|
المرأة انسان كامل متكامل
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 11:18
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
صادف يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري يكون عيد الأم، وهما مناسبتان انسانيتان تشهدان في كل سنة مختلف الفعاليات والبرامج والنشاطات. تقدم فيهما لهن مختلف الهدايا ولكن الهدية الأروع والأجمل والأفضل والأسمى، التي يجب تقديمها لهن هي التعامل مع المرأة كانسان كامل متكامل، من حقه العيش باحترام وكرامة وحرية وليس كضلع قاصر وناقصة عقل ودين. ان المرأة كائن جميل، وجماليتها الاروع تكمن في قدسيتها، وقدسيتها تكمن في رحمها، فلولا هذا الرحم لما تواصلت حياة الانسان وقدسية الرحم تكمن في كونه يحتضن النطفة المنوية ويغمرها بالدفء والحنان والمحبة لتنمو وتترعرع وتكبر وتكبر، وتخرج من نور ودفء الرحم الى نور ودفء الحياة مولودا او مولودة لينموا ويترعرعا ويعيشا في المجتمع الانساني، وهنا يطرح السؤال نفسه كيف يعيشان وفي اية ظروف؟ فللمجتمع قوانينه وقيمه فهل تلك القوانين والقيم في صالح جميع افراد المجتمع؟ والواقع الملموس يقدم الجواب بنفسه والجواب نفسه بمثابة برهان ودليل قاطع على ان المرأة ولانها امرأة، تتعرض حتى في المجتمعات الاكثر تقدما وحضارة ورقيا لشتى صنوف التمييز والقمع والاذلال والتعامل البشع، كونها امرأة ولكن المنطق الحقيقي والواقعي والاجمل يقول ان المرأة انسان لا يختلف عن الرجل الا فسيولوجيا، احدهما يكمل الآخر ولا استمرارية للحياة الا بعناقهما الابدي معا. فكما ان الرجل يشعر ويرى ويسمع ويحس ويفكر ويجوع ويعطش ويحب ويبدع فهكذا المرأة تماما كائن له رأس وعنق وعقل وقلب وامعاء وكبد وشرايين تسري فيها الدماء، فما هو الافضل تعميق المحبة والاحترام المتبادل والتفاهم والانسجام والتعامل بلطف وجمالية وتعميق المشترك والتعاون الدائم من اجل العيش باحترام وتفاهم، ام القيام باعمال وممارسات وسلوكيات تشوه النفس البشرية وتلوث المشاعر الانسانية وتعمق المشاكل والصراعات والخلافات وتقتل كل ما هو جميل وطيب في الانسان؟ ان الثامن من آذار، يوم ويمضي، والسؤال ماذا مع باقي ايام السنة؟ لماذا لا يكون كل يوم منها، يوم محبة وتعاون مشترك وتعميق الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة؟ ففي اسرائيل على سبيل المثال، تعاني المرأة ومن كافة الاديان من كبت وظلم وتمييز وقمع واذلال واستغلال وتقييد حريات وامكانيات كونها امرأة ففي صالح من ذلك ولماذا ذلك؟ وفي اعتقادي ان المجتمع الرأسمالي المحكوم بنظام ظلامي وقوانين رأسمالية هو بمثابة مستنقع تنبعث منه الروائح الكريهة البشعة، ضد المرأة بالذات لابقائها مهمشة ومكبوتة واسيرة المطبخ، فلماذا على سبيل المثال راتب المرأة في مكان عمل اقل من راتب الرجل، رغم الاقدمية ذاتها في مكان العمل، وساعات العمل ذاتها والانتاجية ذاتها؟ تتعرض المرأة لاعتداءات جنسية وممارسات مشينة وجرائم اغتصاب، وهناك اكثر من مئتي الف امرأة يعانين من ممارسات العنف والضرب والمسبات والاهانات وتفرض احكام وعقوبات على المعتدين، وهناك من يطالب بالتشديد فيها لردع الآخرين، فهل ذلك يكفي وهل يردع فعلا؟ ومن الواضح ان ليست كل من تتعرض لممارسات العنف تقدم شكوى، وفي الكثير من الحالات زاد تقديم الشكوى الامور تعقيدا وعمق المشاكل اكثر، وفي اعتقادي ان العامل الاول والاساسي والرادع الانجع والأفيد، والدافع الاضمن لتعميق التعامل مع المرأة كانسان كامل متكامل، وتذويت الحقيقة انه انسان مؤهل وقادر وموهوب، وذو ارادة صلبة وباستطاعته اقتحام السماوات هو في كيفية التربية وبالذات في البيت، وفي الامتناع كليا عن التمييز بين الابن والابنة، وتعميق التربية ومنذ الصغر على انسانية كل منهما وتعميق جماليات السلوك والتفكير ومشاعر الاحترام والتعاون والاعتراف بدور كل منهما في التطور والابداع والتقدم في طريق الحياة للوصول الى جنتها العامرة بالرياحين والخالية من سجون وقيود مفاهيم وعادات عفا عليها الزمن وبعد البيت تأتي المدرسة، وفيها بالامكان وضع البرامج التعليمية التي تربي على المساواة والتعاون والاندماج والمحبة وتعميق الاحترام المتبادل، وان يجلس الطالب الى جانب الطالبة وان يلعبا معا ويندمجا معا ويفكرا معا فذلك يزيل الكثير من الحواجز بينهما ويعمقا في ذاتيهما التفكير ان كل واحد منهما انسان جميل يزداد جماله بمدى احترام احدهما للآخر ومحبته له. ان أجمل هدية قدمتها في الثامن من آذار بالذات واقدمها يوميا، للأم وللابنة وللزوجة وللأخت ولابنة العم ولابنة الخال ولابنة العمة ولابنة الخالة، ولكل فتاة اعرفها ولا اعرفها، هي التمسك بالفكر الشيوعي واحتضانه وتبنيه والعمل على نشره دائما والدعوة لتبنيه من قبل الجميع، لانه الوحيد الذي يتعامل مع المرأة كانسان كامل متكامل ومبدع وخلاق، ومن حقه العيش باحترام وافساح المجال امامه وفي المجالات كافة ليثبت انه انسان مبدع وقادر على اقتحام السماوات فهذه الهدية ابدية الجمالية نقية وصافية وفواحة العبير الانساني والحقيقي تقول للمرأة يوميا وبالذات في الثامن من آذار وفي الحادي والعشرين منه، الشيوعية – تناديك وتشد على ايديك تحبك، تحبك وتحيّيك.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الـ لا الحكومية والـ نعم الشيوعية
-
يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
-
الفرح والحزن والشيوعية
-
الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال
المزيد.....
-
إدارة بايدن خططت لإنفاق 32 مليون دولار على الختان في موزمبيق
...
-
كاميرا ترصد لحظة مذهلة.. غرباء يساعدون امرأة في الولادة في م
...
-
كيفية التسجيل في برنامج منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائ
...
-
امرأة متحولة جنسيا تحول حياة صبي عمره 14 عاما إلى كابوس في م
...
-
“هتقبضي 8000 دينار شهرياً”.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
وفاة امرأة وابنتها متأثرتين بإصابتهما بهجوم ميونخ
-
رابط تقديم منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
-
“قدمي الآن”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت
...
-
في ليلة عيد الحب.. إطلاق نار على امرأة في حانة ببريطانيا
-
ملامح امرأة غامضة تحت لوحة لبيكاسو.. ماذا نعلم عن اللغز؟
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|