أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفيق عبد الكريم الخطابي - مناضلون أم مطبلون














المزيد.....

مناضلون أم مطبلون


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوفاء لفكر ماركس وإنجلز ولينين وستالين بخلاف الوفاء للشهداء ، هو استيعاب للفكر في علميته، هو تبني للقناعات والحقائق وسعي مستمر لصقل تلك القناعات على أرضية الصراع الطبقي.أما الوفاء للشهداء فهو بكلمة سير على دربهم وسعي متواصل لاستكمال مشوار بدؤوه، الوفاء للشهداء هو خليط يمتد من الموقف السياسي إلى الموقف الأخلاقي ولا يتوقف ضمن الانفعال النفسي... الوفاء في الحالة الأولى هو هو التموقع موضوعيا أو اختيارا لصف الطبقات المستغلة والقادرة على صنع الغد الخالي من استثمار الانسان للانسان...هذه القناعة وهذا الموقع الطبقي لا تحتاج لمتعصبين للدفاع عنها كما يدافع بعض حثالة الفكر تمارس الصراع السياسي على أرضية فكر القبيلة في احسن الأحوال أوعلى أرضية مصالح شخصية أو فئوية مقيتة في أسوئها، وليس على أرضية المصالح الطبقية المباشرة للمنتجين وعلى رأسهم الطبقة العاملة. المناضل الثوري الماركسي اللينيني هو مدافع عن قيم فكرية وعن قناعات سياسية حصرا بغض النظر عن أي نوع من أنواع المصالح الأخرى، معياره الوحيد لسدادة تصوره هو المصالح الطبقية لطبقة وحيدة ومحددة. لذلك تجد هذا النوع من المناضلين المبدئيين لا يهتم كثيرا لحجم الصداقات ولا لحجم العداوات ، مبدئية ممارسته تسبق أي اعتبارات ديبلوماسية أو تكتيكية."الأنا" هنا ملغاة أو مؤجلة،- اللوحة رائعة هناك في ميدان التحرير، مناضلون يعتصمون في البرد ولا يقيسون تضحياتهم بمدى ظهور صورهم في الشاشات، تفكيرهم ينحصر في القضية التي يدافعون عنهاومدى اتساق ممارستهم مع قناعاتهم- لا وجود في ممارسة هذا النوع من المناضلين لاعتبارات من قبيل "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" هذا الشعار الانتهازي الذي مازال ساريا لليوم بفعل سريان فكر القبيلة في مجتمعاتنا، ولا نعلم بالضبط تاريخ انتهاء صلاحيته. لا يقيم مثل هؤلاء المناضلين أي فكرة أو مقال انطلاقا من إسم كاتبها، بل حصرا يقيمونها انطلاقا من مضمونها. فهل نحن بهذا المنطق والمعيار، إن صح، مناضلون ماركسيون لينينيون فعلا؟ أم أن فكر القبيلة ما زال مؤثرا في ممارساتنا نحن أيضا؟
حينما نتحصن بالجماعة بشكل أعمى، دفاعا عن فكرة، بغض النظر عن صحتها أو خطئها، مهما تكن هذه الفكرة، نكون أقرب إلى ممارسة الظلامي، وقد نكون أشد أعداء الماركسية توحشا- التوحش بين جماعة متوحشة لا يعني شيئا، التوحش يجد مضمونه الفعلي كلما تقدم البشر نحو المدنية- حين يغيب النقد والنقد الذاتي نصبح أمام عواء قطيعي وليس حوارا فكريا بين بشر أحرار، وساعين لتشييد مجتمع الحرية. فهل هؤلاء المناضلين بشر أم أنبياء؟ بفكر القبيلة قد يكونوا آلهة وليس أنبياء فحسب...ولكن بفكر ماركسي هم ليسوا سوى ذوات بسيطة جدا، قد ينتج عملها شيئا ذو مردودية أو قيمة لصالح المجتمع والتطور الانساني، إن تناسقت مجهوداتهم لرسم لوحة ولو تقريبية لطريق الحرية، دون استعلاء أو ادعاء العلم الكلي، الذي سبغه أجدادنا على بعض مشعوذي عصرهم. فهل نستطيع التواضع شيئا ما أمام إنجازات شعوبنا وتضحياتها؟
سلاح الثوري المبدئي في صراعه من أجل تسييد قناعاته ليس حجم الأتباع، ولا كثرة المصفقين والمطبلين، لأنه مناضل من أجل مشروع تحرري يحرر كل المجتمع من أسباب الاستغلال والاستيلاب، لذلك هو بحاجة لمناضلين بجانبه وليس لأتباع وخدم خلفه، هو مؤمن أن: تحرر الشعوب من فعل الشعوب نفسها، وتحرر العمال هو من فعل العمال انفسهم. أما وجهة النظر الأخرى فتحتاج للأتباع كمصفيق وليس كمناضلين،كأرقام وليس كأحرار، كأصوات انتخابية أو غوغائية وليس كذوات مفكرة وفاعلة، لكي يدافعوا عن مصالحهم الذاتية أو الفئوية الخاصة او يكرسوا واقعا قائما، لذلك لا يحكم الحشد بالمبادئ بالضرورة، فقد تكفي رشوتهم أو شراؤهم بحسب الأحوال والظروف؟ ولا تكون الرشوة دائما بمقابل مادي، فقد تكون مقابلا نفسيا، يحس من خلاله التابع أنه ليس بمفرده وأنه ضمن قطيع، والمضحك ان هناك من يجعل كم الأتباع مقياسا لصحة فكره "إن كان له فكر" ، على نفس نمط التفكير القائل بأن "الله مع الجماعة"، أو "في الجماعة بركة"أو" أمتي لا تجتمع على ضلالة" وكأنهم لم يروا بأعينهم آلهة تنهار وفراعنة تسقط وأتباعهم تعد بالملايين.
الوفاء لماركس لينين إنجلز وستالين بكل هذه المعاني ليس موقفا سيكولوجيا، بل فعل وتحدي طبقيين ، أحد أسلحته الأهم التطوير المستمر للوعي الفردي والجماعي، وصقل يومي للقناعات، وتربية على المبدئية، وكنس ومواجهة يومية لكل أصناف الانتهازية ، ومواجهة الانتهازية ليس في دكاكينها التحريفية فقط بل في ذواتنا كذلك، فهل نستطيع رفع التحدي؟





#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية النهاية للإخوان المتأسلمين بمصر
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....الجزء الثاني
- نقابات الرحامنة.... نموذج لهجوم البيروقراطية المسعورة
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....جزء1
- مواجهة مبدئية أم طعنات خلفية ؟
- الطبقة العاملة وحركة الشعوب هما ضمانة نجاح أي تغيير ثوري – ج ...
- نقاش سجالي مع الرفيق النمري في أفق حوار رفاقي
- -حول ستالين مجددا ...دفاعا عن اللينينية دائما-..... الجزء ال ...
- بصدد الدعوة :- آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي-..ا ...
- بصدد الدعوة :- آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي-
- في ذكرى الشهيد عبد الحق اشباضة... لنتعاطى مبدئيا مع ذكرى الش ...
- يوسف يبيع الإلاه بقطعة لحم في رمضان
- في الذكرى 25 لاغتيال الشهيد مهدي عامل...بعض من ملامح حضور فك ...
- للرفيق النمري كل أكاليل الورد الأحمر في عيد ميلاده
- • أفاق اليسار الثوري على ضوء الانتفاضات الشعبية الراهنة -الم ...
- انتفاضة 23 مارس 1965...الذكرى والعبر
- شهادة الشيوعيين : الواقع اصدق انباء من الكتب
- النمري ,,من الدعاية للشيوعية إلى الدعاية للأنظمة الملكية
- المناضل عز الدين الروسي ,,,عشق الحرية يكسر قضبان الزنزانة
- السيد رعد الحافظ وديالكتيك الدعاية


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفيق عبد الكريم الخطابي - مناضلون أم مطبلون