عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 10:33
المحور:
الادب والفن
السيدة أولوين:
تبدأ عيادتي الخارجية في المستشفى في التاسعة صباحا اليوم. وصلتني رسالة من زميلي البارحة تسألني رأيي في ما تعانيه السيدة أولوين ذات ال 87 عاما. ها هي اليوم تجلس قبالتي في العيادة، بعد أن رأيتها قبل قليل تمشي ببطأ مستندة على عكازتها، حاملة ورقة صغيرة كتبت عليها كل أنواع الأدوية التي تتناولها.
أولوين تعيش مع قطتيها في بيت صغير. أبنتها مرضت العام الماضي ولم تعد قادرة على مساعدتها. تركتُ السيدة أولوين تتكلّم كأنها تحدّث نفسها، في حين رحت أستمع أليها بأرتياح تقول: أحب قطتيّ، وقد كنت أربّي في بيتي هذا كلبا قبل ذلك..أحب صحبة الحيوانات وأفضّلها على صحبة البشر أحيانا. كنت عاملة في مصنع الحلويات في المدينة أيام الحرب العالمية الثانية، ولما قصفت لندن تركتها عائلتي حيث ألتحقنا مع أقربائنا في ويلز..
أولوين لا زالت تتحدث، وتعدّل بين فترة وأخرى سماعة أذنها، ومرضى آخرون في الأنتظار، وهي كما جدّتي لا أملّ حديثها.
كتبت لها وصفة دواء جديدة، وقبل أن أنهض مودعا، همست في أذني : قل لي أذا قررّت يوما أن تربّي قطة، فالقطط وفيّة ليس كبعض البشر..! أبتسمت وتمنيت لها عيد كرسمس سعيد.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟