|
احتلال فرنسي ام احتلال اسلامي، ايهما افضل؟.
مريوان زنكنة
كاتب وصحفي
(Marewan Zangana)
الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 07:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مريوان زنكنة الفارق بين فرنسا اليوم وفرنسا 1830 عند استعمارها للجزائر هو كالفارق بين الاكراد اليوم والاكراد عند تقسيمهم بين تركيا وايران والعراق وسوريا نهاية الحرب العالمية الاولى، الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في الجزائر لالقاء كلمة الخميس امام البرلمان الجزائري، ليقدم فيها الاعتذار الفرنسي عن ما اقترقته السلطات والقوات الفرنسية خلال فترة الاستعمار من جرائم وقتل وتجارب الاسلحة النووية بالشعب الجزائري كذلك الحديث عن البناء والمستقبل. على الرغم من ان اولاند لايعتبر مسؤولا عما فعل الجيش الفرسي من جرائم قتل وتجارب نووية في الجزائر الا انه بعتباره رئيساً لفرنسا واحساساً منه بالمسؤوليه ذهب الى الجزائر وبدلاً من نكران الجرائم وذم المسؤولين الفرنسيين في ذلك الوقت على ما اقترفوه من جرائم، ابدى رغبته في مشاركة الجزائريين مناسبة عيد استقلالهم الخمسين وتخلصهم من الاستعمار الفرنسي وبناء مستقبل جديد وحضاري بين باريس والجزائر، هذا الموقف الفرنسي لم يأتي خوفاً ولا تخوفاً ولا طمعاً ولا تقليلاً من شأن فرنسا، انما من احساس اولاند بضرورة اعطاء الشعوب حقوقها التاريخية والاعتراف بالذنب، ان الدول العربية والاسلامية غالباً ما يعتبرون الغرب عدواً لهم دون اي اعتبارات او فقد لمجرد موقف معين من الدول الغربية يجدون فيه مصلحة شعوبهم، الا اننا نرى الموقف الفرنسي هذا تجاه الجزائر والشعوب التي استعمرت من قبل فرنسا تؤكد على ان الغربيين يفكرون بشكل ايجابي ليس لسبب ما، انما لانهم ادركوا بان الحق حق والباطل باطل. وفي بلداننا الشرق اوسطية، الاسلامية، العربية، الصورة واضحة والحقوق مسلوبة والقتل متفشي والاجرام مستمر والدكتاتوريات قائمة والشعوب مصيرها مجهول، تحت ذراع قومية ووطنية ودينية زائفة وكاذبه وتحت قرارات للاستعمار القديم المنبوذ من قبلهم والتي جعلت مصير شعوب تحت رحمة شعوب اخرى من خلال تقسيمات استعمارية بنيت عليها دولاً مشتتة ورسمت لها خطوط حدودية هندسية بالمسطرة، اي سبيل هذا ما دمت تنكر حقوق الشعوب الاخرى في حريتها تحت ذريعة الاسلام والدين والقومية ورفض التقسيمات، في العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية اوائل عشرينات القرن الماضي وفي ايران وتوركيا بعد زوال الدولة العثمانية الاستعمارية وفي سوريا التي تعاني من نيران دكتاتورها تم تقسيم شعب بالكامل تقدر عدده بالملايين وارضه تاريخه وحضارته بين هذه الدول دون رحمة او شفقة فقط لان الاستعمار وجد في ذلك خيرا له، وهذه الدول التي تقاسمت بينها كوردستان على اساس الاتفاقيات الاستعمارية مثل سايكس بيكوا ومن بعده معاهدة سيفر ليبقى الكورد دون دولة تجمعهم تحت راية واحدة وتلمهم حدود معينة، اذا هل ان الرئيس الفرسي يقدم اعتذاره للجزائر والاكراد لازالوا منقسمين بين الدول المستعمرة لارضهم، لماذا تقدم الرئيس الفرنسي للجزائر لتقديم الاعتذار والتحدث عن مستقبل افضل بين فرنسا والجزائر ولا يخرج اي رئيس من رؤساء الدول المستعمرة حتى هذه اللحضة لكوردستان وتقدم اعتذاره ليس فقط للجرائم التي ارتكبوها ضد الكورد منذ انهيار الدولة العثمانية بل حتى لان بلدانهم تستعمر الاراضي الكوردية وتقتل شعبها بترسانتها العسكرية، لماذا لا يخرج رئيس الوزراء العراقي مثلاً ليقدم الاعتذار للشعب الكوردي لما قام به نظام صدام حسين في السابق من عمليات ابادة جماعية ضد الكورد واستخدام الاسلحة الكيمياوية!، لماذا لا يقوم الرئيس الايراني بالاعتذار من امهات الشباب الاكراد الذين يشنقون يومياً امام اعين امهاتهم، ولماذا لا يخرج رئيس وزراء تركيا ليعتذر لكل كوردي مضطهد نحو الجبال الوعرة لما تقوم به الجهات الحكومية التركية من قتل وظلم لهم، اليس هذه الدول محكومة من احزاب اسلامية، هل امر الاسلام بذلك، هل امر الاسلام بالدفاع عن فلسطين وشعب فلسطين دون الاخرين من المسلمين، هل امر الله اردوغان ونجاد والمالكي بالدفاع عن قسم من المسلمين فقط؟ اين هو الحق يا اولاند؟، هل كانت فرنسا ستعتذر من الاكراد كما هي الحال مع الجزائر لو كانت هي من احتلت كورستان في السابق، هل فرنسا العدوة للاسلام والمسلمين كما تدعي الدول الاسلامية، هل فرنسا ارحم من نظيراتها من الدول الاسلامية؟ اي اسلام اذا يحكم بها هؤلاء الشعوب الاخرى، اذا لابد من التوجه الى الغرب والى الدول التي لا تحكمها الاسلام وشعوبها من غير المسلمين لاحقاق الحق وانصاف الاكراد وانقاذهم من الاستعمار العربي والفارسي والتركي، ليس لان الاسلام غير عادل، لكن لان من يحكمون الدول المستعمرة لكوردستان يكذبون ويخفون نواياهم الاستعمارية تحت راية الاسلام ويظلمون الشعب الكوردي تحت ذرائع كاذبة لا تنسجم مع مبادئ حقوق الانسان وتقرير المصير ولا القوانين الدولية المعمول بها دوليا.
#مريوان_زنكنة (هاشتاغ)
Marewan_Zangana#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جبهة المالكي متطرفون سارقون لاموال العراق
-
المالكي يخاطر بوحدة العراق ارضا وشعباً
-
ليكن للعرب رأي اخر في سوريا
-
نعم هذا هو الدكتاتور المغوار
-
السيد المالكي وخطاباته الرنانة
-
ان كنت رئيسا لجمهورية
-
بعد الانسحاب الامريكي... الحرب الطائفية قادمة لامحال
-
مريض الامس... طبيب اليوم، العراق وسوريا
-
السؤال المحير في العراق بعد الانسحاب الامريكي
-
الاسد امام الامر الواقع
-
سوريا بين مطرقة الدول العربية وسندان الغرب
-
كي لاننسى عراق الغد
-
اعمل او لاتعمل.. ولكن يجب ان تعمل
المزيد.....
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
-
حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
-
وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
...
-
أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير
...
-
ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
-
بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش
...
-
Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
-
-القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
-
-المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
-
إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|