أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - مصر ، والصراع الحتمي














المزيد.....

مصر ، والصراع الحتمي


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مخطيء كل من يعتقد أن هناك خلافات فى الإستراتيجيات العليا او فى الأدبيات الأساس بين الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية والوهابية والجهاديين والقاعدة وحماس ... فالإستراتيجية واحدة وهى إقامة الدولة الإسلامية (الخلافة) والتى تكون الشريعة الإسلامية فيها عوض الدساتير المعاصرة والقوانين الوضعية. وكل الخلافات والإختلافات هى على المستويات التكتيكية. وكل أتباع هذه المجموعات لا يحترمون بشكل حقيقي كل القواعد الدستورية والقانونية التى لا تستند عندهم على الشريعة. لذلك فإن نظرتهم لكيان قانوني رفيع المستوي وسامي المقام مثل المحكمة الدستورية لا تكون مشابهة لنظر إنسان مثلي درس القانون الفرنسي ويجل دور وأحكام المحكمة الدستورية. وقبل بلوغهم طور "التمكين" (والمصطلح هو مصطلحهم) فإنهم يتحدثون عن الدستور والقوانين ، ولكن بقليل من الإحترام الحقيقي وبهدف أساس هو قيامهم هم بإستعمال وإستغلال القواعد الدستورية والقانونية القائمة من أجل "مزيد من التمكين". منذ أيام قليلة زعم محمد مرسي أن الحشود التى كانت تعترض على إعلانه الدستوري (الذى صدر يوم 22 ديسمب2012) إنما كانت تحركها مجموعة متآمرة وموجهة من فلول نظام حسني مبارك وأنهم قد ألقي القبض عليهم وأدلوا بإعترافات (سوف تعلنها النيابة العامة) حول المؤامرة والجهات الراعية لها والجهات التى تمولها. وبعد أيام أخلت النيابة العامة سبيل كل من تحدث عنهم محمد مرسي بما يؤكد ان ما قاله محمد مرسي فى هذا الصدد كان اختلاقا وكان ملفقا. وبعد أيام صدر قرار فى حق وكيل النيابة الذى أخلي سراح هؤلاء الذين زعم محمد مرسي أنهم كانوا ينفذون المؤامرة وشي برغبة حاكم مصر الجديد فى الإنتقام منه ، سيما بعد أن صرح أن النائب العام (الجديد الذى عينه محمد مرسي) كان يضغط عليه كي لا يخلي سبيل هؤلاء الذين قال محمد مرسي أن التحقيقات معهم ستفضح المؤامرة التى تحرك معارضيه. ودراسة تاريخ وسلوك وأدبيات الإخوان لأربعة عقود تؤكد لي أنهم لا يتماهون (ولا يمكن ان يتفقوا) مع مفاهيم مثل مفهوم الدولة العصرية ومفهوم فصل السلطات وعدم جواز أن يأخذ الناس ما يظنون أنها حقوقهم بأنفسهم ووجود كيانات قرو - أوسطية مثل هيئة الأمر بالمعروف .... فالدولة بالنسبة لهم هى كيان يحاول التمثل بدولة المدينة فى القرن السابع الميلادي. بل وأجزم أن سائر أتباع فرق الإسلام السياسي لا تفهم (أو لا تستسيغ) "مفهوم المواطنة" بمعناه العصري فى المجتمعات المتمدنة. ولا أدل على ذلك من إستعماهم المفرط لمصطلخ "الأمة" دون تسميتها !! وعندما يقول المرشد السابق للإخوان المسلمين فى مصر "طز فى مصر" فهو شديد الإخلاص لما تربي عليه من الإهتمام ب "الأمة" وليس ب "مصر". وإذا كانت مصر اليوم مقسومة لمصرين ، فهذا الإنقسام هو ترجمة واقعية لإنقسام المجتمع المصري الى مجتمعين : مجتمع يريد ان تكون مصر دولة مدنية تسير أمورها وفق قواعد دستورية وقانونية يضعها أنبه وأعلم وأنبغ أبناء وبنات مصر ، ومجتمع آخر يحلم بأن تصبح مصر جزءا من الدولة الإسلامية (التى تضم الأمة) وهى دولة تنظر للوراء طيلة الوقت تبحث عن حلول فى الماضي لكل المشكلات . وهى دولة تحل فيها الشريعة محل الدساتير والقوانين المعاصرة. وبينما يكثر المتعلمون والمثقفون بين أنصار مصر المدنية ، فإن أكثر الأميين والبسطاء والمغسولة أدمغتهم هم أنصار مصر الإسلامية. لقد جمد وصول الضباط الأحرار للسلطة فى مصر وجمدت عهود الرؤوساء الأربعة محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك صراعا مجتمعيا لابد وان يحدث وان تتصارع فيه المدرستان (مدرسة الدولة المدنية والحداثة ومدرسة الدولة الإسلامية والماضوية) ... صراعا حقيقيا غير مجتزأ ... وظني أن قوي الدولة المدنية ستكون لها فى النهاية الغلبة وسيقبل المجتمع بأن تسير أموره (كل أموره) بالعلم وتقنيات الإدارة الحديثة مع صيرورة الدين شيئا وأمرا شخصيا بحتا ... مع ضرورة الإقرار بأن حدوث ذلك فى مجتمعات إسلامية هو أصعب من حدوثه فى مجتمعات مسيحية لفرط تدخل الدين فى المجتمعات الإسلامية فى كل (مرة أخري : فى كل) شيء من تسيير شؤون المجتمع لطرائق دخول المرحاض وشرب الماء



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت اليوم فى ميدان التحرير (27 نوفمبر 2012).
- نظرات ... وعبرات !
- ذبح القانون فى مصر - تعليق على إعلان 22 نوفمبر 2012 الدستوري
- هوامش على دفتر الإنحدار ...
- أضواء ... على أنواء !
- طوفان الغضب والغل والحنق الإسلامي - محاولة للتفسير
- الإسلاميون والمعاصرة ....
- خواطر إنتخابية ...
- حكمة المصريين
- هوامش وخواطر وملاحظات ...
- 123 من دانات طارق حجي (مختارات من 1000 دانة نشرها موقع الحوا ...
- نظم الحكم فى الإسلام ... ودانات أخري !
- خواطرٌ إيطالية.
- هوية فى خطر ...
- أسئلة تبحث عن إجابات ...
- ست دانات ثائرة ...
- رحيل رجل كبير : البابا شنودة الثالث (1923-2012).
- من -دانات- طارق حجي ...
- 7 دانات.
- نابغتان : نازلي فاضل ومي زيادة ...


المزيد.....




- سفير السودان لقناة RT.. العلاقات السودانية الروسية قوية ومتق ...
- من هو إيلي شارفيت رئيس الشاباك الجديد؟
- 15 مؤسسة إعلامية ألمانية تطالب بالسماح لها بدخول قطاع غزة
- التغطية الإعلامية في غزة.. مهمة قاتلة للصحفيين
- لقطات مرعبة ومخيفة.. اليوتيوبر الشهير -سبيد- يصعد -سلم الحب- ...
- إعلام عبري: الجيوش النظامية لمصر وإيران وتركيا تهدد وجود إسر ...
- -القسام- تعلن تفجير عبوة ناسفة في دبابة إسرائيلي شرقي خان يو ...
- -توصلت إلى خيوط متعددة-.. تطورات تحقيقات الأمن اللبناني في إ ...
- وزارة الطوارئ الروسية ترسل 95 متخصصا إضافيا للمساعدة في عملي ...
- RT ترصد عمل مجموعات المسعفين على الجبهة


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - مصر ، والصراع الحتمي