عبدالله الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 22:39
المحور:
الادب والفن
شَعرٌ طويلُ
ترفّهُ الرّياحُ ها هنا وهناكا
مع النّسيمِ يميلُ
يا شَعرُ من سوّاكا؟!
الشَّعرُ دالِيةْ
قُطوفها دانِيةْ
وأنا فلّاحْ
أرضي توقِظني كلّ صباحْ
أنكشُ قشرتَها بالمِعْولْ
أحصدُ ما أحْصدُ بالمنجلْ
وأخمّرُ بعضَ قطوفْ
لأصبَّ مُداماً في الأقداحْ
الشَّعرُ يسافرُ أنّى شاءْ
كطيورٍ في ظهْرِ سماءْ
وأنا صيّادٌ في البيْدِ
أشُكُّ الشّعرَ على الأيْدي
لألمِسَ أو أشتَمْ
وأحاوِلُ دوماً في غُشِّ
تلميمَ شتاتٍ في عُشِّ
لأعاوِدَ تشتيتَ الّلمْ
الشَّعرُ حبالٌ لمشانقْ
تجتثُّ الرّقْبةَ إحداها
والأخرى تُحيي كالخالقْ
الشَّعرُ على الرّقبةِ سُتْرةْ
تتنسّلُ حينَ تهبُّ الرّيحْ
تُنسَجُ ثانيةً بالفطرةْ
أوتارُ الشَّعرِ على الكتفيْنْ
يُحرّكُها ريحٌ ويدينْ
والصّوتُ حفيفْ
هل أجملُ من موسيقى الرّيفْ؟
أيُّ خِصالكِ تحتَ الشّالْ
سهْمٌ في لُبِّ كِنانةْ
السّهمُ يحبُّ التّرحالْ
خُلقَ السّهمُ يطيرُ سماءً كسُمانَةْ
ليغرُسَ في قلبي حانَةْ
خِصالُ الشَّعرِ حميدةْ
وخِصالي ليست بِحميدةْ
أحاولُ رسمَ بِلادِ ضفائرْ
حاكُمها المتحكّمُ شاعرْ
كمبرادورٌ, ديكْتاتورٌ
ينثُرُ خِصلةْ، يُمسكُ شَعرةْ
يَعْصِرُ خِصلةْ، يسكُبُ خمرَةْ
ليسَ يُميّزُ بينَ الشِّعرِ وبينَ الشَّعرْ
ليسَ يُميّزُ بينَ الخمْرِ وبينَ الشَّعرْ
أحاولُ وصْمَ الشَّعرِ حدودْ
أوّلُها زِندي
آخِرُها ربٌ معبودْ
الشَّعرُ دالِيةْ
قُطوفها دانِيةْ
وأنا سكّيرٌ نكّيرْ
الشَّعرُ دالِيةْ
قُطوفها دانِيةْ
أطْرافها تسيدُ تَميدْ
وأنا سكّيرٌ عربيدْ
28-7-2012
12:48am
#عبدالله_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟