سوريا الجديدة قاب قوسين من أرادة السوريين اذا توفرت

محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سوريا الجديدة :
قاب قوسين من أرادة السوريين اذا توفرت .
يبدو ان الدمار والقتل الذي فرضه نظام الأستبداد على السوريين ، قد بدأت ملامحه تشير إلى فشله بخياره الأمني واقتناعه ان هذا الخيار أدخل البلد بدائرة المجهول ، وتركها نهبا للتدخلات الأقليمية والدولية للعب بها وتمزيقها ، وتشير الى ان ثمة تفكير بالخروج والهرب من استحقاق على الأبواب ، يدلل عليه الكثير من المؤشرات .
تقدم المعارضة المسلحة بالكثير من المواقع وخاصة ان الجيش الحر يحرز تقدما بدمشق العاصمة ، وهي النهاية ، كما أن الدول الأقليمية والدولية أصبحت تخشى تفشي التطرف وانتشاره بالمنطقة ، حيث سمح صلف النظام لتسرب مجموعات كثيرة متطرفة بالدخول وممارسة السلاح في جبهات كثيرة ، هذه الأمور التي سارعت بتشكيل الأئتلاف وحيازته على اعتراف كثير من الدول والمشاورات التي تطبخ حول تمكينه من اسقاط النظام دعما بالسلاح او بسياسية العزل السياسي من خلال تسليمه لكل مفاصل الدوبلوماسية السورية بالدول لممارسة دور الشرعية كبديل للنظام .
هذا كما ان الروس أكبر حلفاء النظام ، وبغض النظر عن سياسية البؤس التي مارسوها أصبحوا ينوهون بفشل النظام عن انجاز تقدما بسياسته ، وفشل خياراته لهذا فهم يغمزون له بأن يبحث عن مخرج ، التصريحات الكثيرة من حلفاء النظام عن خيار التسوية السياسية ولكن هذه المرة هم جادون للخروج بأقل الخسائر .
ولكن أهم التصريحات على الأطلاق هي تصريحات وزير الخارجية فاروق الشرع وهي الرسالة التي يمكن تلقفها وصياغة مبادرة حقيقية توقف العنف وتمهد للأنتقال بالبلد لبناء سوريا الحديثة .
ان يخرج فاروق الشرع بتصريح يتكلم به عن فشل الحل الأمني وينوه بالأخطاء التي ارتكبت والعقل الذي ساد ، الذي زاد من حدة القهر والظلم التاريخي الذي وقع على الشعب السوري جراء عسف هذا النظام وساهم بتحلل مؤسسة الدولة وتهجين الأحزاب وشلها وأفساد المجتمع ، وتسلط الأجهزة الأمنية التي حصت على الشعب انفاسه
هذا تصريح له معناه ومراميه ، كلنا يعرف الشرع وكل القيادة التي احسن حافظ الأسد وأجهزته الأمنية قصقصة أجنحتها ، وتقليم أظافرها ، وتعليمها التسبيح والتمجيد وعزلها عن القرار ، مقابل مصالح شخصية ضيقة ، هنا لاتنفع كلمة شريف مطلقا ولا تعينها كلمة نزيه ، لا تريد السرقة عين اقربائك وقرب من شئت واسمح لمن شئت بتجاوز القانون ، واصمت عن كل الفرعنة والفساد ، وانطق بما نمليه عليك والسيد الشرع يدرك هذا تماما ، ويعرف منذ استلامه او منحه وزارته بماذا كلف وحدود تصريحاته واين يقف وماذا يتنفس ، ويمكن للذين حاوروه عام 2011 اي يتكلموا بما سمعوا وما أجاب .
ليس كثيرا مهما ان نحدد هوامش اي مسؤول بالدولة ، المهم ان نعي ان السيد الشرع لايتكلم من بنات أفكاره ، ولا تنطح لكل ماذا ذكره ابراهيم الأمين على صفحات الأخبار ، يجب ان ننظر للموضوع ان هناك رسالة وهامة يوجهها الشرع للكثير واهمها ، الى المعارضة السورية التي نرجوا ان تحسن تلقفها وفهم ابعادها كي تجيد العمل السياسي الذي افتقدت روحه وخطابه وحسن استعماله .
هناك رسالة من النظام واضحة وصريحة تقول تعالوا نتفق على حل .
لهذا السياسة كعلم تفرض علينا ان نعي ماذا نريد وكيف . ؟
وأعتقد ان الجميع يريدون وطنا للجميع تسوده الحرية والعدالة بدولة مواطنين يحفظ أمنها وحقوقها و دستور مدني حديث يخلصهم من واقع البؤس الذي عاشوه .
لهذا فأن أي خيار ممكن لهذا الحوار يفترض بالمعارضة ان تشترط أن يكون مقدمته مباشرة تسليم السلطة لحكومة مؤقته تشرف على الترحيل النظام ورجاله وتذهب مباشرة للأتفاق مع قوى الحراك السوري وقواه على تشكيل حكومة مؤقتة تعمل بمساعدة من تتفق عليه من القوى الأقليمية والدولية على .
1 ـ صبط السلاح والعمل على ألغاء المظاهر المسلحة
2 ـ تشكيل قيادة عسكرية تعيد تأهيل الجيش كجيش للوطن يحفظ حدوده وسيادته .
3 ـ تحديد فترة أنتقالية لا تتجاوز العام لهذه الحكومة التي ستشرف على .
4 ـ صياغة الدستور وتحديد اللجنة الدستورية .
5ـ الأشراف على الأنتخابات التي ستشرع لأول حكومة انتقالية لسوريا الحديثة ، سوريا مدنية برلمانية تفصل بين السلطات وتعيد بناء الوطن .

#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات