رامي حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحياناً أجدني مضطراً للاعتراف بضرورة بل حتمية تكنيس الطبقة السياسية الراهنة بأية وسيلة وعن بكرة أمها الماكرة التي تمظهرت على شكل ومحتوى سلطة جائرة باطشة كل بضاعتها شعارات وأغاني وطنية لزوم تغطية ثقافة الفساد التي أنتجتها حتى أنها أبدعت فيها.
لقد نشرت جريدة الوطن السورية في عدد اليوم مقالاً تحليلياً عن زيارة عجائز المكتب السياسي في الحزب الشيوعي الذي يرأسه ـ حنين نمر ـ إلى رئيس الوزراء للتباحث حول الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يرزح السوريون تحت ثقلها القاتل.. هذه الأوضاع التي ساهم هو نفسه في إنتاجها كما صحبته أحزاب الجبهة التقدمية طيلة العقود الأربعة الماضية.
أحزاب الجبهة هذه وعلى رأسها الشيوعيون شريك كامل لحزب البعث القائد في كل ما عرفته سورية من سياسات وهم اليوم وبالرغم من الكوارث التي تشهدها سورية جراء هذه السياسات يتابعون نفس النهج المعتاد والذي لا يزيد عن الثرثرة المعهودة في تعبير واضح عن افتقادهم الحكمة وجرأة الاعتراف بالمسئولية.
أحزاب الجبهة التي كشفت الأزمة حقيقتها بالكامل استمرت تغطُ في سباتها وكأن لا شيء يجري من حولها وهو أمرٌ كان متوقعاً نظراً لطبيعة هذه الأحزاب الكرتونية لكن المثير للشفقة هو أن أمراً واحداً أثار غيظ الشيوعيين حلفاء السلطة وذلك حين وجدوا خصمهم التاريخي اللدود ـ قدري جميل ـ يحتل منصب نائب رئيس الوزراء من خارج صفوف الجبهة هذا المنصب الذي لم يجرؤوا حتى على مجرَّد التفكير به طيلة حياتهم الجبهوية السعيدة.
توقع الكثيرون أن يخرج الحزبان الشيوعيان تحديداً من الجبهة الوطنية التقدمية التي ثبت مدى مساهمتها الجرمية فيعلنا استقالتهما توطئة لوقفة مراجعة نقدية وهي الخطوة الأولى على طريق احترام الذات قبل احترام الناس ولكن هيهات بعد أن وصل الشيوعيون هؤلاء إلى سن اليأس والخلاعة السياسية المفضوحة كم سيشعر آباء الشيوعية العظام بالخيبة إذا ما عرفوا بحال أحفادهم هؤلاء...؟
#رامي_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟