أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - لا عوافي للطائفي














المزيد.....

لا عوافي للطائفي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 23:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا "عوافي" للطائفي

منذ ان تغيّر النظام البعثي الدكتاتوري عام/2003 بفعل ضربات الغزو الاميركي ومن التفّ حوله من الحلفاء والاتباع ؛ بدأ المتفيقهون في السياسة إرساء دعائم هشة لأعلاء سقف العراق الذي أطيح به على رؤوسنا حيث لادولة ولا جيش ولاشرطة ولا قيادٌ آمن فكان البديل الأعمى غير المدروس هو التشبث بالطائفية نظاما للحكم باعتبار ان مكونات المجتمع العراقي تفرض عليهم اتخاذ هذا المنهج الغثّ سبيلا الى الخلاص وما أشدّ رخاوة هذا القياد الذي ابتلينا به بسبب افتقار ساستنا الى الحنكة السياسية وقلّة خبراتهم ومرانهم في ادارة دولة عريقة مثل العراق بتنوّعه العرقي والطائفي وتعدّد أقلياته التي كانت متآخية متحابّة متجاورة أفضل كثيراً مما عليه اليوم ، ومما زاد في الطين بلّة ؛ ظهور مجلس الحكم الذي منح لكلّ مكوّن شهرا ليذوق السلطة وليتعلّم ساستنا الجدد كيف يديرون دفّة البلاد في ظاهرة غريبة واسلوب لم تعهدْه دول العالم لا المتخلّفة ولا المتحضّرة وهذه الافكار التجريبية التي ابتكرها السيد الرأس /المستر بريمر في محاولة منه لأبراز الشخوص الطائفية والتي ظلّت لصيقة بنا حتى يومنا هذا
والان وبعد مرور اكثر من تسع سنوات ؛ مازالت يد الطائفي تمتدّ الى وليمة العراق الدسمة غير آبهة لعيون الشعب الرقيبة التي تراه يحوز على كل مالذّ وطاب من عقار ومرتّب خرافي وطعام وشراب متميّز ونزهة وسياحة بين حين وآخر خارج البلاد وايصال المقسوم الى عياله المقيمة خارج هذا الوطن بعد ان يضيف الى رصيده القابع في مصارف اوربا وامريكا والخليج وغيرها مما تمّ استحواذه من مال وفير نتيجة السحت الحرام من خيرات البلاد حيث لم يبق للاغلبية المسحوقة سوى الفتات والبقايا الضئيلة التي تركتها هذه الايادي الطامعة
وجرياً على عادة شعبنا العراقيّ الطيّب نقول "عوافي " اذا رأينا احدا هللتْ له الدنيا وأنعمت عليه بخيراتها ونسعد لسعده ونفرح بغناه فهو منّا والينا وما يصيبه يصيبنا لاننا ندري ان السعة والثروة ورغد العيش ماهي إلاّ نتيجة جهده ومثابرته وكفاحه الذي سبّب له هذا النعيم والرفاه
لكنّ مثل هؤلاء الذين لعبوا بحبال الطائفية وحالفهم الحظ واغتنوا من المال الحرام وركبوا الموجة واقتنصوا الفرص دون اية كفاءة سياسية او فكرية سوى الرقص في حلبة السياسة كبهلوان لاتهمّه ضحكات الجماهير عليه والسخرية المرّة التي ترمي بسهامها نحوه فلا أظنه يستحق "العوافي" منّا مادام قد روّج لأعتبار الطائفية منهج عمل له واستعملَ الرموز الدينية مستغلا سذاجة الكثير من ابناء شعبنا البسطاء وخداعهم بالجنّة الموعودة فيما لو انتخب ممثل هذه الطائفة ووصل الامر حدّ تجريم وتكفير الاخرين اذا لم يفز هو واتباعه مرْضى الطائفية وكأنه ظلّ الله في الارض يمارس التهديد والوعيد بحقّ رعيّته الفقراء المتعبين المكدودين
لقد احسنت صنعاً مفوضية الانتخابات حينما صرّحت قبل عدة ايام بانها سوف لن تصادق على الكيانات التي تروّج لمستغلّي الرموز الدينية ومثيري الكراهية الدينية والعرقية والداعين الى العنف في انتخابات مجالس المحافظات المزمع عقدها السنة القادمة فمَن غير الطائفية تدعو لمثل تلك الظواهر المتخلفة ؟؟!!
نحن على يقين ان شعبنا قد اتعظ وتعلّم الدرس جيدا وماعادت تنطلي عليه تضليلات مثل هؤلاء الذين قبروا أحلام أهليهم ونسوا تطلعات المسحوقين من ابناء جلدتهم فان "العوافي" الحقيقية النابعة من القلب ستكون حتما لمن يصدق في قوله وفعله من ممثلي الشعب الحقيقيين وليس سراب الجراد الذي عمت ربوع العراق وأكلت الاخضر واليانع ولم يسلم من النهم حتى اليابس الصلب
الان بدأت العيون تتفتح وبان الخيط الابيض الذي سيرتّق ثقوب الطائفية والاصطفاف العرقي المقيت ويحيك لنا ثوباً جديدا ملوّناً بألوان المجتمع العراقي الزاهية على اختلاف مِللِهم ونِحلهم وأعراقهم ويرصّع بتاج المواطنة والمواطنة فقط وبذا يستحق ممثلونا ان نقول لهم ألف "عوافي" لمن يخدم الناس من كلّ الاجناس والمشارب ماداموا عراقِيي الهوى محتداً ومولِداً وسؤددا

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثُ قصائد 1) أسمال بضمائر مستترة . 2) هزيمة بنكهة النصر . ...
- أتوَكأُ وأهشُّ أشعاري لأدخلَها بيت الحكمة
- مؤتمر الدفاع عن الأقليات الدينيّة
- فما ليَ إلاّ البيتُ منجىً وواحةٌ
- الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية
- مضْغةٌ من حنين
- القصيدةُ الثانية لابن زريق البغدادي
- هكذا يفضحون الفاسدين
- فصلٌ مُتهتِّك في - الهوى -
- يدي في الكتاب ورِجْلي في الرِّكاب
- تجارب صحفية جريئة خلاّقة
- لحْسُ الكوعِ...وأشياءٌ أخرى
- مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/ الجزء السابع
- القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها
- الزيارة الأخيرة لمقهى اللوكسمبورغ
- بشرى وترتعشُ الشفاهُ...
- سودانيّون في -أرض الموساد-
- سيجار هافانا
- عشاءٌ عراقيٌّ في القاهرة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - لا عوافي للطائفي