أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع















المزيد.....


دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المهتمين بالشأن الاجتماعي خاصة من السياسيين والمثقفين، يتوجب عليهم الإطلاع بشكل موسع على هذا العلم. لأنه يدرس المشكلات والأزمات وما يعاني منها المجتمع، وهذا الإطلاع يعطي صورة صحيحة وواضحة عن الحراك الاجتماعي، وبالتالي فأنه يؤسس لرؤية صائبة قادرة على طرح الحلول العلمية لاجتثاث المسببات والخروج بنتائج جيدة تعمل على إحلال السلام الاجتماعي.
إن رؤية السياسي غير الدقيقة للمعضلات الاجتماعية العربية، تسببت في تعقيد سُبل الحل والوصول إلى النتيجة المطلوبة كونه ينهل من الحلول الجاهزة لمجتمعات مختلفة تماماً عن مجتمعاتنا. ويسعى لتطبيقها، اعتقاداً منه بأنها حلول صالحة لكل المجتمعات.
هذا الأمر تسبب في فشل السياسي وعدم قدرته على إقناع الآخرين بحلوله الجاهزة، البعيدة كل البعد عن مكونات المجتمعات العربية. وينهل المثقف العربي من ذات المنبع منطلقاته في تفسير الظواهر الاجتماعية واستخدم ذات المنهج للبحث عن الحلول الجاهزة لمشاكل مختلفة تماماً في جوهرها عن المجتمعات الأخرى.
يسلط علم الاجتماع الضوء على العادات والتقاليد والقيم والمورثات الدينية والقوانين المتحكمة بسلوك المجتمع، وتلك السمات تختلف بمدلولها من مجتمع لأخر. لذا لايجوز اعتماد المنهج النظري لتفسير ظواهر اجتماعية في مجتمعات مختلفة، وتبني نفس الحلول الجاهزة باعتبارها حلول صالحة لكل المجتمعات.
يعرف ((كونت)) علم الاجتماع بأنه:" علم دقيق يبحث في القوانين الثابتة للمجتمع من الوجهين السكوني والحركي، وهذه القوانين لاتكشف إلا بالملاحظة العلمية التي تقتضي بدورها تقدماً مضطردا في التكتيك العلمي من أجل معالجة الظواهر الشديدة التعقيد التي يتعين تنظيمها".
وبالرغم من اختلاف التعاريف لعلم الاجتماع وما جاء بها عدداً من المختصين في هذا المجال، لكنها تستند إلى ذات الأسس التفسيرية للظواهر والحراك الاجتماعي. ويدرس علم الاجتماع الظواهر الاجتماعية المختلفة للوصول إلى مسببات الأزمة والاختناقات الاجتماعية لوضع الحلول المناسبة من خلال اجتثاث مسبباتها والشروع بوضع خطط قصيرة وطويلة الأجل لمعالجتها.
تعتبر الظواهر الاجتماعية السلبية سلوكاً طارئاً مفروض قسراً على المجتمع ومخالفاً لأنماط السلوك السائدة ويخل بالأسس النمطية العامة المُشكلة تاريخياً. ويختلف تاثيرها على الفرد والجماعات باختلاف مداها المباشر وغير المباشر.
ويسفر الاضطهاد والعنف المسلط على مجتمع ما، وفي مرحلة ما من مراحل مسيرته التاريخية عن تغيير في أنماط سلوكه العام. فينقله، نقله نوعية من مجتمع مسالم إلى مجتمع يعتمد لغة العنف لإخضاع الأخر، ويعد هذا السلوك ردًّ فعل مضاد على سلوك طارئ وقسري مسلط عليه من قبل سلطة مستبدة.
إن استخدام لغة العنف وأساليب الخداع بين أفراد المجتمع، لحسم الإشكالات الناتجة عن تشابك العلاقات الاجتماعية. ناتجة عن حالة اضطهادية غير سوية، مفروضة بقوة العنف والسلاح يصعب تغييرها آنياً.
لذا يلجأ المجتمع إلى استخدام أساليب مماثلة بين أفراده، لغرض إخضاع الأضعف للأقوى واستخدام أساليب الخداع والتدليس للتخفيف من آثار عنف واضطهاد السلطة. إن الهدف الأساس لعلم الاجتماع، الكشف عن المسببات التي تعمد إلى تغيير أنماط السلوك السائدة إلى أنماط من السلوك الشاذ والغريب عن تقاليد وقيم المجتمع ذاته.
يعتقد ((ماكس فييبر)) أن الهدف الأساس لعلم الاجتماع يكمن في التواصل إلى:" الفهم التفسيري للفعل الاجتماعي من اجل الوصول إلى التفسير السببي لمساره ونتائجه".
وهناك من يجد أن دراسة الظواهر الاجتماعية، لاتقتصر على أشكال أنماط السلوك الطارئ على المجتمع. وإنما ينسحب على دراسة السلوك السائد ذاته المتشكل تاريخياً، والمنافي (بعض الأحيان) لنمط السلوك المستحدث والناتج عن تطور وتقدم المجتمعات. هذا التعارض بين السلوك السائد والمستحدث، أخذ في البروز أكثر نتيجة تداخل وتشابك العلاقات بين المجتمعات المختلفة.
ومن الطبيعي أن يكون السلوك مقبولاً وسائداً لدى مجتمع ما، وبنفس الوقت يعد سلوكاً شاذاً وغير مقبول في مجتمع آخر نتيجة اختلاف القيم والمورثات الدينية والاجتماعية. وهذا ما يفسر حجم الاختلاف بأهداف ومدلولات علم الاجتماع من مجتمع لآخر، تبعاً لاختلاف الظواهر الاجتماعية أو السمة البارزة المراد دراسة مسبباتها وإيجاد الحلول اللازمة لها.
يرى ((حسن عاصي)) أن هدف علم الاجتماع يكمن في:" دراسة كافة الظواهر الاجتماعية ومنها الأسرية والفكرية والدينية والاقتصادية وحتى السياسية وما يتشعب عنها".
هذه الأرضية الواسعة من الظواهر وأنماط السلوك والانحرافات غير السوية والأحداث الطارئة التي تمس جوهر المجتمع، يعمل علم الاجتماع على دراسة مسبباتها وإيجاد الحلول اللازمة لها للحد من التوتر والتشنج وما يشجع على ارتكاب الجرائم واللجوء إلى العنف لتحقيق الرغبات وخرق القانون واعتماد أساليب منافية للقيم الاجتماعية للحصول على المكاسب الذاتية وعلى حساب المجتمع.
لذا يتوجب على المشتغلين بالشأن الاجتماعي من السياسيين والمثقفين الإطلاع على مهام علم الاجتماع، وإشراك علماء الاجتماع في اتخاذ القرارات الخاصة بالشأن الاجتماعي، كونهم أكثر قدرة على فهم وإدراك المسببات وما تحول دون استجابة وتفاعل المجتمع مع القرارات الحكومية الخاصة بالشأن الاجتماعي مما تضطر الأخيرة لاستخدام العنف لإرغام المجتمع على الاستجابة لقراراتها، وبالمقابل يتحين المجتمع الفسحة للتهرب من استحقاقات تلك القرارات.
تولِ المجتمعات الغربية الاهتمام الكافي بآراء ومقترحات علماء الاجتماع عند اتخاذها القرارات الخاصة بالشأن الاجتماعي. لذا نجد أن تلك المجتمعات تخلصت وبشكل مبكر من الآثار السلبية للحروب التي اجتاحت أوروبا في أوائل ومنتصف القرن الماضي، ونهضت بسرعة قياسية وأعادت بناء ما خربته الحروب واستجابة بشكل ايجابي لقرارات حكوماتها.
وعليه يتوجب على السياسي، أن يعيد النظر بمسلماته ورؤية الساذجة المستند إلى قدرته على الفهم الكامل للشأن الاجتماعي من خلال مسلمات وقوالب فكرية جاهزة أثبت النهج التجريبي بطلانها على صعيد العالم. إضافة إلى أنها غير صالحة بالأساس لمجتمعاتنا من حيث النشأة والإرث الحضاري والقيم الدينية والتقاليد السائدة، وما الكوارث السياسية التي تعرضت لها مجتمعاتنا إلا نتيجة للفهم الخاطئ وعدم الدراية الكافية بشؤون المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة
- العلم والجهل في المجتمع
- تحرير الثقافة من الهيمنة والتسلط
- الحكومة والشعب
- التصورات اللاعلمية في الفكر الماركسي
- مجالس الفلاسفة والعلماء مع السلاطين
- الملوك والفلاسفة وتهمة الإلحاد
- النظام الديمقراطي والسلطة السياسية
- الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع
- العنصر الثالث لدعم الاستقرار والتوازن الاجتماعي
- سلطة القانون في المجتمع
- مواصفات الرئيس وشروط الرئاسة
- شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور
- المرأة والحب في عالم الفلاسفة والأدباء
- انعدام سُبل الحوار والنقاش مع الإنسان المقهور
- النزاعات العرقية والمذهبية في المجتمعات المقهورة نتاج سلطة ا ...
- تنامي ظاهرة الحقد والعدوانية في المجتمعات المتخلفة
- شرعنة العنف والقتل في الدولة الإرهابية
- العنف والإرهاب نتاج طبيعي للتخلف والاستبداد
- سلطة القانون وآليات الضبط الاجتماعي في المجتمعات المتخلفة


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع