نزح النازحون..

سومه حساين

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 14:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

منذ بداية الأزمة السورية والفلسطينيون يحاولون أن يكونوا على الحياد، رغم كل المحاولات لزجهم في الصراع، أو اتهامهم بأنهم هم من يحرضون على ما يجري، كما إتهموا سابقاً في عدة دول مثل الكويت والعراق... وفي كل دولة تقع فيها أزمة فهم دائماً يبحثون عن الحيط المايل لتعليق إخفاقاتهم عليه ولا يجدون غير الفلسطيني، وكأن الفلسطيني هو من يتحكم في الشعوب العربية ويحركها كيفما يريد، فلو كان الأمر كذلك لاستطاع الفلسطينيون تحريك الشعوب العربية نحو فلسطين المحتلة.

ومنذ وصول الأزمة الى ما وصلت إليه من انقسام الشعب السوري بين ثوار الشعب والمعارضين للظلم والقهر والإستبداد الذي مارسته الحكومة عليهم، وبين زمرة المؤيدين لهذه الحكومة من الشبيحه والمنتفعين، الذين استطاعوا تحويلها من ثورة شعب سلمية الى صراع دموي.

وكما انقسم السوريين انقسم الفلسطينيين بين أغلبية مؤيدة للثورة والشعب وبين أقلية مؤيده للحكومة، ولكن الأطراف المتناوعة أبت إلاّ زجهم في الصراع، ولكن أبت الأقدار والسوريين إلاّ زجهم في الصراع، فقد ضرب مخيم اليرموك بالمدافع والصواريخ مما أدى الى مقتل المئات من الفلسطينيين ونزوح من تبقى الى مخيمات جديده.

وها هم الفلسطينيون مرة ثانية يقبعون في الخيام في انتظار أن يتحقق حُلم العودة، ولكن هذه المرة ليس العودة الى فلسطينهم السليبة، بل العودة الى بيوتهم المهدّمة في المخيم الذي لجأوا إليه منذ أكثر من ستين عاماً هرباً من نيران العدو الصهيوني، وهكذا هم الفلسطينيون في كل دولة يظلون حائرون أين يتجهون ومع من يدورون.

وحيرتهم هذه تذكرني بقصة شعبية لرجل رزقه الله بابنتين وحيدتين، وعندما كبرت البنتان بعد عناء في تربيتهما، زوّج واحدة في الشرق وواحدة في الغرب، وعندما أراد زيارة ابنتيه ليطمئن عليهن، وجد ابنته الأولى قد حرثت الأرض مع زوجها وبذرتها في انتظار هطول الأمطار لينموا الزرع... وقالت له ادعوا لنا يا أبي، وعندما زار الإبنة الثانية وجد زوجها الذي يعمل في الصلصال قد عمل الكثير من الأواني والجرار ووضعها تحت السماء بانتظار طلوع الشمس لتجف الجرار ويبيعها، فعاد الرجل حزيناً الى بيته واستقبلته زوجته لتطمئن على بناتها، فقال لها: (إن أمطرت ألطمي وإن شمست ألطمي) ففي كلا الحالتين سيخرب بيت أحدى البنتين.
سومه حساين.

#سومه_حساين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات