مصر في ازمة حقيقية

محمد خضوري

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قد يضن البعض أن ما يجري في مصر هو ديمقراطية ما بعد محمد مبارك ،مصر تعيش حالة من الفوضى وانعدام الثقة ما بين الأحزاب كافة مع الأخوان ،نعم ألازمة سببها الأخوان الذين يحاولون العودة إلى سيطرة الحزب الواحد على مقاليد الحكم في مصر .
لقد حاول الأخوان اخذ منجزات الثورة إلى مصالحهم الشخصية بدون الاهتمام بمن قامة بالثورة ،وبمن ضحى من اجل الوصول إلى ديمقراطية حقيقية إلى قيام دولة مدنية ،وليس دولة دينية ،نحن نعرف أن المسلمين ليسو وحدهم من يعيش ويتمتع بخيرات مصر العربية بل هناك أخوانهم الأقباط الذين لهم تاريخ قديم في بلاد الفراعنة وهم من سكانها القدماء والأصلين .
أذن ليس من حق احد في هذه الظروف فرض أرائه بدون استشارة الجميع ،الأخوان يحاولون فرض سيطرتهم على كافة مفاصل الحياة في مصر ،وهذا ما يرفضه الجميع
لان الجميع يعي حجم المخاطر الحقيقية لهذه الهيمنة من قبل الأخوان ،ومحاولة فرض الوصاية على الجميع غير مقبول ،ومرفوض من قبل جميع الأحزاب المصرية التي جاءت من اجل التغيير من الآسواء إلى الأحسن ،ولكن ما يحدث ألان هو الآسواء بدون غيره.
للعودة إلى الإعلان الدستوري الذي إعلانه الرئيس مرسي بخصوص القضاء ،هو إعلان مرفوض جملة وتفصيلا لان توقيت هذا الإعلان غير موفق بسبب اختلاف الجميع على لجنة وضع الدستور المصري ،هذه اللجنة يهيمن عليها الأخوان المسلمين بعد انسحاب جميع قوة المعارضة مما مهد إلى الإخوان لسيطرة على فقرات الدستور ومن ثمة عرضه على الشعب المصري من اجل التصويت عليه في ظل عدم انسجام الجميع على محتوى هذا الدستور الذي لا يلاءم الشعب المصري ،والأسباب عديدة لان الجميع مختلف على بنود هذا الدستور الذي كتب في ظل غياب الجميع ،أذن هذا الدستور هو دستور خاص بالإخوان المسلمين فقط ،وليس دستور لكل المصرين .
على الرئيس المصري أن يكون رئيس لمصر وليس لفئة معينة تحاول السيطرة على القرار في بلد يعيش فيه ملاين المصرين من كافة الأطياف ،والديانات الآخرة من غير المسلمين .
أمام الرئيس فرصة أخيرة وهي التراجع عن قراراته الأخيرة وعودة الجميع إلى لجنة كتابة الدستور ليكون دستور لجميع المصريين ،وليس لفئة بعينها .

#محمد_خضوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات