أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مكارم المختار - كل شيء قدر لآجل















المزيد.....


كل شيء قدر لآجل


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 19:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل شيء قدر لآجل

وما تشاءوا ألا أن يشاء ألله
بين الصبر والانتظار أحباط وخيبة أمل
وبين التوكل والاقدام تجارب حين تحين ألاجال ( المواقيت وألاوان )

كثير ما ينتابنا شعور ألشك مع الحيرة المقرونة بألاستعجال وقلة ألاصطبار وتوهمات من ضعف يقين، بأننا سننال مرادنا ويتحقق مبتغانا، ذلك حينما يفارق السلام أرواحنا وتغادرنا ثقة في مقدر ومكتوب .
خلق ألانسان هلوعا وخلق من ضعف وعلى عجل، تلك حكمة الخالق عز وجل، وحينما يستذكرأي منا حاجة يطلبها أمام الاخرين يبادر بالمداخلة
" قدم المشيئة "
أو
" قدم النية "
أو
" توكل على ألله "
وقطعا أي من ذلك معتمد على شهادة بينة مبررة فتقديم المشيئة مسندها
" وما تشاءوا ألا أن يشاء ألله "
والتوكل
" على الله فليتوكل المتوكلون "
وفي ألنية
" وما ألاعمال ألا بالنيات "

ما لايغيب عن بال أينا حكمة الله في قضاءه وتقديره، وذاك ثقة فيمن يضع مواقيت ألامور وقبول حقيقة ويقين بجهل بما لايفقه ولا تعرف أجابته، لكن ألعجلة تدفع لآستباق ألاجل وألرغبة في تحقيق ألاماني وقتما نود وحسبما تمنى ألانفس ويرجى، وأن كان ألايمان ثقة فيما لايرى .
خلقنا نجهل ما يراد بنا ، لكنا على علم بما يراد منا، وليس علم لنا بالكينونة والطريقة التي سيتحقق بها مرادنا، وفي كل ذلك أختبار للاصطبار وصرف ألاوقات في ألانتظار، على أيمان وأيمان بحين ميقات .

ألايمان ثقة، لاتورث ولا تستورث ولا تكتسب ولا تمنح، هي دواخل ودواخل من راحة، أن لم ترى من هذه ألزاوية وبمنظار يكشف أن ألاستجابة لاتحين ألا بتوقيتها، قبول وقناعة من ثقة بتوءامتهما ( المواقيت والثقة أو ألايمان وألقبول وألقناعة ) .

في الحياة كثيرة هي ألامور ألشركائية، وفي ألشراكات من هو مستعد لحدث ومن ليس هو بمتهيء، ولكل أمر معد كخطة لحياته، وحينما لايتحقق مراد يتصور أن ألابواب موصدة وأن لاشيء يخدم المصالح ولم يأتي بها، مما يدعو الى ألانزعاج، ولو أسلمت ألارادة لله المقدر الذي لا يدفع ولا يجبر بل يهدي ويخير، ويقود ويرشد، حتى يتحقق الغرض في الحياة والمبتغى، طال أو قصر وقت الانتظار .

والكل ـ شركاء أو أفراد، لا يعرف ما وراء الستار، أكثر من صلاة أبتهالاته وزيادة من دعاء ودعوات ملحة، أو لم ( لم يدعو ولم يبتهل ولم يستزيد )، ومهما يكن فالعطاء مقدر لآ جل وحين ، وألاستجابة تستوجب التصبر وألاحتمال
وتأني، أرادة وذهنا ومشاعر، فكل شيء يحصد في أوانه أن كل ( تعب ) أو لم يكل ( يتعب )، دون خطوة تتقدم أو خطوة تتأخر . والمعرفة بدون حكمة تذمر النفس وتجزعها، والمواعيد أن توانت فألانتظار حلها وأخضاع ألافكار لقدرة وقوة حكمة التقدير .
ولو أخذت حكمة ألانتظار وألاصطبار والمقدر لآجل، لوقف على عظمة تصبر ألانبياء والمرسلين، بأعلان توحيد ألله ودعوة أقوامهم للاسلام بوحدوية الخالق وصمديته، وما هي ألا مشيئة للناس أفرادا وجماعات وشركاء، فألايمان زرع في قلب العباد من المرسلين وقدر لآجل البوح به، والكشف عن ألاديان لمرحلة من الزمن ما هي بقصيرة حتى أخذت من أجالهم وأعمارهم سنين عددا، والثقة بما قدر كانت مفتاح الفرج .
كثير من ألامور يرافقها علامات، سبقا أو مع وأثناء أو بين ذاك وهذا، وحين تزاوج بين مشاء وقرين من علامات ودليل، تصل الى معرفة الربط بينها وعلاقة كل منها بأي، مثيل لمراحل ألاستعداد بعد التوقف والانتظار ثم ليكون التهيء للانطلاق، وكل ذلك زمن طال ويطول أو قصر وحسبما يستغرق .
فحياة البرية التي عاشها ألانبياء وألمرسلون، ما هي ألا شاهد لقرين وعلامة، ليتعلموا منها رعاية العباد، وتحمل أماناتهم بعيدا عن حماس وأقتدار وأندفاع ، بل تواضع وثقة وأيمان بقدرة وأمتلاء ذات بكل هذا، وألمقابل ليس ألا التبشير والتنذير، رسل لاينتظرون جزاءا ولا شكورا.
ألطاعة ضرب من ألاصطبار وألانتظار، وكل منها عون للاخر وسكن للنفس بعون من الله وترقب لمشيئة دون أن يكن للبصر علم بما يرى لكن في ألروح بصيرة ببعض مما سيحدث ، ودون أن نكن قادة على غيرنا ولا على متن سلطة، وألدور يأتي مما في قلوبنا ومما نتعلم مهما هو مراسنا، ومع ذاك دموع وحماس وخيبة أمل وضحك، تنمو وتنضج مع بعضها ودون تخلي عن شراكات وعلاقات، بل بكل ذاك تتشكل وتتشابك، وهكذا يكون ألاصطبار .

دائما ما يقال :
" العبد في التفكير وألرب في التدبير "

وهنا تتجسد حقيقة أننا مهما وضعنا من خطط ورتبنا فلنا من يهدينا وله طريقته لذلك، وهنا أيضا يتصارع ما هو مخطط له وما هو مقدر، ماهو مقدر وماهو متاح وصراع الاخير مع ألطاعة وألعصيان وألاحتساب، بأن نيقن أن ألوعد حق وأن ألايمان بمكتوب قضاء، ولكل منها ثمر، فالحصاد لاياتي ألا بتوقيته وألاحلام لاتتحقق الا بميعادها، وكل ما هو مطلوب أن نكن أمناء على ما نعطى ومؤمنين بمن يعطي، وألا نسأم ألانتظار أو تقدم بسيط في أمر، فألبذار وألنبت ألزرع أولا ينتظر له الغيث ويصطبر له على المطر، وتقدم له الخدمة ويرعى ثم ليقام على تربته ونموه ونضوجه، وهي أول ما بين أيدينا قبل الحصاد وكما الجنين بين أحشاء أمه، فمن اللامنطق أن تستعجل ولادته قبيل أوانه أو أن تلده قبل حينه، ومن ألمنطقي جدا أن تفشل في رعايته وألا تنجح، وكل ما في ألامر أن نجيد ألانتظار وأن نتمتع بالصبر ونتحلى فكل شيء بأوانه وأجاله .

قطعا كثير من ألانتظار يملل ويشعر بألاضطجار والضيق فيبدو واضحا في سلوكنا ومشاعرنا مما يؤثر على حالتنا النفسية والجسدية، رغم أنه حالة يومية في حياتنا، ومنها ما تشخص لضغط عصبي . وبعض الطامة في ألموضوع أن هناك من بيننا من يتصبرك ويوصيك بطول ألبال وهو ليس بطويل التأني ولا صبور، وألسبب النظرة الثقيلة تجاه ألانتظار، فلو أخذ برؤيا بسيطة ونفس طويل لكان ألشعور بصعوبته ( ألانتظار ) أهون وأسلم، وقطعا ألسبب وراء ذلك أننا نرى زمن ألاصطبار أنتظارا أطول من زمن حدوث ألامور، وبعدما ننتهي من نوال حصاد صبرنا في أمر، تسارعنا النفس ودوافعها لتبدأ في أنتظار أمر وحدث جديد أخر .

ويمكن هنا ضرب مثلا متواضعا طريف الطرح بسيط من واقع الحياة، زوجان ينتظران مولودهما الجديد وهما ينازعان أستباقا لتقليل نفقات غيارات أبنهما ألاول وألاستغناء عن بعض المصاريف التي تثقلهما من حاجات الطفولة ألاولى، ومثل من أنتظر شراء منزل جديد كيف به ان يصطبر على تأثيثه وشراء مستلزمات الدار الجديد، فألازمة هنا التعجل وعدم أجادة ألانتظار، وبسبب ذلك قد تكن النتائج غير جيدة وتوضح فيها بعض ألسيئات التي غفل عنها وألهفوات، وتتاكد هذه ألامور
( الوقوف على نتيجة غير جيدة أو هفوة )
حينما يكون هناك مقارنة بين ما تم ألاخذ به ومستحدثات سيق بها وبين تجددات أتت بعد أوان ما أتخذ .
وكمثل لذلك، موضوع التأثيث، فقد يبادر الزوجان لشراء أحتياجاتهم من ألاختيار الاول، ثم يتفاجأوا بنوعيات ونماذج كانت سترضيهم وتناسبهم أكثر مما عزموا عليها ألشراء، وهنا تبدأ تذمرات تشخص في السلوك والمشاعر من ضيق وضجر، ثم لتأثرعلى ألحالة ألجسدية وتؤدي لضغط عصبي، وأن كان هناك أنتظار .
هناك من لايتمتع بقدر كاف من ألصبر، وهم نوعا ما عادة ما ينتظرون تحقق أشياء عظيمة يروها تحدث في حياتهم، ومع هكذا طبع ورغبة، يمكن أن كل ما يتحقق سريعا يكن هشا، كالثمار التي تنبت سريعا وما أن تشتد حرارة تجف سريعا، أو أناس وشخصيات تبرز على ساحة من موهبة أو قدر ليصبحوا معروفين فتفتح لهم ألابواب تساندهم فئات وشخصيات تتقن فن ألاحتواء وألايلاء، لكن لا ولن يستمروا في تقديم خدماتهم لعجالة ظهورهم ولآستغلالهم ما هم فيه ليتورطوا في أثناءها أو فيما بعد بمشاكل .

أن ألايمان والصبر شريكان لايتطلب سوى ألانتظار، حيث أختبار ألايمان يولد صبرا، والصبر مفتاح الفرج وألنوال، وتحمل لنتائج تجارب ومحن وصعاب، وألضجر وألتمرد وألهرب من مواقف وعدم ألاصطبار عليها يولد هلعا، خلاف التصبر ألذي يحلي المرء بالهدوء وسلام، فطول الاناة ثمار ألروح وجهادها .

وألصبر تغلب ألنفس على ضعفها وتوليد أتزان في ألمشاعر وتنحي أبتعادا عن ألاتيان باخطاء، وكلما كبر السخاء في ألصبر جنيت ثمار أفضل .
وألصبر حلم ( عكس الغضب ) يدخلك في راحة ويحررك من التهور وألاندفاع وهكذا تأمن لما في داخلك أحتسابا وأيمانا بمقدر في حينه،
فكل شيء لآجله وميقاته .










مكارم المختار

مع كلمة في عبارة
هي
ألصبر والتحمل
" أن تكن صبورا متحملا "

دوموا بكل خير



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براثن ضد البراءة
- أزمة العولمة واستيراتيجية التعامل في ضلها لآفاق مستقبلية
- جنة من خيال
- تقدير ومباركة لمؤسسة الحوار المتمدن
- النظام الاقتصادي سيادة مرحلة ومسار
- الحياة لغم ....... في أحلام وردية
- الاصلاح العربي ..... دور يلعبه الغرب
- عجبي كيف يقال للصمت أخرس
- سيرفس ....!!
- المرأة حركة نسايئة وتحرك اجتماعي بين مطرقة العقائد وسندان ال ...
- ديمغرافية المجتمع .... أجيال و شباب !
- نسيم جاف صدى أحتمال
- ذكريات
- بطاقة سيرة
- مدونة
- أساطير ....... سرد شعري في حكاية
- الحياة أنشودة
- مقامات على الورق
- سأضل أبتسم ليموت ألحزن قهرا
- الرقص على اوجاع الالم ...... حكاية في قصة وجع


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مكارم المختار - كل شيء قدر لآجل