أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!














المزيد.....

الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد دهر من الصَّمت، وطول احتجاب واختفاء، نَطَق، وظَهَر، "الرَّجُل ـ اللغز"، فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري؛ فما معنى أنْ يَنْطُق، ويَظْهَر، "الآن"؟ ولماذا اتَّخَذَ صحيفة لبنانية ("الأخبار") موالية لنظام حكم بشار وسيلة لذلك؟ وهل اكْتَسَبَت كلمة "الآن"، بنطقه وظهوره، معنى جديداً؟
في "المبادرة العربية" لحلِّ الأزمة (التاريخية المُزْمِنة) في العلاقة بين نظام الحكم والشعب في سورية، اخْتَصُّوه ببند منها، إذْ دعا أصحابها إلى تركيز جهود ومساعي "الحل الانتقالي" في منصب، وشخص، "نائب الرئيس"، الذي فَوَّض إليه بشار الأسد ما يكفي (ويفي بالغرض) من سلطاته وصلاحياته شبه المُطْلَقَة؛ وكان التوقُّع الكامِن في تلك "المبادرة" أنَّ الحل يمكن أنْ يأتي من طريق "الحوار (والمصالحة)" بين طرفين، بينهما ما صَنَع الحدَّاد.
ثمَّ زَعَم زاعمون كُثْر أنَّ "سنية" الشرع، في نظام حكم تهيمن عليه "الأقلية العلوية"، التي إليها ينتمي الأسد، شَرَعَت تشده إلى "الموقع المعارِض"، وأنَّ الأسد، الذي لا ينام إلى خصم ولو كان "نَمْلَة"، قد استبدَّ به الخوف والقلق، بسبب ذاك "البند"، فأفْرَغ الشرع من كل ما شحنه به، من قَبْل، من سلطات وصلاحيات.
ثمَّ جاء ما يشبه "النبأ من سبأ"؛ فالشرع "انْشِقَّ (عن نظام الحكم)"؛ وهو في طريقه (المحفوفة بالمخاطِر) إلى الأردن؛ فارقبوا وصوله بين ساعة وأخرى؛ لكنَّ انتظار مقدم هذا "المنشق الكبير" طال، وكانوا في انتظارهم له كمثل من ينتظر سقوط السماء على الأرض؛ثمَّ ظَهَر في تشييع جنازات "أركان الأمن"؛ وكأنَّه يريد أنْ يقول: "أنا منهم، وأنا معهم في السرَّاء والضرَّاء".
ثمَّ عاد الأتراك إلى لعبة "تلغيز (أي جعله لغزاً)" هذا الرَّجُل؛ فدعت أنقرة في تشرين الأوَّل الماضي إلى تَوْلِيَة الشرع مسؤولية قيادة "المرحلة الانتقالية" في سورية؛ وكأنَّ "التوازن الإقليمي ـ الدولي" لـ "الأزمة" في سورية قد تبدَّل بما يسمح بتزويد الشرع "عصا موسى".
ولَمَّا أزفت "السَّاعة"، "ساعة الحقيقة"، أو "ساعة النُّطق بالحقيقة"، وتجشَّم نائب وزير الخارجية الروسي النُّطْق بالكلام غير المباح، طَلَع الشرع علينا؛ فشمس الأسد غربت؛ ولقد افْتُقِدَ "بَدْر الشرع" في ليلة الأسد الظلماء.
الشرع ليس "لغزاً"؛ ليس معارِضاً، ولا مُنْشَقَّاً؛ إنَّه، والحقُّ يًقال، "القِرْش الأبيض" الذي خبَّأه الأسد ليومه الأسود؛ وإنَّه "البراق" الذي قد يحل له مشكلة إغلاق مطار دمشق بالنار؛ وإنَّه المُتَبَقِّ من سلطة الأسد في العاصمة إذا ما اضطُّر "الرئيس"، وصحبه، إلى وداعها وداع هرقل لها، والالتجاء إلى معقله الأخير "في الجبال المُطلَّة على الساحل"، والذي دجَّجه بالسلاح، وبالكيميائي منه على وجه الخصوص، وأوْدَع فيه الذَّهب والقطع النادر.
وجاء الشرع بـ "آية الاعتراف الكبرى" إذ قال إنَّ الأسد لن يتمكَّن من حسم الصراع عسكرياً لمصلحته؛ فإنَّ "أُمَّ المعارك" في حلب هي الآن في "مخاضها الدمشقي"، وستُرْزَق عمَّا قريب بـ "سقوط العاصمة".
لكنَّ الشرع حرص على أنْ يختلف في "كيفية" القول؛ فإذا كان القول، عالمياً، هو "أيام الأسد معدودة؛ ونظام حكمه قاب قوسين أو أدنى من السقوط؛ وإنَّه عاجز تماماً عن حسم الصراع عسكرياً لمصلحته؛ وإنَّ ثبوت عجزه عن البقاء قد يُلْجئه إلى الشمشونية الكيميائية"، فإنَّ الشرع اختار أنْ يُعبِّر عن المعنى نفسه؛ لكن في طريقة مختلفة؛ فقال إنَّ كلا الطرفين عاجز عن حسم الصراع عسكرياً لمصلحته "ونحن (أيْ كل السوريين) يجب أنْ نكون في موقع الدفاع عن وجود سورية؛ ونحن لسنا في معركة للإبقاء على فرد (أيْ الأسد) أو نظام حكم"؛ ثمَّ دعا إلى "تسوية تاريخية، تشمل قوى إقليمية، والدول الأعضاء في مجلس الأمن".
وهذا "الموقف" هو وليد "الموقع"؛ فـ "الموقع" هو الآن "حافَّة الهاوية"؛ فنظام الحكم على شفا حُفْرة من السقوط، والشعب على شفا حُفْرة من "الكيميائي"؛ والشرع هو الذي سيُشَرِّع الطريق إلى نجاة، وإنقاذ، الطرفين معاً (في "تسويته التاريخية")!
الشرع "يُنْبئ"؛ لكنَّه لم يأتِ بما يشبه "نبأ من سبأ"؛ والشرع باقٍ (في دمشق) للإبقاء على ما بقي من نظام الحكم؛ الشرع لن "ينشق"؛ فلقد اقْتَرَبَت السَّاعة، وانشق الأسد نفسه عن سورية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة الغائبة عن الدساتير العربية!
- -صندوق الاقتراع- يُشدِّد الحاجة لدينا إلى مارتن لوثر إسلامي!
- كلاَّ إنَّ الإنسان لم يُوْلَد حُرَّاً!
- -أزمة دستور- أم -أزمة ثورة-؟
- توقُّعات ونتائج!
- فضيحة البرادعي!
- حِرْصَاً على ثورة 25 يناير..!
- كيف تؤثِّر -الكتلة- في -الفضاء-؟
- -مجتمع الحقوق- أوَّلاً!
- -لا- ل -الإسلام السياسي-.. -نَعَم- للدستور الجديد!
- -صاروخ فَجْر- الذي أُطْلِق من نيويورك!
- كَمْ هو -غالٍ- هذا -المجَّاني- في -العرض الإيراني-!
- هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟
- حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!
- اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!
- حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الشرع إذْ شَرَّع طريقاً إلى -الإنقاذ-!