أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين















المزيد.....


الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين

الديمقراطية أكسير وترياق للشعوب التي تطبقها وتعيش مناخها، وسم زعاف لتلك التي تحرمها من عسل الفساد ...

-1-

أذاعت البي بي سي إعلان بعض الدول الأوروبية عن أن حجم أموال مصر المهربة إلى الخارج، بلغت اكثر من ‏134‏ مليار دولار، تراكمت علي مدى ‏30‏ عاما .

ويتابع ذات المصدر أن الأصول المصرية قد هُربت إلى الرياض والدوحة ودبي ولندن ومدريد وبنما وسويسرا.

سويسرا التي تجاوبت وطلب مصر فجمدت الأصول بعد تنحي حسني مبارك بنصف ساعة، أما بريطانيا ذات الأطماع التاريخية وهي الدولة الأقل شفافية، فقد انتظرت مدة 37 يومًا حتى تقوم بتجميد أموال مبارك، حيث تعتبر فوائد هذه الفترة مكسباً لا يقاوم من دولة اتسعت أطماعها لتبلغ جميع أصقاع المعمورة .

والكارثة ليست فقط في ضخامة هذا الرقم وما يمثله بالمقارنة مع الدخل القومي المصري، ولا حتى في تهريبها إلى خارج مصر باعتبارها رؤوس أموال قذرة تخشى من المساءلة عن مشروعية المصدر، بل لانعدام أي مسؤولية سياسية لاسترجاعها، ودائماً وفق الخبر الذي أوردته البي بي سي التي يعرف عنها الرصانة في نقل الخبر .

إذ الأحرى بمصر وحكومتها الوليدة التي تتسول التبرعات من الدول المانحة، أن تقوم وعن طريق خبرائها القانويين والماليين، بمطاردة هذه الثروات الوطنية، التي هربت من سوقها الداخلية والناتجة عن أنشطة واستثمارات غير مشروعة، والتي تعود لكبار رجال الدولة وشركائهم .

لكن الحاصل والثابت أن ثروات كبيرة من هذا النوع تستطيع شراء أغلب الضمائر، حتى تتحول مع الزمن إلى سراب وأرقام غير أكيدة . فلا المخولون الحكوميون بمتابعتها واسترجاعها،قادرين على مقاومة براطيلها التي تدخل أرصدتهم الخارجية، فتحولهم خلال ومضة عين من موظفين برواتب محدود إلى أغنياء فاحشي الثراء، والانسان ضعيف ..

ولا الدول التي استقرت فيها رؤوس الأموال المهربة، قادرة على التضحية بعائديتها الاقتصادية، بعد أن تحولت الأموال الوافدة إلى أسهم وعقارات وشركات منتجة تدخل في عملية الإنتاج ودفع الدورة الاقتصادية.

ففي دولة كبريطانيا تتقن فنون المراوغة *4، نسمع من مسؤوليها كلاماً طيباً عن حرصها على أرواح المدنيين، في حين تقوم وعلى أرض الواقع لوضع مختلف أنواع العراقيل التي تحول دون عودة الأموال المسروقة إلى اصحابها الحقيقيين، طمعاً ببقاء تلك الأموال على أرضها وضمن ماكينتها الاقتصادية . وبالتالي إطالة أمد النزاع حتى يضيع اي أثر قانوني بوجود هذه الأموال لديها .

فالدول كما الأشخاص تماماً تتقن فنون اللصوصية والقرصنة، وهي قادرة على التوارى من المسؤولية، بحماية قوانينها الوطنية التي تحصنها وترفع عنها المساءلة القانونية تجاه المجتمع الدولي، أما وعلى صعيد الاعلام فهي تبدي إرادة مخلصة في التعاون لايجاد هذه الأموال ومن ثم تجميدها . وهو الأمر الذي لن ولم يحصل أبداً .

2 –

اما عن الأموال السورية الموجودة في الخارج فيقدرها خبراء في مؤسسة الاستثمار العربية بمبلغ يصل إلى 140 مليار دولار، أما مؤسسة الشفافية العالمية وهيئة النقد الأوروبية فقد قدرت الأموال السورية في المصارف خارج سورية بحدود 100 مليار دولار، وذلك نظراً لوجود كتلة كبيرة غير مصرح بها ومن الصعب تقديرها. *1

لكن ثروة آل الأسد وهي ثروة مستقلة لا تدخل في تركيب الأرقام السابقة، فتقدر بـ 122 مليار دولار، تراكمت وتجمعت خلال فترة امتدت بين عامي 1970 تاريخ استلام الأسد للسلطة وحتى عام 2011 تاريخ نشوب الثورة السورية* 2.

لكننا لا نستطيع الجزم أن هذه الأموال موجودة بمجملها في الخارج، إذ بعد تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك، بدأت أموال كبار الفاسدين في سوريا ومن بينهم آل الأسد بالعودة إلى الداخل السوري وشراء العقارات باعتبارها الأكثر ضماناً وإمكانية في إعادة تسييلها من جديد، كما تدفقت بعض هذه الأموال المودعة في الخارج لتقوم باستثمارات ضمن العالم العربي الأكثر أمانا وتحصيناً في مواجهة العقوبات كما أسلفنا كالسعودية والامارات . *3

لكن تدفقات الثروات المنهوبة من الخارج إلى الداخل و بحجم أكبر، جاءت إثر العقوبات التي طالت النظام السوري على موقفه من احتلال العراق واتهام الأميركيين للنظام بأنه يشجع ويأوي الانتحاريين ويؤمن لهم العبور للعراق لتنفيذ عملياتهم .

هذه التدفقات صلت لحدها الأقصى إثر اغتيال المرحوم رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وما رافقه من إجراءات عقابية ضد شخصيات سورية نافذة وفاسدة، الأمر الذي حث آل الأسد ومخلوف وشاليش و و، إلى إعادة جزء من ثرواتهم إلى سوريا بعد أن كانوا قد خلقوا بنية قانونية تسمح بإنشاء المصارف الخاصة و بعض الشركات المساهمة وشركات التأمين والوكالات الكبيرة للبضائع الأجنبية، فكانوا أكبر المساهمين، بأسمائهم أحياناً أو بأسماء صورية تعتبرواجهة لاستثمارات ضخمة كالشركات القابضة، أو بشراكات كبيرة مع شركات خليجية عملاقة، وهكذا فإن جزءاً من هذه الأموال دخلت ارض الوطن، وبات آل الأسد ومخلوف تدريجياً يملكون ما يقارب نصف الثروة العقارية في سوريا، وأغلب الوكالات الأجنبية والحصة الأكبر من المصارف الخاصة بما فيها المصارف الاسلامية، وباختصار هيمنوا على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية واحتكروها لأنفسهم بطريقة جشعة لا تعرف الرحمة .

لذلك فإننا نفهم أن عرض تنحي الأسد في بداية الثورة، كان يعني خسارته الكاملة لكل هذه الثروة لا بل خطر مسائلته عن طريقة جمعها بالاضافة لآلاف الجرائم الأخرى، وهذا أمر غير وارد بالمطلق بالنسبة إليهم، لا بل يعتبر خيانة عظمى في ذهنية آل الأسد ومخلوف اللذين ما زالوا يظنون أنهم من أكبر أثرياء العالم وأن المال هو سلطتهم الحقيقية والقادر على صنع انتصاراتهم الواهمة ، وكذلك التملص من أي عقوبات دولية عن طريق شراء الضمائر بحفنة من المال.

مال لم يعرفوا قيمته، تراكم في خزائنهم ليصنع أرقاماً فلكية، دون تعب .. دون عرق وبطرق استغلالية غير مشروعة .

ومع ذلك .. لم يضعوا جميع غلالهم الغير مشروعة في سلة واحدة، إذ قاموا باستثمارات كبيرة في دبي وأوروبا، وروسيا و .. عن طريق شراء معارض وفنادق وعقارات ومقاسم وأسهم .

أما عن الكتلة النقدية التي بحوزتهم فهي وفق راي المتتبعين والصحفيين الماليين المختصين، تتجاوز الـ 50 مليار دولار موجودة في مصارف موزعة حول العالم، ويقال أن أغلبها عبارة عن أرصدة في بنوك موجودة بجزر الكاريبي . حيث يستفيدون من سهولة إجراءات الايداع والتحويل بنوك تغض النظر عن مصادر تلك الأموال ومشروعيتها .

ولأن النظام في سوريا عامة وآل الأسد خاصة يعملون بريعية اقتصادية شبيهة بتلك الموجودة لدى المافيات الروسية والصينية والكولومبية، فإن لهم عمليات اقتصادية مشتركة في تلك الدول، فنجد أن لحسون مفتي الجمهورية ثروة كبيرة في روسيا أسوة بآل الأسد باعتباره شريكهم، حيث تترابط وتتشابك المصالح المافوية مع السياسة الخارجية للدولة، وهو ما يفسر سر الارتباط الوثيق بين المسؤولين الروس وبشار الأسد ونظامه .

قادمون

لينا موللا

صوت من أصوات الثورة السورية

*1 - عبرت الصحف والاوساط الاقتصادية السورية عن دهشتها ان تشمل الاستثمارات السورية في السعودية المرتبة الاولى عربيا والخامسة عالميا بعد أميركا وبريطانيا وفرنسا واليابان والتي تصل الى 468 مليون دولار أي بنسبة 2‚2% من اجمالي الاستثمارات العالمية في السعودية .

*2 - حلت سوريا في المرتبة 129 عالميا ، في التصنيف الذي اصدرته منظمة الشفافية العالمية مؤخرا حول ” تصورات الفساد ” في العالم والذي أجري لعام 2011، في حين كانت بالمرتبة 69 في عام 2003، والمرتبة 97 في العام 2006 ، ثم انهارت إلى المرتبة 142 في العام التالية 2007 وهو رقم يندى له الجبين ويعكس مقدار الفساد المستشري فيها، والذي أدى إلى تفجر الثورة فيها .

*3 - الاماراتية لم توقف رحلاتها إلى دمشق ومنها حتى أيام قلائل حينما تعرض مطار دمشق الدولي للقصف من قبل الثوار وبات غير آمن .

*4 - قدمت بريطانيا مليون دولار أو ربما جنيه استرليني للائتلاف السوري، والسؤال ما الذي تشكله هذه الهبة من مجمل المبالغ العائدة لآل الأسد، أو من طالتهم العقوبات الأوروبية من الأفراد أو الشركات السورية، والتي تم تجميدها في بريطانيا ؟



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توحيد الجهود
- لونا الشبل خلفاً لجهاد مقدسي في وظيفة الناطق بوزراة الخارجية ...
- طبول الحرب تقرع
- أحلامنا واقعاً
- عندما يكون الحل ممكناً والنوايا صافية
- الأمل والمثابرة والقناعة في أن سوريا للجميع
- التفاني حتى آخر قطرة
- دعوة للتبصر
- رقعة الشطرنج
- الحاصل غداً ؟
- اقتناص النصر
- الدقائق الأخيرة للأسد
- بطولة تعانق الأسطورة
- الجيش العقائدي
- حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق
- سعاد الفتاة ذات الاحدى عشر ربيعاً .
- مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
- سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
- التغيير قادم لا محالة
- الأخوان والسلطة - مصر


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين