أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج














المزيد.....

وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 10:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أظن أن عاقلاً يمكن أن يعتبر هذا الاستفتاء معبراً عن إرادة الشعب، إنه يعبر فقط عن القوى المتصارعة على السلطة والثروة.

الأكاذيب تطغى فى عمليات الانتخاب والاستفتاء خاصة فى بلادنا، حيث الأمية السياسية والأبجدية والعبودية المزمنة والخوف الموروث من بطش الرب فوق الأرض وفى السماء. الطوابير الطويلة لنساء أمام لجان الانتخاب أو الاستفتاء ليست دليلا على تحرر هؤلاء النساء من سجن الطاعة والخضوع لسلطة الذكور فى العائلة والدولة. فقد تذهب المرأة إلى صندوق الانتخاب كواجب مفروض عليها بسلطة رجال العائلة أو رجال الحزب، تماماً كما تذهب إلى السوق لشراء حاجات الزوج والعيال، تماماً كما تطبخ وتغسل الملابس المتسخة أو تستحم وتتعطر وتستسلم فى الفراش، امرأة وقفت فى الطابور أربع ساعات تنتظر دورها لتقول نعم للدستور كما لقنها زوجها، تتسلى بالحديث مع امرأة أخرى منتقبة واقفة فى الطابور:

هو الضسطور ده يستاهل الوقفة دى يا ام اسماعين؟

مش عارفة يا أم أحمد الضسطور ده طلع لنا من فين؟

باين عليه راجل ابن ناس يا أم اسماعين

ده مش راجل يا أم أحمد

مش راجل؟ يعنى مره زينا؟

لا مره ولا راجل يا أم أحمد

يا نهار أسود أمال إيه؟

بيقولوا عليه ضسطور

ضسطور يا اسيادنا

إذا بصمت هؤلاء بنعم فهل يصبح الدستور دستورا؟

أهذا عرس الديمقراطية يا أسيادنا؟

ألهذا تريد التيارات السلفية التى تغطى وجوه النساء بالنقاب الاستيلاء على وزارة التعليم والثقافة والأدب؟

فى المهرجان الأدبى الأفريقى بمدينة نيروبى تحدثت «١٣ ديسمبر ٢٠١٢» عن دور الأدب والإبداع فى الثورات الشعبية ضد الظلم والقهر والتجهيل والهوان، ومن أجل الحرية والعدل والكرامة

النساء فى كينيا تقدمن عن النساء فى بلادنا، لم أر واحدة منهن منتقبة أو محجبة، شابات أو كهلات، طويلات القامة رياضيات الجسم يسرن بخطوة سريعة نشطة رغم حرارة الجو.

لم أر واحدة تخفى وجهها بنقاب أو ماكياج، لم أر واحدة مترهلة بالكسل والخمول ومحشى الكرنب، لم أسمع واحدة منهن تبسمل وتحوقل وتمصمص شفتيها وتقول أمر ربنا نصيبنا مكتوب على جبينا.

الدستور الكينى أكثر تقدما من الدستور المصرى، ينص على ألا تزيد نسبة أى جنس فى البرلمان أو المجالس النيابية عن ثلثى الشعب، مما يعنى التساوى بين الجنسين دون تمييز الرجال عن النساء.

أين نحن من كينيا وهى بلد أفريقى مثلنا تعانى ما نعانيه، حتى المرور فى شوارع نيروبى يشبه المرور فى القاهرة، الزحام والتراب والاختناق داخل السيارات الواقفة صفوفاً تنتظر الإشارة الخضراء.

لكن النساء فى كينيا سبقن النساء المصريات فى فرض حقوقهن فى الدولة والعائلة. يعبر الدستور فى كينيا عن توازن القوى بين الجنسين ولا يطغى جنس الرجال. سوف تصبح نتيجة الاستفتاء غير الديمقراطى وسيلة لإقرار دستور غير دستورى فى مصر.

أتوقع سيطرة التيارات الدينية على الانتخابات البرلمانية القادمة، بعد شهرين.

نشهد برلمانا جديدا من مئات الذكور ذوى اللحى الكثيفة، ليس فيهم إلا اثنتان أو ثلاث من نساء منتقبات ليس لهن وجوه.

وجه الإنسان «المرأة أو الرجل» دليل وجوده وكرامته واستقلاله عن الآخرين.

يختفى وجود المرأة باختفاء وجهها.

ثورتنا الشعبية لم يتم إجهاضها رغم كل ذلك، رغم المؤامرات الخفية والأكاذيب الإعلامية، سوف تنجح الثورة المصرية رغم بطش الأحزاب الدينية والأخطاء المتكررة للأحزاب المدنية، لن تستمر الظلمة، سوف ترى بلادنا نور المعرفة والعدل والحرية والكرامة والمساواة بين الجميع دون تمييز على أساس الجنس أو الدين أو العقيدة.

سيأتى يوم تفخر فيه المرأة المصرية بوجهها الطبيعى دون نقاب أو ماكياج.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تكون السياسة إبداعاً وليست لعبة كراسى
- زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات
- الثورة المصرية مستمرة وتلهم العالم
- الترابط بين دماء الأمس واليوم
- عطب الجنس فى قمة النظام
- المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين
- مص دم الأطفال بالفم
- مصارعة الثيران وغياب الحقيقة
- ماذا يحدث للنساء تحت اسم الإسلام؟
- غياب العدالة فى المؤتمرات الدولية
- في ظلم اليمين واليسار للمرأة المصرية
- التبادل الفكرى مع القارئات والقراء
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمرأة
- مسيرة الحركة النسائية المصرية
- التوازن بين مطالب الجسد والروح
- الهوس الدينى يواكب الهوس الرأسمالى
- حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم
- امرأة ليس لها رأس
- الدستور المأكول وقلادات النيل
- سقوط الأب ونزاهة القاضى


المزيد.....




- المحكمة العليا في بريطانيا تقضي بأن المرأة هي الأنثى بالولاد ...
- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...
- بريطانيا.. المحكمة العليا تقرّ أن المرأة أنثى بيولوجيا فقط
- المحكمة العليا البريطانية: المرأة قانونيا هي المولودة بيولوج ...
- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج