روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 14:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد نكون ميالين إلى اعتبار مهنة الكتابة رسالة بحد ذاتها، إذا ما احترمناها، وأن التعامل مع الكلمات هي أرقى أشكال التفاعل مع مفردات الوعي والمعرفة، إذا ما حاولنا أن نستنبط من الكلمات ما يخدم الارتقاء بالجانب الجمالي في الإنسان، ويعني ذلك الحرية بالمعنى الواسع، ولكن أن نحول مهنة الكتابة إلى مجرد بضاعة ندفع بها إلى أسواق عكاظ، أو نستحوذ من خلالها على رضى أولي الأمر والقرار، أو الوسط والدائرة، فهذا ما يذكرنا بأيام البلاط وكتابه، وإن كان البعض قد يقول، بأن عليه واجب الدفاع عن الحق، ونحن نناصره فيما يقوله، ولكن ينبغي أن يكون ذلك حيث يكون الحق، وحيث يقع الظلم، أو حيث نكون أمام أشكال الدجل والنفاق والمواربة، وحيث يمارس التشويه والتشوه، سواء من ذوي الأرحام أو من ذوي القرابة، بمعنى آخر، عليه أن يكون حاملاً لرسالة الدفاع عن الحق أياً كان مصدر الخطل والخلل، أو الخروج عن الصراط ..!.
لقد بات كل منا يعي قيمة جواز السفر وحاجته إليه في التنقل والاجتياز، وأن البعض منا يحمل مثل تلك الجوازات بمجرد انخراطه في العمل الحزبي، ليجعل من نفسه الخندق الأشد دفاعاً عن الإطار أو الصدارة، وقد يكون محقاً في رأيه، أو قد يكون في ذلك يمارس بعضاً من قناعاته، ولسنا هنا في وارد النقاش معه فيما يذهب إليه، بحكم احترامنا لما يحمله، ولكن شريطة ألا يتحول ويغير في الموقع، إذا ما حدث في المشهد جديد، بحيث ينتقل من موقعه إلى موقع يجد فيه نفسه على أنه هو نفسه وليس غيره من احتل موقع من كان في مواجهته وهو ينبش بالماضي الذي كان عليه الإطار أو الشخص المتصدر، كما هو حاصل في المشاهد المتكررة في واقعنا الحزبي، وخاصةً إبان الهزات والانكسارات وفرط العقد، لأن الكثيرين – مع احترامنا لهم – لكثرة دفاعهم واستماتتهم في مواجهة الآخر، امتهنوا هذه المهنة، وحين انقلبوا، فبالقدر الذي كانوا عليه في مواقع الدفاع، أصبحوا مهاجمين وأكثر ..؟!.
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟