أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدين والأخلاق















المزيد.....

الدين والأخلاق


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الدراسات الأنتروبولوجية الثقافية,تصنف السلوكات البشرية,إلى سلوكات طبيعية وأخرى ثقافية,أولهما مشتركة بين كل الكائنات البشرية,وحتى مع بعض الحيوانات,لكن هناك سلوكات مغايرة,خاصة بالكائن البشري,غير أنها ليست عامة,كما اعتقد الفلالاسفة الباحثون عن المجرد,بل هي متنوعة ومختلفة باختلاف الحضارات والثقافات,وهي عبارة عن نظم,تحتوي قيما مميزة للفعل الإنساني وحافظة لوجوده الفردي داخل الجماعة التي يحتمي بها,لكن في الوقت نفسه يحمي قيم الوحدة داخلها ويدافع عنه بقوة,ولا يمكنه التهرب من ضرورة الدفاع الجسدي والروحي عن جماعته مهما كانت التضحيات المطلوبة منه,وقد ظهرت هذه القيم والنظم في صيغ مختلفة,أسطورية ودينية,وفلسفية وفنية وقيمية حتى في أقدم أشكال التعبير الجسدي العتيق أي قبل اكتشاف الكتابة,بوجود رسومات مؤلهة لكائنات تبدو في شكل حيوانات بملامح بشرية ادعي أنها آلهة للخصب والنار والحروب وغيرها من التمثت العامة التي أبدعها الخيال البشري الغني والقادر على حفظ وجوده بالفكرة قبل القوة,عكس الحيوانات وما يشبهها في عالم الحشرات.
1الأخلاق
كما سبقت الإشارة,هي قيم,لها دور في توثيق العلاقات البشرية والحفاظ على وحدة الجماعة,كما أنها تعبير عن ميافيزيقية التفكير البشري,الذي تؤرقه الموت ويبحث لها عن أجوبة,أهمها وأعمقها فكرة الجزاء,التي اهتدى إليها الفكر البشري ووظفها,كتعبير عن العدالة الإلاهية,التي تحرصها قوى تتحكم في العالم وتسيره وتواجه دفاعا عنه آلهة أخرى هي قوى الشر,التي اعتبرت في الديانات غير الموحدة آلهة,عادت الإنسان وقررت الإنتقام منه بسبب قدرته على الإيقاع بها,لأنه كائن فان وعاقل في الوقت نفسه,لكن القوى الأخرى التي أعجبت بالإنسان قررت الإنتصار له وخدمته,وبقيت آلهة أخرى محايدة,لم تتدخل في هذه المعارك,عاشت معانية من فكرة الخلود,التي اعتبرتها معاناة,فاعتزلت العالم وخاصمت الإنسان بل قاطعته,لتترك للناس حق اختيار الآلهة التي تناسبه وتعجبه,فما كان منه إلا أن اختار تلك التي ترعاه وتحفظه,فخصها بالعطاء,وفرضت عليه بالمقابل التفاني في حبها من خلال العبادات وكل أشكال التقرب منها حتى عندما تعاقبه وتصر على تعذيبه وقتله والتمثيل بجثته,هنا كانت أخلاق القوة,تلك التي تخدم الوحدة وتحميها من كل أشكال الهيمنة التي يمارسها الناس على بعضهم,وتدفع بهم لقتال بعضهم داخل المدينة الواحدة أو ضد المدن المجاورة,فكلما تقاربت الآلهة قلت الحروب وعندما تتباعد تزداد الصراعات المسلحة والمواجهات العنيفة التي التجمعات البشرية.
2أخلاق الديانات الموحدة
تميزت هذه الديانات,بضرورة الإعتقاد بإلاه واحد,هو الله,وبوجود تعاليم,مكتوبة على ألواح أو مملاة من خلال الوحي شفاهيا,ووجود رسل يبلغون ما أمرهم به الله,بدون زيادة ولا نقصان,واكتسب الإلاه الواحد صفات واحدة كالقوة,التي لا يمكن أن تلازم الضعف,لكن هناك صفات مزدوجة,كالعقاب والسماح,والتعذيب والغفران والرحمة,فالله الحليم هو أيضا المنتقم الجبار,وقد كانت الديانات الثلاث,مختلفة في كيفيات ترتيب الصفات,ومدى ملازمتها للوجود الإلاهي,لكن الديانات الثلاثة,متفقة على كون القوى الأخرى ليست آلهة,بل شياطين مضللة للناس,وعفاريت متمردة على مكانة الإنسان التي اختارها الله له,وأغاضت إبليس فرفض القبول بها والسجود لآدم المخلوق من طين,بينما الشياطين مخلوقة من نار,فشيدت الديانات الثلاثة على فكرة الجزاء,والثواب والعقاب,رغم وجود تيارات حاولت في الفكر الإسلامي مثلا,التعبير عن فكرة الإيمان خارج الجزاء,من خلال حب الله لذاته بعيدا عن الخوف من النار والطمع في الجنة,وهي فكرة لم توجد في الديانات الأخرى عدا الإسلام,والله أعلم,وهنا كانت الأخلاق في الديانات الموحدة,متقاربة فيما يتعلق بتحريم الكبائر كما سميت,وهي القتل والزنى و الشرك,لكن وجدت أخلاق تعطي الأولوية للأخوة الدينية,أكثر من قرابات الدم,كما أن هناك رغبة في تصنيف المتعامل معهم,بحيث تفرض وحدة الديانة,معاملة خاصة,وعندما تختلف الديانة,يختلف السلوك المراد نهجه تجاه الغير.
3الأخلاق في الإسلام
هي منظومة لم تلاق إجماعا إلا في مجالات محدودة,منها كيفية معاملة المسلم لأخيه المسلم,مقارنة مع غير المسلمين,الذين يصنفون,إلى صنفين,مشركين وثنيين وأهل كتاب,أي اليهود والمسيحيون,بحيث كان المسلم تجاه أخيه,يتحفظ ويتخوف من إلحاق الأذى به,خصوصا وأن الإساءات في الإسلام لا يمكن لله أن يغفرها,إذا لم يقبل المساء له,ويسامح من ظلمه,فالله يغفر الذنوب جميعا,عدا الشرك وما لم يتنازل عليه العبد عندما يظلم من طرف مسلم آخر,وإن كانت هذه الفكرة سوف تعرف تراجعا كبيرا,عندما تم استحضار البعد السياسي في الإختلافات الدينية,التي بلغت أوجها فيما عرف بالفتنة الكبرى,وصراعات الصحابة فيما بينهم للفوز بالسلطة السياسية,التي اعتبرت سلطة ديينة في الوقت نفسه,لأن المسلمين القدامى لم يميزوا بين الديني والسياسي في السلطة,وهذا كا أدى إلى الكثير من المواجهات الدامية التي عرفها العالم العربي والإسلامي,ولازالت قائمة إلى يومنا هذا,بل فقد استفحلت بظهور حركات الإسلام السياسي,التي عمقت جراحات المسلمين وحولتهم إلى أكثر الحضارات اختراقا للقيم الأخلاقية الدينية,التي طالما دافع عنها المسلمون الأوائل وانتصروا لها بالفكر قبل السيف والعنف الأعمى الذي تمارسه وحوش بشرية لا علاقة لها بالقيم الدينية الإسلامية,بل إن العرب حتى قبل الديانة الإسلامية,كانت لهم قيم إنسانية,من قبيل الذوذ عن الضعفاء والعاجزين عن حماية أنفسهم,ولم يكونوا يهاجمون من تعاهدوا معهم على الحماية المشتركة أو ما يعرف بالتحالفات القبلية التي عاش في كنفها النبي عليه الصلاة والسلام,وفق منطق النصرة الذي كان قبل ظهور الديانة الإسلامية وبقي بعدها لكنه اتخذ أبعادا أخرى,تفجرت في تلك الصراعات الدامية,بين المسلمين من الصحابة وتوارثها أبناؤهم ولا زالت بعضها حاضرة في اللاوعي الثقافي والسياسي للمجتمعات الإسلامية,التي تتآمر على بعضها بخلفيات مذهبية وحسابات,لا تخدم نموها ولا وجودها الحضاري ولا قيمها الأخلاقية التي انتصرت بها على الكثير من الحضاراتات الجذور العميقة في التاريخ الإنساني أكثر من الوجود العربي ذاته.
خلاصات
أخلاق المسلمين المتدينين,انحطت,من منطلق,أن المعاملات غير محددة للإيمان,الذي اختزل في الصلاة والطقوس العقدية,التي تزخر بالكثير من المظاهر الشكلية الريائية,التي طالما حذر الإسلام منها ونهى عنها,بل إن السلوكات العامة للمسلمين,انقسمت إلى أسلوبين,واحد شعبي,يلبي بالطقوس حاجات روحية,كالإطمئنان للمآل,والتخلص من فكرة الموت التي تؤرقه,وآخر مشبع بما هو سياسي حركي,غايته انتقامية ممن لم يعترفوا له بسلطة عليهم,ليتحولوا إلى تابعين لأمراء الأمر والنهي والعنف الجهادي السلفي المهووس بالسلطة والمتعطش لكل ما هو دموي تجاه المسلمين أولا لأنهم قبلوا بالخضوع لسلطة غير سلطة الخفة الإسلالامية في نظرهم.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدين والأخلاق