أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - انزلاقٌ نحو الفوضى














المزيد.....

انزلاقٌ نحو الفوضى


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 05:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوكبُ الرأسماليات الغربية يصطدمُ بكوكب الرأسماليات الشرقية، فحدثت اختراقاتٌ في ليبيا ومصر والذروة الآن في سوريا.
الاصطدامُ تبدل اسمه من الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي إلى الحرب الساخنة المناطقية والثورات في الأنظمة الرأسمالية الحكومية المتخلفة.
طبيعةُ الخطابات الدينية السائدة في الثورات تعبرُ عن نشوء رأسمالياتٍ متخلفة جديدة، تهيمن عليها رأسماليةُ دولٍ عاجزة عن التحويل الثوري الصناعي والجنسي للشعوب.
جزءٌ كبيرٌ من القوى المشاركة في الثورات ينتمي إلى عالم ما قبل الرأسمالية الحديثة.
وهذا يمثل تناقضاً حاداً عن الثورات التنموية في جنوب وشرق آسيا، حيث تجري الثورات الصناعية جنباً إلى جنب مع الثورات الجنسية، حيث تدفقت النساء بالملايين في الانتاج الحديث، ولم توجد دولٌ شمولية كبرى مستعصية على التحول الديمقراطي النوعي في قلب السلطات سوى في دول مثل الصين وكوريا الشمالية وغيرهما. هاتان الدولتان لا تمانعان من الثورة الجنسية، لأن وضع النساء لا يختلف كثيراً عن وضع الرجال.
هنا الهيمنة القومية المتداخلة مع رأسمالية دول شمولية هي التي تمنع أن تنتصر الديمقراطية في العالم بأسره.
في الدول العربية الإسلامية الهيمنة المحافظة أوسع فثمة رأسماليات دول شمولية وكذلك سيطرات ذكورية حادة على النساء، وهذا الثالوث يجعل الثورات العربية التي جرتْ ناقصة، وتعود إلى الوراء بسبب هذه الأشكال من الشمولية الاجتماعية.
ومع ذلك فإن هذه الثورات الناقصة هزتْ آسيا العسكرية الشمولية الدينية، فمحورُ روسيا وإيران والصين يواجه تحديات كبرى حيث هو يشارك المسلمين في الجوار وكذلك في سمات سياسية استبدادية.
ليس ثمة إمكانيات لتحولات سلسة سلمية وتقدمية متصاعدة، فالدول المحورية الثلاث المسيطرة على بقع جغرافية كبيرة وأعداد هائلة من السكان لن تسمح بتصاعد التحولات الديمقراطية، وتغلغل الكوكب الغربي كلياً في الكوكب الشرقي، وكان دفاعها الشرس عن النظام في سوريا مظهرا خطيرا لهذا كله.
رغم أنه من الجانب الغربي ثمة استثمار للموجة الثورية وللجذور الاجتماعية الكبيرة للطبقات الشعبية الرافضة لجمود هياكل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الغرب كذلك. فالكوكب الغربي نفسه يتغلغل فيه الشرق عبر دور العاملين ونموذج الاشتراكية الديمقراطية.
وهكذا فإن الانتصار السوري لا يعني انتصارا للديمقراطية التحديثية العلمانية، بل هو ظهور لنظام شبيه بالنظام المصري، أي ستجري فيه هيمنة للمذهبيين المحافظين المعبرين عن الرأسماليات المتخلفة حيث يقبع الريفُ في قلبها المدني ويمنع التحول الواسع للحداثة وتقبع النساءُ في البيوت.
لكن هذا التحول الذي هو إنجاز ناقص يغدو بالنسبة للدول الثلاث إضافة إلى العراق ولبنان صدمة سياسية ولا بد من تغلغل تأثيره فيها.
الرئيس الروسي الذي يعبر عن أقوى رأسمالية حكومية شرقية شمولية عسكرية يدرك مغزى الانتصار السوري وتأثيره على ملايين شعبه وخاصة المسلمين والعاملين المهّمشين في بلاده.
في خطابه الأخير الذي عبر عن اقتناعه بالتحول العميق في سوريا، رفض الموجة الديمقراطية العالمية وكلَ صدمة الكوكب الغربي خلال قرن كامل من الرفض القيصري ثم السوفيتي والآن الاتحادي الروسي. لهذا يقول إن روسيا ترتكزُ إلى تقاليدِها وليس إلى (معايير مفروضة من الخارج)، مؤكداً أن روسيا يجب أن تكون بلاداً ذات سيادة ومتنفذة في عالم القرن الواحد والعشرين، وخاصة في مجال التوزيع الجديد للقوة الاقتصادية والحضارية والعسكرية، وأن تحافظ على هويتها القومية والروحية.
وهي ذات الهوية الرأسمالية الحكومية البيروقراطية الشمولية التي عقدتْ التطورَ في روسيا خلال القرن العشرين.
ومن هنا يشير الرئيس بوتين إلى (بروز ظروف لحدوث نزاعات جديدة ذات طابع اقتصادي وجيوسياسي وأثني ومنافسة شديدة للحصول على الموارد في العالم).
ولكن ليس ثمة فلسفة فكرية لديه تعيدُ قراءةَ التجربة الروسية كلها بل يعود إلى الاعتماد على القوة العسكرية كما كان الأمر التقليدي سابقاً، ولهذا فإن روسيا ستنفق أموالاً هائلة على التسلح وتعزيز القوة الروسية وإعداد جيش حديث وتطوير التكنولوجيا العسكرية الفضائية، وإحياء القوة البحرية في الشمال الأقصى والقطب المتجمد الشمالي!
كذلك يقول إن روسيا لم تعد تكتفي بالطرق الدبلوماسية والاقتصادية لتسوية النزاعات بل انها ستطور قدراتها العسكرية في مواجهة الدول الغربية، وخصوصاً في موضوع الدرع الصاروخية في أوروبا.
كذلك فإن النظام الإيراني لا يعتبر انتصار الثورة السورية انهياراً للحلف فحسب، بل هو إعصار قريب يهدد نظامه الذي لم يدخل كلياً في مقاربة حتى لليبرالية، ويلوح بترسانة عسكرية وتهديدات مباشرة، فالنظامُ الإيراني يمثل تحوله العقدة الكبرى الخطيرة في المنطقة.
ولهذا فإن المنطقة مهددة بالانزلاق في فوضى وصراعات كبيرة حيث شعوب تغلي وغير قادرة على الوصول إلى نظم عادلة مستقرة، فيما النظم الشمولية الأقوى والأكثر جموداً قادرة على نشر الفوضى والمشكلات لجيرانها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظارِ غودو
- المذهبيون السياسيون إلى الوراءِ دائماً
- الإسلامُ التوحيدي والوطنيةُ
- المحافظون أمريكيين وعربا
- المذهبيون السياسيون والقومية
- المذهبيون السياسيون والاستبداد
- الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟


المزيد.....




- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...
- رئيس -الاستعلامات المصرية-: مصر الأكبر عسكريا وتدافع عن أمنه ...
- -بلومبرغ-: الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بشبه جزيرة القرم ...
- -القاهرة الإخبارية-: حماس لا تزال تدرس مقترحات الوسطاء
- هل يتخلى ترامب عن تسوية نزاع أوكرانيا؟
- توقف مؤتمر صحفي في البيت الأبيض لترامب بعد إصابة طفلة بالإعي ...
- إسطنبول تستضيف مؤتمرا بشأن فلسطين
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصرين من حزب الله بجنوب لبنان ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - انزلاقٌ نحو الفوضى