عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 23:09
المحور:
الادب والفن
قصة:
موعدي معي
عبد الرحيم التوراني
لما اكتشفت أن المسمى عبد الرحيم التوراني شخص آخر غير الذي أعرف٠٠ لم يستسغ التوراني الأمر. ثار علي وتمرد. أصبح يهددني بأن ينفض يده مني ويتركني بلا ماض وبلا هوية وبلا آت. قلت في نفسي لأهادنه حتى أستعيد نفسي، ففطن لنيتي، لأني عندما حدثت نفسي كنت أكلمه هو. هكذا بدأ التنكيل بي. ولأكتسب عطفه بدآت أسايره في ما يريد أن يفعله بي، مر وقت طويل اعتقدت فيه أن اللعبة انطلت عليه. إلى أن اكتشفت مؤخرا أنه هو من يتلاعب بي. وأنه اشترى مني نفسي ووظفها لأغراضه الدنيئة وغير الدنيئة. كان ابن الكلب يتجسس علي أربعة وعشرين ساعة على أربعة وعشرين ساعة. ولا يفارقني لحظة واحدة حتى في أوقات النوم. كنت أذهب به إلى الحانات والمراقص، وعندما يسكر أغافله وأتركه هناك وأعود وحيدا إلى بيتي. لكني أجده أمامي عندما أنهض في الصباح الموالي يحملق في بعينين ثملتين. اليوم فكرت في أن أرميه من الشرفة. لكنه نهرني. وبصوت مهموس نظر إلي وقال:
- لم يحن وقته يعد.
ثم ارتمى فوق فراشي طالبا مني أن أطفئ النور. يريد أن ينام باكرا. لأن لديه غدا موعدا حاسما مع شخص غريب. أخبرني عن اسم هذا الغريب لكني نسيته. لعله ذكر اسم عبد الرحيم التوراني. ورمى في وجهي ورقة صغيرة. لما فتحتها قرأت فيها هذه السطور التي قرأتم الآن: "لما اكتشفت أن المسمى عبد الرحيم التوراني شخص آخر غير الذي أعرف.....الخ". أطفأت النور. أغلقت عليه باب الغرفة. وها أنا ما زلت واقفا أنتظرني منذ عقود لا أعرف حسابها.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟