أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رشيد قويدر - أيها الكَرّام ... أعطنا نشرب














المزيد.....

أيها الكَرّام ... أعطنا نشرب


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 14:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



"إلى الصديق الخوارزمي أ. د. عازار الشايب،
بعد عام على الرحيل، لم أحتمل فداحة المفاجأة"

أعرفك تماماً يا عازار، أعرفك ... من التاريخ السحيق، منذ التاريخ الآرامي، تاريخاً لا يقبل الغموض ... كما أعرفك منذ قرابة قرن، فقد كنا معاً في ثورة أكتوبر الاشتراكية الروسية، أعرف ألواحك: "الإيمان والمحبة يولدان معاً"، حب في زمن الكراهة، هكذا عظمة الحياة في معجزاتها ...
يا لقدرتك؛ وأنت تعرفني تماماً، معترفاً أنني لن أفهمك في أرخبيلك بفلسفة الرياضيات، في خوارزمياتك المترية الخطيّة، من المستحيل أن تدخل رأسي، أنا العبد الفقير للرب، الذي لم يفهم من نيوتن إلا تفاحته، ذاتها تفاحة حواء، والجاذبية جسد أنثوي في بلاغة الإغراء ومنابت الفتنة، أو نتساقط كمداً في جهنم أو على الأرض وفق قانون الجاذبية، نتساقط في الصحف المكررة، بكواتم الآيات المبتورة ... تأويل "ما ملكت أيمانهم"، فلا أحد يمتلك الحقيقة إلا الحقيقة، فلا تجديف ...
مرَّ النسيان على جسد الخليقة، ها أنا أهرول نحو النار في هذا الظلام ... كطفلٍ تائه في الطريق إلى منزله...
يا لكبريائك "السقيلبي" العنيد، حين فهمت معناها بالآرامية: المحبة، الذكاء، الثبات، فهمت هذا في معلولا، تضامناً خاصاً في حركة المضمون، حركة العقل الجمعي، قدرات خاصة محركة لتوحيد الأخلاق العملية ... والمثالية الروحية، زخم الجماليات المبهجة، فلشروق الفجر معادلاتك ... في مبعث الأحاسيس وتوهجها، للتجسد بالخلق، لفضاء الطبيعة وألوانها، لموشور الحياة، لليناعة والغنج، للرجولة ولرحم التخلق، لانبثاق اللون، للحياة الموارة بالحياة، للبهاء والتجلي الحيوي بالطاقة ...
ها نحن معاً بعد عام على الرحيل، لم نفترق، لكننا مع انفجار شرٍّ بين حين وحين، يخرجنا من التأمل نحو هول الواقع، كما تقول: "هكذا، لكننا سنعيش حياتنا" ...
أبانا الذي في عازار المحب طوال حياته، كم هو قاسٍ هذا الرحيل، كلما مررتُ من باب توما أتلفت كثيراً علّني أراك، وأعود لألمح طيفك بين رفوف الكتب، أنت مثلما سوريانا هوية الجمال والحكمة، لا أجد ما يعبر عنها إلا استعارة من المتنبي المعاصر "الجواهري" ...
"دمشق" ما اشتبكت عليك الأعصرُ إلا ذَوَت وربيع عمرك أخضرُ"
رغم الشظايا الغادرة فوق الجسد، هي مدارات الحياة العصيّة ... إلى الأبد، هي جمال الورود، شُغافات العذارى والياسمين وطيور الغسق، فيضُ الوجد وجموح العرب ... العرب، من دونها لا أحد، هي سيوف كوكب تلمع فوق رؤوس أفاعي الصحارى، وجيد حبل من مسد ...
أنا الشاهد اللاحيادي، أقف منتظراً حافلة، أقف كمتشرد، أفكاري نهباً للضجر، للحرّ، للبرد، أنا سين من الناس لكنني ما زلت سالماً، أنا غين وعين وياء، ليس مهماً اسمي وهويتي، وقد تشيأت إلى كائن رقمي، أحلامي محض افتراض، البورصات تضج بالأرقام المتقلبة، روائح ضارية لنشرات البنوك والبترودولار، الروائح الآسنة التي أشمّها افتراض، لكن الحياة الطليقة تتسكع بعيداً عني، قلت لي: "تدرع بالصبر والحكمة"، لكني المهدد بالذكريات، بالمفخخات، ونداء الرّبِّ يصدح خمس مرات في اليوم، لدروب موشاة بالأماني الرخيمة ...
ها آنذا ... أشمُّ نداك بكأسي، مأهولاً بحزني، مبللاً بالطقوس، بالتعاليم التي في الألواح، وأُحلّقُ بعيداً لحظة فوران الحلم وهياج الرأس ... وحتى آخر زفرةٍ للروح ... فكم فكرة تمور اليوم برأسك ...
يا عازار ... سلامٌ عليك إذا رحلتَ ... وقد اكتملت، لك البرايا إذا نزلت، لي الخطايا ... إذا ما نسيتْ.
سلامٌ عليك سنابل من فرح أخضر، مياسم تائقة لسيقان نحلة، لنسمة هواء، لألق وجه الورود ...
ها أنت تمطر ... فأعطنا نشرب أيها الكرّام ... لنحلق بعيداً ...



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة بناء البراءة...
- الأردوغانية والأطلسي وما بينهما
- البوتينية .. روسيا الصاعدة إلى ربيعها
- الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-
- عار التدخل الخارجي ... والإملاءات الأمريكية
- نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية
- احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-
- -السنونو- في حفلها السنوي الأول
- -السنونو- تختم عامها الدراسي الأول
- المفاهيم الحرّة ... و -المستبد المهزوم-
- فقه اللامعقول ... الاستبداد والصنمية
- وهم البنى التقليدية ... وهم المثقف النخبوي
- ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رشيد قويدر - أيها الكَرّام ... أعطنا نشرب