أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة هيكل - اعتذار البحر














المزيد.....


اعتذار البحر


غادة هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


كعادتها كل يوم ترتمى فى احضانه حافية القدمين يغرقها من قبلاته الندية فى صباحات لا تنتهى ولكن اليوم صباح مختلف غير العادة فقد حمل لها رسالة جديدة على موجاته الهادئة ولكن لما ذا الان انت هادئ هكذا ؟ واين ثورتك العارمة التى سلبتنى الحياة مرتين على حين غرة منى ؟
اقتربتُ منه لألتقت الرسالة قبل أن يثور ويجرفها بموجه فهو لا أمان له ! ويرسلها إلى بعيد لا أصل إليه .
بللها بقطراته فنادت الشمس لتأتى إليها مسرعة لتجفف الحرف المتساقط ، وتحميه من ارتجافة البرد التى غلفته بمياه البحر ، تلألأت الحروف من وهج الشمس وجففت دمعاتها المنسابة تخبئ خلفها خيبة رجائى ، ولكنى وضعتها سريعا على الرمال لا أريد أن أقرأ منك أى رسالة ، فمن اى مداد كتبتها ومن أى رسول أتت ؟ هل ما زال يسير بقدمية العارتين يداعب دغدغات مياه صباحك مثلى ؟ وأنت الأن تريد صفحى عنك ،فلترسله لى فهو من أريد لا رسالة اعتذار منك ، هل يأبى الخروج ؟ لقد أسرته الجنية بداخلك وعشقت عيونه العسلية مثلى، ألهذا تعتذر أيها الثائر الخادع؟
لم أكّل يوما عن طلبك وطلبه ، لم ترهقنى نظرات الموانئ الساخرة منى ، لم انسى كم كنت ثائرا علينا وحلفت أن تفرق بيننا ، لم أعبأ بنظرات السابحين والغارقين فى حبك ، أتيتك مرارا أرتمى بأحضانك ، أتوسل إليك أن تأخذنى إليه فلماذا تأبى ؟أهو الغرور ،أم بعد المسافات بيننا ، قل لها يا بحر أن تلقى إلى بجسده فقد اشتقت لضمه ولتمسح بيدك الطيبة على جرحى الغائر الذى لا يندمل إلا برؤياه ، فكما احتضنت جسدة البض بذراعيك الواسعتين ، وخاض معك غمار غياهب الظلمة بداخلك فلتلفظ إلىّ رفاته كى يستريح بين ذراعى الممدودة إليك أو فلتأخذنى إليه فقد سئمت مرواغتك ولن أقبل اعتذارك كل يوم ولن أقرأ رسائلك بعد اليوم ، ورجلاى لم تعد تحتمل الوقوف على شرفة الانتظار وعيونى أصابها سموم عشبك فحجب عنها رؤية براحك وزرقة مياهك ،
استقبلت الشمس فى راحتيها ، وسارت نحوه تقطع عباب مياهه الزرقاء تغمرها فرحة اللقاء ، كلما توغلت ازداد اشراق وجهها واحمرار خديها ، غمرتها المياه وكادت تصل إلى رأسها ، وفجأة اصطدمت بشئ صلب أفاقت من غفلتها تحسست قدميها ، نظرت إلى أسفل ، لم تصدق اعتذار البحر ، لقد أتى لها برفاته لقد عفت عنه جنية البحر عندما رأت دموعها واصرارها على لقياه الأن تمددت بجانبه احتضنته بقوة ولف البحر ذراعيه وهاج الموج وثارت المياه فاليوم لها وحدها، وحملهما معا نحو مسافات بعيدة دون اعتذار.



#غادة_هيكل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا قيد
- يوسف ادريس
- مطحونة المعيشة خائفة السكن
- اليوم نطأ الشعب بأقدامنا
- دستور يا سيادنا
- ابتعد عن الدم فهذا ما يريدون
- اليوم لا يشابه البارحة
- الاخوان فيس بوك
- الاخوان بين المطرقة والسندان
- أم تسأل وتجيب
- مرسى من الميكروباص إلى المقهى
- أنا وأنا
- مرسى بين القطار والميكروباص
- السادس من اكتوبر
- ميرامار نجيب محفوظ
- أنهار محرمة


المزيد.....




- -زغرطي يا شيرين!-.. حسام حبيب يعترف لرامز جلال: -أنا اللي دم ...
- مكسيم خليل يروي كيف اتهمه نظام الأسد بتهريب السلاح
- الإخبارية السورية تكشف تفاصيل خطيرة حول التطورات الدموية في ...
- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة هيكل - اعتذار البحر