عادل سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 17:54
المحور:
الادب والفن
الشاعرُ العاشقُ
العاشقُ الذي اعتاد ان يبكي حبيبتَه
وهو يقفُ على اطلالها
لم ينتبه الى ان جرافاتِ البلدية
قد اكتسحت الأطلالَ
و حبيبتَه
دموعَه
و قصائدَه
الا بعد ان إقتيدَ الى المستشفى
بتهمة الجنون
****
بعد ان رفعَ موسمُ الحزن سرادقَه
وعاد (الشهيدُ ) الى مرقده
التحقت الدموعُ التي ذرفها الملايين
بسحابةٍ عابرة
****
بعد ان طوى حزبٌ صحفَه
وعلّق نظرياتِه في مشاجب التاريخ
غادر الذين كانوا شهداءَه خليتَهم التاريخية
وقدموا طلباتِ الإلتحاق بأقرب مقبرةٍ
كموتى عاديين
****
بعد ان مسح الأبطالُ سيوفَهم بجثث القتلى
وجمعت الهدنةُ حرابَ المقاتلين
لم تخلع ثيابَها الحربُ
و لكنها نامت بين افخاذِ المنتصرين
**********
الشاعرُ الذي سُرِّح من المستشفى بعد حين
تسلم صرةَ دموعِه وقصائدِه
وبباب المستشفى
كان الجميعُ باتظاره
الا ............ حبيبته
****
سحابةُ الدموع
دموع الملايين
خرج جميعُ الموتى احتفاءً بأمطارها
باستثناء .......الشهيد
****
لم تُقبل طلباتُ انتساب ( الشهداء ) الى مقبرة
ومازالوا يجوبونَ المدينةَ
بحثاً عن ........ حزب جديد
****
اما الحربُ
الحربُ التي نامت بين افخاذ المنتصرين
و لم تنم
فما زالت بمعطفها الطويل الخشن
تجوبُ القصورَ
والأكواخَ
البراري
والبحار
الشوارعَ
و المدن
بمعطفها الطويل الخشن
و لكنها تحيدُ
حين تعترضُ طربقَها المقابرُ
لأنها لا تطيقُ ان ترى ثانيةً
مَن همسوا قبل اغماضتهم الأخيرة
-- كم انتِ عاريةٌ !!.... يا أمَّنا الحرب
* شاعر عراقي مقيم في النرويج
#عادل_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟