أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي3-3















المزيد.....

مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي3-3


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 13:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نتناول بعد سارتر.الفيلسوف الآخر :وهو روجيه(رجاء)جارودي:ولد في مرسيليا1913-2012/ اعتنق المسيحية(الكاثوليكية)في مرحلة الشباب،ومنها تحول الى مذهب
(البروتستانتية).في عام1933 انضم الى الحزب الشيوعي الفرنسي كمناضل مسيحي بروتستانتي!!-على حد وصفه في مذكراته-.درس الفلسفة متأثرا بكيركجارد وماركس.في عام1953 حصل على الدكتوراه عن دراسته"النظرية المادية في المعرفة"،ومن موسكو في عام1954 عن دراسته(في الحرية).كان في صراع مستمر مع حزبه،واصطدم به عدة مرات لنقده (الستالينية)،وتجربة روسيا(الاشتراكية).وايضا موقفه من ثورة1968 الطلابية،وسلبية الحزب تجاهها،واجتياح قوات حلف وارشو بزعامة البيروقراطية الروسية لتشيكوسلوفاكيا.وقد انسجم في هذه المواقف مع سارتر-دون التطابق الكامل-.انتقد نفسه كمنظر كبير للفكر الماركسي،لترويجه الفكر الدوغماتي لستالين!.لان الدوغمائية تولد الادانة الجنائية!يقول"اذاكنت املك الحقيقة المطلقة النهائية والتامة،فكل شخص لا يشارك فيها يكون مريضا يجب توجيهه الى مستشفى الطب العقلي،او منحرفا يستحق السجن او المشنقة،لذلك هو قدر كل موظف للمطلق في خدمة كنيسة..طائفة..حزب"!!..انتهت علاقته بالحزب ببدعد طرده منه عام1970..في عام 1972 بدأ ما اسماه ب(حوار الحضارات) .وفي عام 1982 اعلن اسلامه امام المؤسسة الثقافية الاسلامية في جنيف!..وجه نقدا عنيفا لوحدانية السوق الذي نزع العقل والاخلاق من النظام الرأسمالي الذي مركز بنيته بأتمتة لاحياة فيها ومستقبل مغلق،واعتبره لا وسيلة للتبادل وكمحدد للقيم والغايات،بل اصبح منظم المجتمع ومحركه الاوحد في كل العلاقات.ونقد الرأسمالية المتعولمة بمراكزها واطرافها،ورفض مادعاه نهاية انسانية الانسان وضياع غاياته.وامتد رفضه وادانته للتلفاز!والذي اعتبره جهازا لغسل الادمغة ومصدر معلومات مضلل ومشوه ومتجه للربح،ومربيا لانسان سلبي لاحر،انسان العصر الحالي!وفضح اوهام السوق عن الحرية المزعومة،وحلل آليات عمل صندوق النقد والبنك الدوليان اللذان يداران من قبل الدول الرأسمالية الكبرى..قال بعد اعتناقه للاسلام :"ان للحضارة الغربية برأسماليتها وماركسيتها مصير واحد هو مزبلة التاريخ"!!!وقال ان الحضارة الغربية قامت على مفهوم خاطيء للانسان فهي تعتمد النمو المادي التراكمي"-على ماذا يريدها ان تعتمد-؟؟!!وعن الحضارة (الاسلامية) قال:"انه لم يحدث الفصل والتجزئة بين الاشياء في الاسلام فالعلم متصل بالدين،والعمل متصل بالايمان،والفلسفة تستوحي النبوة،والنبوة متصلة بالعقل"!!!!!واين المفتاح؟؟لا بد انه عند الحداد؟؟!!!وغير ذلك من شطحات وهذر! انه التصور والفهم البالغ المثالية للاسلام ومن الخارج الذي غطس فيه جارودي!!..كتب جارودي اكثر من 70 كتاب منها:الماركسية والاخلاق/الانسانية الماركسية/واقعية بلا ضفاف/كارل ماركس/ ماركسية القرن العشرين/منعطف الاشتراكية الكبير- الذي كان منعطفه الفكري ايضا- !ومن كتبه بعد اسلامه:وعود الاسلام/الاسلام دين المستقبل/المسجد مرآة الاسلام وغيرها-وقد درت عليه هذه الكتب البركات والجوائز النقدية من سلاطين وامراء آل سعود الامناء على بيضة الاسلام-؟؟؟؟!!!!...في عام 1998 حوكم على تشكيكه بعدد اليهود الذين ماتوا في(الهولوكوست)النازي..دعى للعقيدة(الابراهيمية) ام واب(اليهودية والمسيحية والاسلام)!!يقول:"اخترت المسيحية،وانتسبت للحزب الشيوعي الفرنسي،وقادتني حكمة الحكماء،وفي مقدمتهم كيركجارد الى العقيدة الابراهمية،ورغم حيرتي وقلقي فقد حافظت على هذه الازدواجية طيلة خمسة وثلاثون عاما،ولست نادما على ذلك"!!!-وما يولدمن هذا التوليف والكوكتيل الفكري غبر الحيرة والقلق-؟؟؟؟!!!!....اعتبره البعض مرتداعن دينه عندما قال :"دخلت الاسلام وبأحدى يدي الانجيل وباليد الاخرى كتاب رأس المال ولست مستعدا للتخلي عن اي منهما"!!-المؤسف انه لايملك الا يدان ولو كان يملك اكثر لحمل اكثر- !!!..(بدأكاثولوكيا وانتقل الى البروتستانية،واصبح شيوعيا،وانتهى صوفيا متدينا)!!فيالها من رحلة طويلة بين الافكار!!تنقل من عقيدة ومنظومة فكرية،ومن نسق عقائدي الى آخر!!لقد ذكر احد كتاب سيرته الذاتية واصفا جارودي(جارودي ينتمي الى جيل من المثقفين والمناضلين الذين لا نستطيع مطلقا ان نحدد بدقة ما يمكن ان نستشرف آفاقهم الفكرية)!!...كيف اختار ان يتخلى عن كل التراث الفكري والمعرفي والثقافي الغربي ليعتنق(اسلاما) هشا ومتناقضا بين العديد من مذاهبه وطوائفه؟؟!!وبحثه المضني عن الارتكاز الذي يتوازن فيه العقل بالوجدان،او الفني الشعري بالعمل السياسي العقدي؟؟!!..لقد مكنه الاسلام من بلوغ نقطة التوحيد بينهما-حسب ادعائه-!!! لقد وصفه الاعلام الغربي بعد موته ب(الناكر للهولوكوست) و(المنقلب على نفسه)و(نموذج المفكر الغربي الذي سقط في خطوته الاخيرة).......اما الاعلام العربي فقد وصفه ب(المفكر الاسلامي الذي ترك المسيحية والشيوعية)-غريما الاسلام والاخر المنبوذ- و(المناهض للصهيونية)-انها عقدة التهليل لكل من يعلن اسلامه من الغوييم،ولعنه على من تخلى عن اسلامه وانضم للكفرة- وهو دليل ساطع على صدقية(الحقيقة المطلقة)الخاصة بهم!!وهو ايضا (مقولب في ذاته)حسب تعبير جارودي نفسه!.لم يستطع ان يعيش دون ايمان او دين-كما صرح هو-!فانتقل الى الصوفية ثم اهملها فيما بعد!!....ومن مواقفه السياسية العالمية دفاعه عن نظرية القذافي(العالم ثالثية)!!ودفاعه عن نظام صدام الفاشي!!وزار العراق في ذروة القمع الفكري والسياسي!!!.........والان اوشكت دورتنا السريعة على الانتهاء.في رحاب اثنان من اكبر مفكري القرن الماضي.ورأينا مصائر الافكار وتحولاتها من خلالهما:سارتر وجارودي..سارتر الوجودي الذي ادرك مبكرا عقم فلسفته،ونهايتها السريعة وسخر منها قائلا:"انه سيكون سعيدا جدا اذا ما قرأت كتبه بعد موته بعشر سنوات"!!وفعلا بعد ما كانت الوجودية في ستينات القرن الماضي تيارا رائجا وجارفاوعمت المعمورة شرقا وغربا،وكانت الموظة الفكرية والفلسفية السائدة للمثقفين الشباب،وامتلكت جاذبية عارمة اكتسحت الاوساط الادبية والفكرية والفنية.اضمحلت وتلاشت الوجودية بعد موته!ولم يعد يقرأها في نهاية الثمانينات سوى باحثي الفكر الماصر ومؤرخي الفلسفة الهواة!وقبعت في قبو الارشيف الفكري الرطب لتنقدها الارضة!!!والتزم بالماركسية الفكر الاكثر حيوية وتجددا وديمومة.....ام جارودي المثير للشفقة!!بسبب تخبطه الفكري!فقد حاول ان يجمع ما لا يجمع!وانتقد تحول الماركسية على يد ستالين الى دين!ولكنه نسى نفسه في الوقت نفسه فقد كان اكثر دوغمائية من ستالين!!وكان تصوره للماركسية تشوبه الكثير من الاوهام المثالية،وجعل منها دينا ايضا ولو بشكل مغاير!كان اضطرابه الفكري واضحا!وزئبقيته مؤكدة وبأعترافه هو!لقد جعل من عقله كشكولا من افكار بالغة التنوع والتناقض!!وكما يقول المثل العراقي الشعبي(رمانتين ابفد ايد ماتنلزم )!!ولكنه حاول ان يحمل الكثير من الرمان بيد واحدة مرتعشة!!..في السبعيناعلن اسلامه !!فهل تتطلع الشيخوخة نحو السماء باحثة عن جواب،لتهدئة الضمير وغلق باب الاسئلة والتفكير؟؟!! ربما!!! من ذرى الافكار الى قيعان الهلوسة واساطير الاباء المؤسسين للاديان الواحدية؟؟؟؟!!!!!عجبي!!!...............للافكار مصائر!!واي مصائر؟؟!!..فعندما تذوي الافكار في دائرة الافول،تتحول الى اشباح هائمة تحوم بيأس باحثةعن ملجأ دون جدوى ..........................................................................

...........................................................................
وعلى الاخاء نلتقي.....



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي2-3
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي
- رد على الاستاذ سنان احمد حقي/عودة الى الشيوعية والاديان!!!
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(5-الاخير)
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(4)
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(3)
- شتان مابين الشيوعية والاديان!!!(2)
- (شتان ما بين الشيوعية والاديان)!!!(1)
- الديك الاصلع!!!
- غول ومغول وشمس تزول!!!
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(7/الاخير).
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(6)
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(5)
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(4)
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(3)
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(2)
- كارل ماركس فكر العالم...وضميره..(1)
- مسرحية (فارس)ومتفرج بلا راس!!!!
- تداعيات الزومبي الوديع!
- الاغتراب..التخوم القصوى/ابو حيان التوحيدي نموذجا


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي3-3