أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - لتدفع إسرائيل فاتورةإحتلالها لفلسطين














المزيد.....

لتدفع إسرائيل فاتورةإحتلالها لفلسطين


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نافل القول أن أي إحتلال يدفع ثمناً سياسياً وإقتصادياً وبشرياً جراء إحتلال أية دولة، حتى الدول الإمبريالية خضعت لهذا القانون الناظم لحركة التاريخ، ونظراً لأن الإستثناء يثبت القاعدة ولا ينفيها، فقد برز خلال العقدين الماضيين إستثناء لهذه القاعدة، فقد أضحى الإحتلال الصهيوني لفلسطين معفىً من دفع إستحقاقات إحتلاله من خلال تبرع الدول المانحة للسلطة الفلسطينية لسد فاتورة الرواتب والمصاريف التشغيلية للسلطة، وساهمت عوائد الضريبة التي تجبيها سلطات الإحتلال في سد جوانب من الموازنة السنوية للسلطة التي تعاني من عجز سنوي وصل إلى 1.3 مليار في العام 2012.
لقد أعفى العالم الذي أعطى شرعية للحركة الصهيونية في إحتلال فلسطين الكيان من إلتزاماته إتجاه الشعب الفلسطيني الذي يخضع للإحتلال منذ 64 عام. حاولت الدول الأوروبية تبرير ذلك بدعم الشعب الفلسطيني والمساهمة في بناء الدولة الفلسطينية العتيدة، بينما الحقيقة تتعدى هذا الموقف "الإنساني "، حيث يهدف الدعم الأوروبي الأمريكي للسلطة الفلسطينية إلى تحقيق التالي :-
أولا: ربط السلطة مالياً بالدول المانحة لخلق علاقة تبعية لأي كيان سياسي فلسطيني بتلك الدول.
ثانيا: ضمان قبول السلطة الفلسطينية المرتبطة مالياً بالخارج بأي تسوية سياسية تتوافق مع المشروع الإمبريالي، ويمكن تلمس هذا من وقف الدعم الخارجي لسلطة حماس بعد الإنتخابات، ومطالبتها بضرورة القبول بما بات يعرف "بشروط الرباعية".
ثالثا: إدخال التوجهات الغربية الليبرالية (الإقتصادية والإجتماعية) في المجتمع الفلسطيني.
رابعا: تخفيف عقدة الذنب التي تنتاب بعض الأوساط الأوروبية جراء المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية في إقامة و شرعنة دولةالإحتلال في فلسطين.
خامسا: ضمان إستمرارية قيام دولة الكيان لإستيعاب اليهود خوفاً من عودتهم مجدداً لأوروبا.
سادسا: تطويع وتطبيع الشعب الفلسطيني على رفض أساليب العمل المقاوم من خلال ربط إحتياجاته اليومية بالمساعدات المقدمة له من الغرب وإشتراط إستمرار تدفقها بحالة الإستقرار الأمني، في هذا السياق قدمت مارغرت يوهانسن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط المبدأ الأساسي للمساعدات الأوروبية على النحو التالي "ألقوا السلاح وسوف ندعمكم في بناء دولتكم مادياً، ينبغي للفلسطينيين أن يكونوا واعين بأنه من الممكن لهم الإستفادة من إنهاء العمل المسلح، فمن يستفيد إقتصادياً لا ينبغي أن تكون له مصلحة في الحرب، السلام يجلب الرخاء.
نتاج هذه السياسة المنحازة للكيان الصهيوني، عمل الإحتلال على تحويل إحتلاله لفلسطين إلى مشروع إقتصادي رابح من خلال ربط الإقتصاد الفلسطيني بإقتصاد الإحتلال (إقتصاد مهيمن عليه) من خلال تحديد البضائع والسلع التي يسمح بإستيرادها، السيطرة على المعابر والمنافذ البرية والبحرية، تحديد قيمة الضريبة المفروضة على البضائع الفلسطينية، الهيمنة على السوق الفلسطينية، تحديد الصادرات الفلسطينية والتحكم بها، السيطرة على مصادر المياه، السيطرة على تشغيل العمال الفلسطينيين وإستيعابهم "في العمل الأسود" لإفساح المجال أما العمال اليهود للتفرغ لأعمال البرمجيات.....الخ من الممارسات العنصرية التي تعمل على ترسيخ قواعد الإحتلال.
بعد تحقيق الإحتلال لكل الأهداف التي وضعها بالجانب الإقتصادي، يعمل الآن على مضاعفة أرباحه من خلال إحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية التي يجبيها، و المقدرة ب400 مليون شيكل شهرياً، حيث يعمل على إبتزاز السلطة سياسياً وأمنياً من خلال وقف التحويلات المالية، الأمر الذي يربك السلطة لعجزها عن القيام بإلتزاماتها إتجاه الموظفين - قاعدتها الأساسية - و البالغ تعدادهم 150ألف موظف يعيلون قرابة المليون فلسطيني، إضافة إلى عجزها عن القيام بتسديد التزاماتها للقطاع الخاص الذي يقدم الخدمات لمؤسسات السلطة، مما يدخلها في تناقض مباشر مع الأوساط الشعبية الأكثر تضرراً من الإحتلال وسياساته ومع القطاع الخاص الذي تعمل على بلورته كحاضن لتوجهاتها الإقتصادية الموجهة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
على الرغم من صعوبة الموقف المالي الذي تمر به السلطة إلا أنها تستطيع الرد على الموقف الإسرائيلي بتحويل الإحتلال لمشروع خاسر إقتصادياً وبشرياً وسياسياً من خلال:-
1- وقف التنسيق الأمني، فقد كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن تكلفة الأمن بالضفة الغربية تبلغ 12 مليار شيقل إذا توقف التعاون الأمني مع السلطة.
2- مقاطعة البضائع الإسرائيلية وحظر دخولها للأسواق الفلسطينية، جميع البضائع وعدم حصر المقاطعة بالبضائع المصنعة بالمستوطنات المقامة على المحتل من الوطن عام 67، كل المدن التي قام الإحتلال ببناءها على التراب الوطني مستوطنات، لا فرق بين مستوطنة بنيت في بئر السبع أو عسقلان وبين مستوطنة بنيت في نابلس أو الخليل.
3- مطالبة دول العالم بتفعيل المقاطعة الإقتصادية والثقافية لدولة الإحتلال على إعتبارها دولة فصل عنصري.
4- دعم القطاعات الإنتاجية وخاصة القطاع الزراعي وتخصيص الموازانات المناسبة له.
خامسا: وقف مشروع المدن الصناعية المشتركة مع الإحتلال وإستبدالها ببناء مدن صناعية وطنية .
سادسا : إنجاز المصالحة الوطنية بحيث تستند إلى برنامج كفاحي يدعم ويساند ويساهم بالمقاومة بكل أشكالها وعدم حصر المقاومة"بالمقاومة الشعبية السلمية " فعلى الرغم من أهمية هذا الشكل في النضال إلا أن حصر النضال بشكل واحد يمكن الإحتلال من إستيعاب أثاره وهذا ما يمكن تلمسه من النضال الشعبي في بلعين ونعلين والنبي صالح والمعصرة .



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي يا مصر
- الجبهة الشعبية دوما
- واحة الديمقراطية وحامية حقوق الإنسان
- الأسود لك وحدك
- وقف إطلاق النار
- رحم الله إمرء عرف قدر نفسه
- لا أنت هي ولا أنا هو
- معركة غزة مرحلة جديدة من إدارة الصراع
- عندما كنت شجرة
- ما أجمل أن تعيش القدس بعيون فقرائها
- إلى أين تسير بنا أنظمة العجز العربية
- أبحث عن خطيئة
- حتى نلتقي
- لنوقف إستباحة الوعي
- أسئلة برسم الإجابة
- مشعل قائد للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين
- من أنت
- هل احبك
- لا لكتم الصوت
- الديمقراطية بين الواقع والطموح


المزيد.....




- بعد جدل حول -اسلمي يا مصر-.. كريم الشناوي يصدر توضيحًا بشأن ...
- فوسفور إسرائيل يدمر الحياة جنوبي لبنان
- -إفريقيا قارة المستقبل- – غانا
- الدفاع الروسية: تحطم طائرة من طراز -تو 22إم3- في مقاطعة إيرك ...
- الإخبارية السورية: غارة إسرائيلية على مبنى البحوث العلمية ف ...
- صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة
- رئيسا أركان الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- يتوعدان من رفح بـ-تو ...
- مرشح ترمب لرئاسة هيئة أركان الجيش يتعهد أن يكون قائدا غير حز ...
- غارات أميركية تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في الحديدة وصعدة
- الجيش الأميركي يعلن إرسال مزيد من العتاد الجوي إلى الشرق الأ ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف غنيم - لتدفع إسرائيل فاتورةإحتلالها لفلسطين