أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المحافظون أمريكيين وعربا














المزيد.....

المحافظون أمريكيين وعربا


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تواجه الولاياتُ المتحدة خريفَها الاقتصادي السياسي بشكلين من السياسة الحزبية، ليبراليةٌ ناقصة، انتقائيةٌ، عاجزة عن الوصول للجماهير الأمريكية، ويمين عسكري يرى الحلولَ في المزيد من التوسع والحروب.
هكذا يغدو إعادة انتخاب أوباما تكراراً لتاريخِ العجز الطبقي الأمريكي عن الانفتاح على القوى العاملة في الداخل والخارج، واستمرار توسع حضور الشركات العملاقة وبقاء هيمنتها المطلقة على الاقتصاد.
رغم ضخامة الاقتصاد الأمريكي عبر التاريخ ظلت القوى الاجتماعية السياسية محافظةً وعسكرية عنيفة، فما جلبتهُ من أوروبا الغربية كانت القوى الدينية الحادة في رؤاها، وتحول الدولة لقوةٍ متسلطة كبرى.
ولذا عجزتْ الاشتراكيةُ الديمقراطية من النفاذِ إلى النسيج الشعبي الأمريكي، وفيما بلدانُ أوروبا الغربية حتى مقرات الفاشية في ألمانيا وأسبانيا تزعزعَ نسيجُها اليميني المتطرف وقبلتْ بتوغلِ اليسار الديمقراطي في الحكم، فإن أمريكا أكبر قوة صانعة للفولاذ الذي يشكلهُ العمالُ لا تقبل سوى بالمجموعات الصناعية العسكرية قادةً للسياسات.
هذه السياسةُ الاجتماعيةُ الدينية المعبرةُ عن هيمنةِ الاحتكاراتِ في السماءِ العليا، تلتقي مع القوى الدينية في العالم العربي الإسلامي خاصة المشرق وشمال أفريقيا.
الخطاباتُ الدينيةُ المحلقةُ في أجواءِ البخور السياسية لها طابعٌ معدني خدماتي بترولي، ولها مضمونٌ هو إبعاد قوى الحداثةِ الرأسمالية والعمالية التحديثية المتعاونةِ لتجاوز نسيج العصور الوسطى، وترك المنطقة في عملياتِ التفتيت والصناعات الحِرفية وصناعات الخام الملوثة والأسواق المفتوحة وإقتصاديات البذخ والهدر التي تصبُ دولاراتُها في برك الاحتكارات الواسعة التي جففتْ أرضَها وقادتها لحروبٍ استنزافيةٍ كبرى وبذخ عمراني عاطل عن الانتاج.
تتلاقى على الضفافِ الأمريكية والدينيةِ المشرقية على السواءِ، أجواءُ اليمين المتخلف، حيث يتفقان على إبعاد قوى الانتاج والحداثة التقدمية، وإبقاء البُنى الانتاجية الهشة، واستمرار إقتصاديات التفكك وإنتاج الطوائف المعتمدة على الغاز، لنشر السوبرماركتات العملاقة وأحدث الموديلات من السلع المعمرة وكافة السلع الجديدة والموديلات المبهرة، وكذلك ثقافة الأقدار وإعتبار الإسلام والمسيحية واليهودية المؤدلجة من قبلهم مصادرهم الرئيسي لخداع الشعوب، وغض النظر عن الفاشيات وقواها العسكرية الخطيرة.
بين الإسراعِ الفرنسي الاشتراكي الديمقراطي الحكومي في مساندة الثورة في سوريا ضد المذابح المروّعة بقيتْ الحكومةُ الأمريكية طويلاً تاركةً الشعبَ السوري يُقتل وكانت قد أسرعت سابقاً بالهجوم على البترول الليبي، إنهما موقفان يوضحان دور اليمين الأمريكي المتخلف عن العصر، والذي يقودُ بلدَهُ هو نفسه للانهيار التدريجي إن لم يكن الانفجار الاجتماعي الوشيك.
ولكن الأثرَ الفرنسي التقدمي محدود قياساً بالتأثير الأمريكي الذي يوجه المنطقة لتكون دكاكين وورشاً صغيرة وأدعيةً دائمة ومخازن كبرى للسلاح، وتقدم له الجماعاتُ الطائفية والدينية السياسيةُ الدعائمَ الاجتماعية لتبقي التفكك والتخلف والتبعية في شعوب المنطقة.
ويكون ذلك بالتخريب حيناً عندما تتطرف هذه الجماعات لحرق التمدن، أو يكون ذلك بجعل التخلفِ ديانةً لدى الجماعات(المرنة)، ولهذا يغدو نشر الجماعات الأخيرة هو الخيار الاستراتيجي بين اليمين الأمريكي غير المعترف بعماله، واليمين الديني المشرقي غير المعترف بكافة المنتجين.
صناعة ثقيلة ومحافظة نقدية مفتوحة لالتهام فوائض المنطقة النقدية، وإبقاء التفكك وثقافات الانفصال والعداء بين الشعوب، لهذا تتشكل علاقاتٌ بين أعداء الأمس، مشبوهةً طارئة زائفة، ومحافظة معادية للمنتجين وتشكيل مستويات سياسية تجاوزتها أقسامٌ كبيرة من البشرية.
يؤدي هذا عربياً وإسلامياً لتفاقم التفكيك والحروب الدينية الطائفية فيما تخفف الفوائضُ العربية من تفاقم التناقضات في المجتمع الأمريكي ليزداد عسكرة وبذخاً لأقسامه العليا فيما العمال على الطرفين العربي والأمريكي يزدادون تأزماً معيشياً وسياسياً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهبيون السياسيون والقومية
- المذهبيون السياسيون والاستبداد
- الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية


المزيد.....




- من زيت الزيتون إلى اللحم المقدد.. هكذا ستؤثر رسوم ترامب الجم ...
- بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن ...
- بيسكوف: لا يزال من الصعب تصور مفاوضات مراقبة التسلح بين موسك ...
- -جبل إيفرست داخل الرحم!-.. لماذا تقل فرص الحمل في المناطق ال ...
- السيسي وماكرون على تخوم غزة وسط حشد كبير من المصريين
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ارتفاع عدد القتلى من الصحفيي ...
- زاخاروفا: مشاورات ثلاثية في موسكو اليوم حول البرنامج النووي ...
- الكرملين: موسكو تدعم المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة ...
- -كومبارس في استعراضه-.. -واللا-: هكذا أحرج ترامب نتنياهو بال ...
- تصعيد جديد بين الكوريتين وطلقات تحذيرية تنطلق من سيئول


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المحافظون أمريكيين وعربا