أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - خواطر مع الثلج














المزيد.....


خواطر مع الثلج


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 5 - 02:14
المحور: الادب والفن
    


هذا الجو القاسي
وهذا الثلج الكثيف والذي يتساقط منذ يومين ،كم قسى وكم أثقلَ على الأشجار
حتى إن الأغصان لم تعد تستطيع إحتمال ثقله فانحنتْ
ولكن ومع كل هذا الثلج لازالت بعض الأماكن تبدو جميلة
والبعض منها قد تكون إزدادتْ جمالاً
فهذه الوشائح البيضاء أعطتها شفافيةً ضبابيةً تحمل برقتها النظر
لكن لِمَ دوماً هذا الضبابُ الثلجي وكلما ابتعد معه نظري يذكرني بالقارب
الضبابي الجميل لكليوباترة؟
أصوات الصغار والثلج المكور بأياديهم الصغيرة وتدحرجهم على الأرض
البيضاء يُجبر هذا السكون على النطقِ
وكم جميلةٌ هذه الطيور السويدية ، زقزقاتها تخترقُ قلبي وهي تلعب بالثلج المتراكم على
الأغصان وتقفز بفرحٍ ،مثلما يقفز الأطفالُ مع كراتهم الثلجية المترامية بينهم . كل هذا
جعلني أشعرُ ومع قسوةِ هذا الجو ،بأن الحياة لازالت هنا،ولا زال الجمالُ باقٍ .وقلتُ
متمتمة مع نفسي ,دعي قلبكِ يرقُ يا ابنةَ الشمسِ،فهذه الأرض وبكل ماتتعرض له من
قسوةٍ ،قد تكون أرحم ،
فاليد التي تأوي ليست كاليد التي ترمي .. يا يدَ وطني
ولكن فقط لو كنتِ أكثر رحمةً ،قلتُ وأنا أنظر للأرضِ المتكدسةِ بالثلج
مصابيح البيوت القريبة أخذتْ تأتلق رغم أن الساعة لم تصل الثالثة بعد الظهر ومع
الأضوية تبدو بعض معالم الزينة المهيأة لأعيادِ السنةِ الجديدة
أصواتُ الطائرات تخترق السكون ،تصلُ بقوةٍ لسمعي وكأنها تنبؤني بسر إنسانٍ يكافح
ليبقَ ، ورغم كل ما يعانيه من القسوةِ في هذه الحياةِ الصعبةِ .ولكن ومهما علتْ إمكانيتكَ
يا إنسان فأنتَ تبقى نقطةً , ولا أريد أن أقول في عدم ،لأني لاأعترف بالعدم
هذا الجو وكل ما حولي يذكرني يوم كنتُ في الطائرة مع إبنتي وحفيدتي قبل أشهر قلائل
كنا نقترب من مطار نيويورك...كنتُ أنظر للعماراتِ العاليةِ ناطحات السحاب ولمنطقةٍ
واسعةٍ منها وللأرضِ التي تحمل البناء ،رفعتُ نظري للمدى الذي نحن فيه ،كان البناء
وبكل ضخامته وبسعةِ مكانه،يبدو وكأنه فلنقل ذرةً من هذا المدى الواسع العميق والذي
أشعرني برهبةٍ غريبةٍ
نبهتُ إبنتي لِما أرى وأنا أقول ليت هذا الأنسان المغرور يفهم،فمهما كبرَ وعلا يبقى هو
المتشبث وفقط ليعيش . درتُ بنظري لأعود لعيونِ حفيدتي إذ كانت هي دبيبُ الحياةِ
الصادق في كل ما حولي،وكما أعاد هؤلاء الصغار وهذه الطيور الجميلة،السكون القاسي
من حولي للحركةِ وللحياة ،أعادتني عيون حبيبتي
1/12/2012
ستوكهولم



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسيولاً أم قطرات مطر
- أوطانٌ تذوبُ مع النيران
- لكنه الأمل
- أكبر ما في الوجو
- إنهم يمنعون النغم
- لعيون أحبابي يشرق العيد
- قلوبٌ ودموع
- غصن النارنج
- صداحٌ همسُ النورِ يا بغداد
- أجنحة الطفولة ستوكهولم
- صوت ودٍ من بلدي
- شجرة خضراء
- لن يُطفئوا أنواركِ بغداد
- الحب الذي لا يغيب يا رامي
- قمرٌ أزرق
- شام الأحزان
- وجيب القلوب
- عتاب العيد
- أزهار و دخان
- أنا لا أخاف إلاّ من إثنين


المزيد.....




- فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقد ...
- ابنة النجم المصري محمد صلاح: -هددوني بالحبس- (فيديو)
- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...
- الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - خواطر مع الثلج