتمعت السفيرة الأمريكية وأحمد زويل مع أحمد نظيف وأربعة وزراء من المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا (وزراء التعاون الدولى، والمالية، والتعليم العالى، والتنمية المحلية)، وكان هذا هو الاجتماع الثانى.... وبعد أن وجه نظيف الشكر الى زويل على مساعدة مصر فى تطوير بنيتها التحتية العلمية والتعليمية، انتقل نظيف الى مناقشة خطة الحكومة التى اعلنت مؤخرا لانشاء مركز تميز يقوم مبادرات للتدريب والابتكار، وأعلن أن المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا شكل لجنة عمل لوضع تصميم المركز الجديد... وقال ان وزارة التعاون الدولى ستقود هذه الجهود...ملحوظة : طبقا لتقرير صحفي نشر فى 14 يناير فان مقر المركز سيكون القاهرة، وسيتم افتتاحه فى يناير 2011 وسيتعاون مع شركات خاصة، وجامعات، ومنظمات تكنولوجية حكومية)....وقال نظيف أنه يتصور أن هذا المركز سيكون مصريا أمريكيا مشتركا، وأن الحكومة ستقدم الأرض والمبانى، على أن تقدم الولايات المتحدة التمويل اللازم لتشغيله... وأضاف أن أولويات المركز لم يتم تحديدها تماما، ولكنها ستشمل دعم مشروعات فى مجال الزراعة (مثل غذاء آمن) والصحة، والأمن المائى، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، والأكثر أهمية تقديم المساعدة المالية والفنية للمتدربين الشباب لبدء مشروعاتهم الخاصة...وكرر نظيف الإشارة إلى مشروع BIRD الاسرائيلى الأمريكى كنموذج للمركز المصرى المقترح، فقد نجح المركز الاسرائيلى فى بناء قاعدة علمية تكنولوجية لاسرائيل بتقديم قروض وفرص بحثية مهمة فى كلا البلدين!!...وأجاب نظيف على سؤال لزويل عن كيفية تغطية المركز للمسائل العلمية بقوله انه يأمل فى أن تشارك الجامعات الأمريكية والمصرية، ولكنه أكد رغبته فى أن مشروعا مشتركا يركز على بحث علمى ذو قيمة خصوصا تلك التى تؤدى الى خلق فرص عمل فى مجالات مهمة مثل الزراعة، وخطط الطاقة المتجددة...وانتقل نظيف الى موضوع تمويل المركز قائلا: ان مصر تريد تعهدا جوهريا بضمان قدرة المركز على تنفيذ مهمته، وأضاف ان 10 مليون دولار لاتكفى.... وشرح نظيف أنه لكى ينجح المركز فى تنفيذ البرامج التى اقترحها الرئيس اوباما فى خطابه فى القاهرة عام 2009 أن الولايات المتحدة بحاجة الى التفكير على نطاق واسع، ولم يحدد مبلغا ماليا ولكنه قال انه فى مقابل كل دولار تقدمه الولايات المتحدة، ستدفع مصر جنيها واحدا فى مقابله....وقال نظيف مخاطبا المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا أن المركز سيمكن مصر من تنمية بنيتها التكنولوجية كما فعلت أمريكا فى الستينيات...

وقالت السفيرة الأمريكية فى الاجتماع أن السفارة وهيئة المعونة الأمريكية يعملان على توجيه الموارد المالية الحالية نحو الأولويات المصرية، فى إشارة واضحة إلى إمكانية تحويل أموال هيئة المعونة الأمريكية نحو تطبيق أهداف دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا دون دفع أموال جديدة، ولكن أحمد نظيف قاطعها على الفور بقوله إن الحكومة الأمريكية يجب أن تذهب إلى ما هو أبعد من برنامج هيئة المعونة، وأن تبنى شيئا غير قائم حاليا فى البلاد...(هنا نظيف لم يبتلع الطعم !!)..وأضاف نظيف ان المركز الجديد مهم لأن المجتمع العلمى يريد شيئا يتجمع حوله ويتطلع إليه... وأوضح نظيف أنه فى النهاية سيعمل كمركز رئيسي للمجتمع العلمى والتكنولوجى المصرى.... وأشار نظيف الى أن مصر مازالت ملتزمة بدعم مبادرة أوباما فى القاهرة بقوله:"حان وقت العمل.. والكرة الآن فى ملعبكم"...وفى ختام برقيتها كتبت السفيرة التعليق التالى: خلال زيارته الأولى تحدث زويل مرارا وتكرارا عن رغبته فى إقامة علاقة تعاون أقوى فى مجال التعليم والعلوم والتكنولوجيا، والذهاب الى ما هو أبعد من مجرد بناء مؤسسة بحثية غير واضحة الأهداف وأعضائها عددهم قليل.... ومع ذلك تسعى الحكومة بوضوح الى الاستفادة من التأكيد الأمريكى المتجدد على الاهتمام بقضايا العلوم والتكنولوجيا بطلب تمويل لمركز تميز جديد من المشكوك فى أن يقدم أى من المشروعات التعاونية- الصحة والصناعة والتعليم- الولايات المتحدة شريكة بالفعل مع مصر...


وعلى الرغم من اختلافنا مع النظام السابق الا أن الموضوعية تقتضى منا الاشارة الى أن هذا التعليق يكشف أن الحكومة المصرية لم تبتلع الطعم الأمريكى الذى يرمى إلى اختراق جميع مؤسسات التعليم والبحث العلمى فى مصر، وتوجيهها نحو خدمة أغراض البحث العلمى الأمريكية وبأموال مصرية، ولعل هذا هو السبب فى كراهية أحمد زويل للنظام السابق، ولأحمد نظيف بالذات، وسعيه إلى هدم مشروعه (جامعة النيل)، وإنشاء مدينة زويل على أنقاضه لتنفيذ أغراض دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا الأمريكية!!...وبالرغم من تأكيداته المتكررة هو والسفيرة الأمريكية خلال المباحثات على أن مصر ليست بحاجة إلى إقامة منشآت تعليمية أو بحثية جديدة، نجد أحمد زويل يسعى الى إنشاء مؤسسة بحثية جديدة هى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ويسعى جاهدا فى مجال جمع التبرعات لها من المصريين والوصول بها الى مبلغ العشرة مليارات، بادعاء أنها مشروع قومى يجب تمويله بأموال المصريين، فى الوقت الذى يعانى فيه اقتصاد البلاد، وفى الوقت الذى خفضت فيه الولايات المتحدة أغنى دولة فى العالم ميزانية البحث العلمى بسبب الأزمة الاقتصادية وفقا لما ذكره زويل نفسه فى مقاله فى لوس أنجيلوس تايمز ...وسرب موقع ويكيليكس برقية شكر مرسلة من جيفرى جيتلمان مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأوسط بتاريخ 4 فبراير 2010 الى السفيرة الأمريكية بالقاهرة يعرب فيها عن تقديره لها ولكل فريقها فى السفارة لتسهيلهم زيارات مسئولين أمريكيين كبار إلى القاهرة فى الأسابيع القليلة الماضية شملت مسئولين عسكريين كبار ومسئولين فى المخابرات و المبعوث الخاص ميتشل والسكرتير المساعد بوزنر والمبعوث العلمى أحمد زويل، وغيرهم... وأشاد بنجاح السفارة فى جعل هذه الزيارات المهمة مثمرة بقدر الإمكان، واسهامهم فى الجهود الأمريكية لإقامة شراكة مثمرة وبناءه مع مصر...وفى برقية أخرى بتاريخ 9 يناير 2010 مرسلة من واشنطون تحدثت عن تمويل رحلات زويل إلى القاهرة والشرق الأوسط بمبلغ قدره 7500 دولار تغطى نفقات الإقامة فى القاهرة وتركيا ووالأردن فيما عدا لبنان حيث كان زويل سيقيم فى بيت السفير الأمريكى هناك !!..

من ناحية أخري كتب أحمد زويل مقالا فى صحيفة لوس أنجيلوس تايمز بعنوان How curiosity begat curiosity - بمناسبة هبوط العربة curiosity على كوكب المريخ – كشف ازدواجية خطابه، فهو يتحدث الى المصريين بخطاب مختلف عما يتحدث به الى الأمريكيين، ففى هذا المقال انتقد الحكومة الأمريكية لتخفيضها ميزانية البحث العلمى فى مجال العلوم الأساسية، وأوضح ان استثمار الولايات المتحدة فى الماضى فى العلوم الأساسية والهندسة، وبراعتها فى تمويل البحث العلمى فى هذه المجالات هو الذى قاد الى انتصار المريخ، وهو ما عزز قيادة أمريكا فى عالم اليوم، ولكنه حذر من أن تخفيض تمويل البحث العلمى وازدياد البيروقراطية يهدد قيادة أمريكا للعالم...وأشار زويل الى أنه فى كثير من الهيئات الأكاديمية، لم تعد الأبحاث المدفوعة بالفضول تلقى ترحيبا اليوم أو تفضيلا، فخطط الأبحاث يجب ان تقوم بتحديد صلتها القوية بالمجتمع، وأن تقترح الحلول حتى قبل أن تبدأ، كما أن الأساتذة يكتبون خطط أبحاث تتطلب تمويلا أقل، وتقلل الوقت المتاح للتفكير المبدع.... ومع مواجهة الجامعات مشكلة ارتفاع التكاليف بصفة عامة، يتجه الأساتذة إلى المشروعات التجارية، التى لا تدفع البحث العلمى دائما الى الأمام...وأضاف زويل أنه منذ جيل مضى كانت الحكومة تدعم الأبحاث القائمة على الفضول وكذلك الصناعة الأمريكية، ولكن البحوث الأساسية لم يتم مواصلتها طويلا فى معامل بل Bell، كما أن معامل صناعية أخرى اختفت، أو أعادت توجيه مواردها إلى بحوث أكثر توجها نحو الإنتاج...ودعا زويل الى ضرورة دعم العلماء المبتكرين فى بيئة تشجع على التفاعل والتعاون فى مجالات مختلفة، وأن يتم دعم البحث المتحرر من البيروقراطية الثقيلة... الأمة يجب أن تزود الشباب بتعليم جيد وجذاب فى العلوم والتكنولوجيا والحساب... أفضل العقول حول العالم يجب تشجيعها كى تنضم الى المسار الأمريكى... باختصار ان رؤية متجددة للاستثمار فى تمويل العلوم يجب التفكير فيها...فى الوقت نفسه يتم دعم النفوذ الأمريكى بدرجة كبيرة من خلال القوة الناعمة والعلوم والتكنولوجيا...


منذ الثورة الصناعية سيطرالغرب على سياسات العالم واقتصادياته بسلطة العلوم... ومنذ منتصف القرن العشرين كانت الولايات المتحدة فى مركز هذه الهيمنة وحاليا تصب الصين موارد فى البحوث والتنمية لتصل الى المركز الأول... امريكا مازالت تسنطيع الحفاظ على المؤسسات البحثية مثل كالتك التى يحسدها عليها العالم وسيكون من السذاجة التفكير فى أن هذا المركز سيستمر بدون الاستثمار فى تعليم العلوم والبحوث الأساسية...ان التحديات والريادة الأمريكية وضعت العربة الفضول curiosityعلى المريخ... الأن حان الوقت لإعادة الالتزام بالرؤية الحكيمة التى جعلت ذلك يحدث وإلا فان شمس الابتكار ستأتى من الشرق....ويوضح هذا المقال أن الولايات المتحدة اضطرت بسبب الأزمة الاقتصادية إلى تخفيض تمويل بحوث العلوم الأساسية التى ينتمى إليها زويل، لأن البحوث فى هذا المجال تتطلب وقتا وتمويلا كبيرين، كما أن نتائجها تستغرق مايزيد على عشر سنوات حتى يمكن تطبيقها، وهذا يفرض علينا الانتباه إلى طبيعة الأبحاث التى سيجريها زويل فى مدينته للعلوم والتكنولوجيا فى مصر، فإذا كانت الولايات المتحدة أغنى دولة فى العالم تعجز حاليا عن تمويل بحوث العلوم الأساسية، فهل تستطيع مصر فى ظروفها الاقتصادية الحالية تمويل مثل هذه الأبحاث التى يسعى زويل جاهدا لتمويلها من أموال المصريين بسعيه الدءوب بالوصول بهذه التبرعات الى 10 مليار جنيه، فى الوقت الذى لم يطالب فيه الشعب الأمريكى كما يفعل فى مصر بالتبرع لتمويل البحث العلمى وانما طالب الحكومة الأمريكية بذلك... كما أن ذلك يطرح تساؤلا هل مصر مؤهلة لتطبيق نتائج بحوث العلوم الأساسية التى سيجريها زويل فى مدينته العلمية أم أنها ستذهب فيما بعد الى الولايات المتحدة، وبذلك يكون زويل قد ساهم فى حل مشكلة تمويل البحوث الأساسية للولايات المتحدة!!...

واحمد زويل مواطن أمريكي من أصل مصري قدم خدمات جليلة للولايات المتحدة ولدولة إسرائيل بمجالات البحث العلمي والتقنيات المدنية والعسكرية ،وأستحق أن يحصل علي جائزة ولف في الكيمياء عام 1993وهي جائزة إسرائيلية صهيونية ،ووفق وكيبيديا الموسوعة الدولية الحرة زار احمد زويل" إسرائيل" عام 1993 لاستلام جائزة وولف في الكيمياء، و كان تعليقه على الزيارة هو انه زار "إسرائيل" من اجل العلم وليس السياسة ،والعلم ليس له وطن ،كما أن مصر وإسرائيل قد وقعتا اتفاقية للسلام"...وعندما زار الدكتور احمد زويل فلسطين المحتلة أقيم له في الكنيست الإسرائيلي حفل خاص من أجل تسليمه تلك الجائزة وتحدث أحمد زويل لأعضاء الكنيست باللغة العربية،وتسلم بعد خطابه تلك الجائزة من رئيس الكنيست ...لأن بروتوكول مسابقة تلك الجائزة ينص علي ذلك الأمر ،وكان أحمد زويل ثاني عربي بعد الرئيس الراحل أنور السادات يتحدث إمام أعضاء الكنيست في تاريخه...الى جانب أن الدكتور أحمد زويل مكث في حيفا بفلسطين المحتلة ثلاثة شهور لكي يعمل مع خبراء صهاينة علي تطوير منظومة صواريخ إسرائيلية مضادة لصواريخ كاتيوشا حزب الله ،وعند مواجهة زويل بهذا الأمر تهرب وانفلتت أعصابه ولم يؤكد أو ينفي هذا الأمر ،أنما أشار انه عالم والعلم ليس له وطن !!...أذن نحن أمام ظاهرة عالم من أصل مصري هو الدكتور أحمد زويل جعل منه رئيس أمريكا مستشاراً علمياً له وزار إسرائيل أكثر من مرة ومنحه الكنيست جائزة قيمة وحصل علي جائزة نوبل بعد ذلك وهي جائزة مسيسة ،ويتعامل مع علماء إسرائيليين ،ويمنح طلبة تل أبيب درجات علمية... هذا العالم أعتقد أن مصر بعد ثورة 25يناير المجيدة باتت لقمة سائغة وأن أجهزتها الأمنية والسياسية ماتت ،وأن ساستها وجيلها الحالي لايملك المعرفة أو الوعي الذي يمكنه من كشف حقيقته ،ومن ثم خطط لينفذ ما حلم به لغير مصر طويلاً ،وهو ما نعتقد أنه لن ينجح فيه علي الإطلاق !!..

الجدير بالذكر ان المتحدث باسم البيت الأبيض افصح عن سر اختيار الرئيس أوباما للدكتور زويل ضمن مجلسه الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا ووصفه "بأنه شخصية علمية رائدة تحظى باحترام واسع، ليس فقط بسبب علمه ولكن أيضاً لكونه صوتاً للعقل في الشرق الأوسط" ولنا أن نضع خطاً أحمر تحت عبارة "لكونه صوتاً للعقل بالشرق الأوسط"!!! ماذا يعني هذا؟ ومن هم عقلاء الشرق الأوسط ؟....عقلاء الشرق الأوسط كما هو معروف طبقاً للمعايير الأمريكية والغربية هم اصحاب الفكر التطبيعى مع اسرائيل ومن يتبادل الزيارات مع دولة الكيان الصهيونى ودعاة الاستسلام باسم السلام !!.. الثابت أن زويل ذهب إلى إسرائيل لتسلم جائزة إسرائيلية وألقى خطبه بهذه المناسبة في الكنيست الإسرائيلي 1993وقال فيها : "إن الجزيئات والذرات تتعايش مع بعضها وتتآلف وتتجاذب وأنه هكذا يجب أن تكون العلاقة بين إسرائيل والشعوب العربية" !!..وتكررت زياراته للكيان الصهيوني وحاضر في جامعاته ومراكزه البحثية ، ولأنه صوتُ للعقل ذكرت الأخبار أنه مكث في إسرائيل لأكثر من ثلاثة أشهر عكف خلالها على تطوير منظومة صواريخ تعمل بالليزر بالاشتراك مع خبراء في معهد بحيفا...!! وأثناء ندوة عقدتها إحدى جامعات مصر احتفالاً بالدكتور زويل سأله الخبير الاستراتيجي المعروف اللواء الدكتور صلاح سليم وكان حاضراً - رحمه الله - عن ذلك فرد عليه زويل قائلا ما خلاصته : (العلم لا وطن له.... لا سياسة في العلم ولا علم في السياسة)... وهذا من عجائب هذا العقل!! إلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي أهم رمز سياسي للدولة الصهيونية
وبحجة أن العلم لا وطن له يشترك "صوت العقل"في تطوير منظومة صواريخ معلوم عقلاً ومنطقاً إلى أين ستوجه ومن وكم ستقتل؟؟!!...وحينما انطلق الهجوم الصهيوني على غزة مستخدماً كل ما لديه من أسلحة محرمة دولياً دمرت الأخضر واليابس لم نسمع لـ "صوت العقل" صوتاً عقلياً ولا حساً إنسانياً... أي علم وعقل هذا؟!! هذا هو السبب الرئيس في احتفاء واحتفال أمريكا والغرب عموماً بصوت العقل الدكتور زويل وتقديمه كنموذج يجب أن يقتدي به علماء المستقبل !!..والملفت للنظر ان "إسرائيل"قتلت عالم الذرة المصري الدكتور يحي المشد وقتلت الدكتور سعيد سيد بدير وقتلت العالمة الدكتورة سميرة موسي وآخرين من علماء مصر واعترفت بقتل بعضهم لكونهم حاولوا العمل لصالح مصر ودول عربية شقيقة بمجالات علمهم ... بينما قامت بتكريم أحمد زويل مع الولايات المتحدة والغرب كله أذن الأمور واضحة !!... احمد زويل لو كان بالفعل يعمل لصالح مصر لما كان قد سمح لنفسه ان يغتال جامعة في وضح النهار،ولما سمح لنفسه ان يتصل بقوات الأمن المركزي لفض اعتصام الطلاب وتسليمه مبني الجامعة كما قال مصدر بوزارة الداخلية ان زويل اتصل بنا لتنفيذ قرار لديه بتسلم مبني الجامعة ...لو كان زويل يعمل لصالح مصر لكان أول من أحترم زملاء له في البحث العلمي ،واحترم طلاب يدرسون في تلك الجامعة ،ورفض ان ينفذ طموحاته بمصفحات الأمن المركزي وعلي حساب هؤلاء الأساتذة والطلاب وصرحهم الجامعي !!...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى
- محارق الهولوكوست الاخوانية القادمة
- نشرة الفراخ الدستورية
- حتى لو ماتت ديانا فسوف يبقى الحب
- امرأة دخلت بالحب حياتى
- اقرؤوا تصحوا
- مرسى ورحلة الصعود من الكهف الى القصر
- قالت لى ... وقلت لها
- هل تصبح مصر فريسة الثيوقراطية
- حلمك ياسى اوردغان بلدكم نهب مصر
- سياسة ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
- مرسى العياط غير تاريخ العالم بخيانته لصديقه عالم الصواريخ
- يا مرسى الديمقراطية ليست حيلة فى اعتقال المجتمع وتهديد حريات ...
- المكارثية الاخوانية خربت مصر
- التهريج السياسى الاخوانى واستنساخ الثورة الايرانية
- من دساتير حسنى لدساتير مرسى يا شعب مصر لاتقبل
- الهجمات المرتدة التركية على سوريا فرصة لاتعوض
- اروع حبيبة
- الانتهازيون الجدد : الاخوان والامريكان وأردوجان
- الاحتكار السياسى الاخوانى وازدواجية المعايير


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما