هناء شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 12:57
المحور:
الادب والفن
معلقةٌ على ثغر اللغة! وثغري أخرسُ
سارقي خافق نبضي وحروفي رهينةٌ
لا الكلمة ضمدت جرحي ولا الإبتسامة هزّت سريرتي، صولجانات لا صدى لقعقعتها، فأرضي دفوفٌ والعرس لميتٍ!
كيف أتقدم إتجاههُ وإتجاهاتي مضللة؟
وبأي نظرة أعانق إضطرابه وبجعبتي صمتي اللقيط؟
حيرى!!
ومازلت...
وجودي إهتزازٌ خنيق وبواقيّ كعدمي، بئري راكد النفس مفخخُ بالإنزلاقات والتردي وأغنيتي المبتهجة الترتيل مثقلة اللسان في فم لثغ ٍ والرقص لمجنونٍ يمازحُ اطرافهُ، قرقرته دموعًا والعمق نزفًا والضماد المهترأ يرتق بدمٍ فاسد.
عطشى!!
على فم البئر أستقي والماء مالحٌ.
كيف تُباع الأكفان بزمن الأعراس؟ ومن يحجب الموت بغربالٍ ويكتم صوت الغراب في ليلة شُئمٍ ويطيل عمر الليالي فينا بليلة سموها خطيئة؟
أرهقني الأبيض من الالوان:
يوم ولدتني أمي لُفّعتُ بثوبٍ أبيض جلّل جسدي ويوم تسلل النور إلى عينيّ ترآى وجه أمي بياضًا إستبقه ما لم يفسر ويوم فاح عطر الزهر جذبتني إليها تلك الياسمينة التي أسرتني في الحب وإذ بها مفضلتي إلى أن جهزتُ فستان عرسي فزينت معصميّ تلك الزنابق البيضاء فافترشُ ليلتي الأولى بالملاءة البيضاء مبشرتي بميلاد بكري"نور" الغير مفسر!
ـ أتمادى الرُهاب فيّ أم تماديتُ بطفولتي فما عدتُ أعرف كيف أكبر؟
لصيقة الإنحناء سأبقى لأزيّنُ بالابيض الأبدي أم أنني أكتب الآن تورثي لأطلِّقَ نفسي من تقزم ٍ لا شرعية له سوى أنه تمادى بالثبوتِ فتماديتُ في الإستخفاف.
بَسَطتْ على الأرض طفلتي ذاتها، ضفّرت جديلة الزمن، أضجرتها المداعبة فكت القيد، إضمحل القديم فيّ، لففته بسترةٍ ملونة الإيقاع في صدري وأنجبتُ من حاضري لحظة سرمدية، تلاشت من ساعتي عقارب الأزمان وولد زمني المزركش بألوان لا تشبه الأبيض معتقي، سَرَت في شراييني رعشة انتفاض فجّرتها اختناقاتٌ فبللتني..
لا نركن الذكريات لتُمحى وإنما نؤجل اللقاء بها لتقوى.
دائرتي المحاصرة اضيقت وحصيلة المخاض إنطلاق فإليك يا خروجي كل أجزائي فالقادم الآت عمر سميته " ليلتي" .
#هناء_شوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟