سيف بن هنية
الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 17:28
المحور:
الادب والفن
لمن هذه الجثة؟ يسأل أحد الحاضرين...
لا ندري ... أجاب الجميع بصوت واحد...
ربما تكون لباءع الخبز المتجول
ربما تكون لجندي ذاق ضرعا من الحرب
ربما تكون لحالم أو لعالم أو لعلها لمسافر مات تعبا من ألم الحياة...
لا يهم فالجثة هي الجثة لن تغيرها الاحتمالات
و الموت واحد و إن تعددت أسبابه... لا يفرق بين النوايا...
لكنك تجد داءما من يحملك على كتفه إلى سجنك الأخير
حبا ...شفقة... تطوعا ... مرغما... لكل منهم سؤال للموت
لكنهم يلتقون في السؤال الصعب
من يكون صاحب الجثة ؟
حتى صاحبها يتساءل من أكون؟
إلى أين الرحيل؟
إلى أين ؟
لم يترك له الموت فرصة ليسأل عن نفسه
فالموت لا يعترف بهويتنا المعتادة... يعترف فقط بالخواتيم المحبكة في نصوصنا
لكني أريد هويتي حيا لعلي أغير في الموت شهوته
فلمن سأترك كلماتي ، لمن سأسرد ما ورثته من الحياة
لمن سأوصي بقصيدتي و أنا الذي لم أبح يوما بما تحمله من أمسي
لمن سأكشف سري و أسرار من كان قبلي...
لمن سأكتب وصيتي؟ لنفسي ؟ للتاريخ؟ للعبث؟
أو لعل العدم سيعيد صياغتها لترتقي إلى مرتبة الشرف
و من سيذكرني ؟ من سيحمل عني السؤال؟
من سيبكي مثلي حين يمر الشتاء ببيتي؟
من سيحزن حين يغتال النسيان أثري؟
من سيفرح بحريتي و أنا الشاهد على عبودية الحلم للقدر؟
و من سيرث مدونتي ليكتب فيها ما حلمت به في غدي؟
و من سيرافقني إلى العدم...ليكون شاهدا على اسمي
#سيف_بن_هنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟