أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي














المزيد.....

مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 11:57
المحور: الادب والفن
    



هذا هو الديوان الشعري الثاني للشاعر الفلسطيني الراحل طه محمد علي ، ابن قرية صفورية المهجرة، واحد تضاريس الادب الفلسطيني ورموز الثقافة الوطنية الفلسطينية الجديدة في هذه الديار. وكنا عرفنا طه منذ الخمسينات قاصاً مجيداً وشاعراً اصيلاً وناقداً جاداً ومثقفاً عميقاً ، حيث نشر قصصه واشعاره ومقالاته الادبية والنقدية في الصحف والمجلات والدوريات الفلسطينية المتعددة . وكان قد اصدر في العام 1983 ديوانه الاول "القصيدة الرابعة" .
وقصائد ديوان "ضحك على ذقون القتلة" هي وليدة المعاناة والحزن العميق والاحساس الصادق ، ومفعمة بحب الارض والوطن والانسان ، وبالحنين والشوق الى الذكريات الحلوة وللماضي الجميل في ربوع صفورية الخضراء، وملأى بالرفض والغضب على الواقع المهترئ والدعوة الى الانطلاق نحو الأفضل والأجمل.
وهي كذلك تستلهم العذاب والهم الانساني وتبرز الانتماء الوطني والطبقي للانسان الفلسطيني المعذب والمقاوم ، وتتغنى بالبطولات والملاحم الاسطورية التي سطرها ابطال الحجارة الفلسطينية ، وتبشرنا بالسلام والحرية.
واننا نحس بحنين شاعرنا طه الى قريته "صفورية" ، التي غدت اطلالاً ،وكان يحج اليها كلما عصفت في قلبه نيران الشوق ، في رائعته "ناقوس مرور الاربعين على تخريب قرية" .. حيث يقول:
صفورية!!
ماذا تفعلين هنا
في هذا الليل المجوس
الطائف على ذاته
عكوف القلب
على البغضاء!؟
واين اقراطك!؟
اماشطة انت
ام مشنقة!؟
ام كنت ملكة
فاين كوفيتك وعقالك؟
وان كنت راقصة
او عين ماء
فاين جواد شرحبيل؟!
ويتجسد حبه لوطنه المقدس ، الذي التصق به حتى النخاع في قصيدة "حبل صبحة" ، التي تروي قصة بقرة ابو هاشم ، التي اكلت الحبل فذبحت على نور القناديل واصبحت رمزاً للوطن الذبيح:
شايف يا ابو احمد!
ان بلدنا مليحة
صحيح كانت فيها اوقات علقم
لكن مرارها طيب
يشبه مرار الصلت
واطيب..!
شايف..
شو كاينه بلدنا مليحة؟!
مليحة..؟
هه..!!
قال مليحة..قال
ولك..!
وكتاب اللـه العزيز
انا سعيد وبفضل
ومن كل قلبي موافق
اكون يومها بلعت حبل
اطول من حبل صبحة
بس نكون
بقينا ببلدنا..!!
وفي قصيدة "الباشق" يكشف طه عن حزنه ، الذي هو في الواقع ، حزن كل فلسطيني. ومن خلال هذا الحزن يرى الخلاص لنفسه ولشعبه ولكل المقهورين :
ما يحيرني
يا حزني
امك اكبر مني
اعمق من يقظتي
واكثر بعداً
من كل احلامي..!!
بصماتك اشد تعقيداً
من هويتي.
اما في "ضحك على ذقون القتلة" فيخاطب قاسم الذي عرفه قبل النكبة ، وقضى معه الطفولة المعذبة ، ولعبا لعبة الغميضة بين ازقة صفورية :
فاسم
ولي
اين انت؟!
انا لم انسك
خلال هذه السنسن
الطويلة كأسوار المقابر
دائماً
اسأل عنك العشب
واكوام التراب
أأنت حي، بعكاز وهيئة وذكريات..؟
وهل تزوجت
ولك خيمة واولاد
هل حججت؟!
ام قتلوك
على مداخل تلال الصفيح!!
وتستوقفني قصيدة "عبد الهادي يتصدى للدول العربية" ، التي تعبر عن اليأس والكفر بكل القيم والمثل الانسانية ، حيث يرمز عبد الهادي للفلسطيني المعذب اللاجئ، الذي ذاق مرارة البعاد والغربة، وتصدى ببسالة للقوى الغازية في بيروت الصمود ، في حين وقفت الانظمة الرجعية تتفرج على ذبحه. وفي هذه القصيدة نجد سخرية لاذعة من الانظمة الرجعية وتعرية لمواقفها المخزية..فيقول:
من عبد الهادي
في بيروت الغربية
الى عنوانكم اعلاه
في الوطن الغائب
اما بعد :
بعد الصلاة والسلام
على خير الخلق وسيد الانام
اعلمكم
باني غافلت الحكام العرب
وفجرت البحارة الامريكان
وطردنهم من لبنان..!
للبيان والتدبر حرر
ولجر الانتباه وقع!
ولغة طه محمد علي في هذا الديوان بسيطة وواضحة ، وصوره الشعرية جميلة وشائقة، وتعابيره عميقة وموحية ، واسلوبه رقيق يلامس شغاف القلب ، والكثير من قصائده يمكن ادراجها وتصنيفها ضمن دائرة "القصة الشعرية". وقد نجح في توظيف التراث والاستفادة منه ، ويتبين ذلك للقارئ من خلال قرائته لنصوص الديوان.
وفي النهاية ، يمكن القول :ان طه محمد علي شاعر قضية ، اما ديوانه فهو تحفة شعرية ، وقد شكل عند صدوره اضافة نوعية للشعر الفلسطيني الملتزم بالقضايا الوطنية والانسانية والتحررية ، بعيداً عن الشعاراتية الفارغة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع قصيدة -ايوب المعلولي- للشاعر مفلح طبعوني
- وليد الفاهوم في -وطن الثدي-
- الحرية لابن الذيب القطري ..!
- الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل
- نجيب سرور ... الشاعر -المجنون- تمرداً
- اصدار العدد السابع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- صدور عدد ايلول من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الاصلاح في عددها الجديد الخاص بالتعليم العربي
- في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن
- شبابنا الى اين ..!
- من تاريخ الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني (حركة الارض)
- استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!
- صدور ديوان -انا والعمر سائران صحابا- للشاعر د. محمد حبيب الل ...
- في العدد الجديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية محور خاص عن الكات ...
- النفاق الاجتماعي ظاهرة تهدد مجتمعنا..!
- ملامح الحياة الثقافية والصحفية في قطاع غزة بعد الاحتلال


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي