وفاة الفنان الكردي طلحت حمدي كاكا

ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 01:43
المحور: الادب والفن
    

منذ يومين أو ثلاثة ، وربما أكثر .. " لم يعد للتاريخ أهمية .. طالما يتوالى يوميا غياب مئات الشهداء من بنات وأبناء وطننا الغالي سورية على أيدي شبيحة النظام ، وأجهزة القمع ، وآلات القتل ..
غير أن غياب فنان عظيم كالفنان طلحت حمدي كاكا يستوقفنا ويدهشنا .. لأنه كان فنان عصره ، الوفي لشعبه ..
وكما ذكرّنا الأستاذ ابراهيم اليوسف في مقاله " طلحت حمدي في غيابته الأخيرة " ب " الآغا " الذي غادرنا بالتوافق مع مغادرة زملاءه الثلاثة خالد تاجا ومحمد الشيخ نجيب وصبحي الرفاعي أود أن أذّكر أصدقائي بأن الفنان طلحت حمدي كاكا هو ابن الحي الذي ترعرعت فيه ، حي الأكراد الدمشقي ، الذي ُعرب في غياب أهله إلى حي ركن الدين ..
وأن الآغا طلحت ، له ابن كان قد أسماه " هفال " ، أي رفيق / رفيق النضال باللغة الكردية .
المرحوم أبو هفال كان فخورا ً بانتسابه القومي إلى الشعب الكردي ،معتدا ً بنفسه كفنان سوري حسب شهادة غالبية من عاصروه .. وكل الذين تابعوا ابداعاته الفنية .
كنا نراه يرتاد مقهى الروضة بدمشق ، المقهى الذي ارتاده الكثير من الفنانين والأدباء والسياسيين السوريين والعراقيين ... من بينهم الصحفي المرحوم سعيد جواد أمين عام المنظمة الماركسية – اللينينية العراقية ، والأستاذ على سنجاري أمين عام الاتحاد القومي الكردستاني ، والمرحوم سامي عبد الرحمن أمين عام حزب الشعب "كه ل " وعدنان مفتي الذي شغل منصب رئيس البرلمان الكردستاني في كردستان العراق ، وعبد الخالق زنكنه "أبو وليد" عضو المكتب السياسي في حزب كادحي كردستان ، وغازي زيباري ، وآزاد برواري .. والكثير من قادة حركة التحرر الوطني الكردية والعربية .. ولدت لديه حبه للنقاش مع البعض حول دور الحركات الوطنية في صناعة التاريخ ..
ولما توفي أبو هفال خلف لنا أعمال في غاية الابداع أهمها :
• دائرة النار
• أنشودة المطر
• حمام القيشاني
• نمر العدوان
• حارة الجوري
• تل اللوز
• طرابيش
• المستجير
• ساري
• سنوات العجاف
• المكافأة
• شاري الهم
• فيلم سينمائي - حسيبة
• صراع على الرمال
• الشام العدية
قال عنه الأستاذ توفيق الحلاق : " كان طلحت حمدي رجلا معتدا بنفسه محترما لشخصه .. مدركا لمحيطه وصاحب موقف أخلاقي " ، وتابع يقول : " .. مسكون في هّم الناس . .. أضنته مشاهد أبنائه وأحفاده يقتلون ويذبحون وهو في الرابعة والسبعين لايقدر على الفعل لو أراد .. أنا أكيد منه ثائرا لوأن صحته تساعده .. كيف مات طلحت حمدي ؟ سألت من لهم صلة به ؟ وكان الجواب : مات قهرا ." .
كنا اليوم في مجلس عزاء في إحدى المدن الغريبة لأحد شهداء الثورة السورية ، سمعنا نبأ وفاته فقرأنا على روحه الفاتحة ..
ربما تساوى الناس في الموت .. لكننا حزِنا عليه ، حزننا على الوطن الضحية .. والشعب الضحية ..
دعا شيخنا المتصدر المجلس على بشار الأسد وعلى عصابته ، ومواليه ...
دعا الشيخ ، ودعونا : اللهم ارحم شهداءنا ، اللهم ارحم عبادك .. اللهم خلصنا من بشار ..
رددنا الدعاء ..
صاح أخ وهو يرشف فنجان القهوة المرة .. كل اللي فقدناهم غوالي ..
لن ننسى منهم أحد ..
أردف آخر : " سيبقى أبو هفال في ذاكرتنا فنان عظيم ، مرهف الإحساس .."
أقول لكم ..
بدوري أنتظر اليوم الذي أعود فيه إلى الوطن ، وقد سقط الديكتاتور ، وعم ّ في الوطن السلام ..
سأزور مقبرة الجوعية ، والشيخ خالد النقشبندي .. ومقبرة الدحداح ، وبلال الحبشي ، وكل مقابر الشهداء ..

سأزور قبور من رحلوا عنوة ، وأقرأ عليهم الفاتحة من جديد .

#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات