نعيم كمو
الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 22:47
المحور:
الادب والفن
وغادر النورس ظلال البيلسانة
سحب ٌ دكناء تراكمت فوق ربيع خميلتي
واكتظت متلاحقة تطارد بعضها
لم تستطع البيلسانة درء الغيث الهاطل بغزارة
فابتلّت أجنحة النورس
واضطر مغادراً الظلال الوارف
بعد أن كان النورس قد حلق خارج سربه
متآوياً ظلال البيلسان
هكذا كان النورس يخاطر بحياته بابتعاده عن السرب
في عالم الطيور والنبات لا اتصال بينها
عثر النورس على يمامة
قال
هل لي أوْدعكِ رسالة تلقي بها
على شجرة البيلسان
استجابت
قالت هل لي بفحوى الرسالة
قلت طبعاً
كتبت اليك أيتها البيلسانة من عتبي
مستفسراً عما كان الإحتجاب والسبب
أكانت هناك هفوة اغفري لي
والغفران من شيمة المحبين
أدارت وجهها وأجهشت بالبكاء
قلت ما لكِ والعبرات أغرقت عينيكِ
قالت هل قررتَ الرحيل
قلت يا عزيزتي
تغلبتْ عليَ مصاعب الحياة
والطيور تقاتل بعضها
الكواسر تلتهم الطيور الأنيسة
والخصام بين الأنواع تعدى الحدود
الضواري هدمت أعشاشنا
أين نذهب
تركنا أعشاشنا ولجأنا لمناطق غريبة عنا
مُكرهين, البرد لم نألفه من قبل
والعيش تحت أمرة الغريب صعب
وتابعتُ حديثي مع البيلسانة
ألا ترغبين الرحيل معي
قالت حملي ثقيل ولدي صغيرتين
أخشى عليهما من مظالم الحياة وتعدي الماكرين
إذن ما العمل
أجابت سأغادر لبلاد العربِ
هناك الهدوء ريثما يعود السلام
غادرتني البيلسانة واستقرت في بلاد
العرب . ولم تستأنس بل ابلغوها أن تهاجر عنوة
وسكنت بلاد عرب أخرى
وهي تنتظر .
والبيلسانة من طبعها العنفوان وتداعى عطرها
واهتزت المشاعر وتعرضت لنكسات
لم تقوَ عليها وغابت بين السحب
تظهر حينا وتختفي أحايين
وأنا واضع رأسي تحت جناحيَ
أنتظر انقشاع الغيوم السوداء
وحملت الزاجلة الرسالة
ولم أتلقى الجواب
نعيم كمو أبو نضال
#نعيم_كمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟