رحيمة بلقاس
الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 22:16
المحور:
الادب والفن
صريخ معلّم
من منضدتي أسرجت أقباسي
بفراشاتي أحرث الحقول
وأشعل الأزهار
بالشذى
نارا تُضْرم في البحور
تشقّ ظلمة الكون
تقتل المجهول
حملت مشعل العلم
أبعثر الأوراق المصفرّة
أسقيها حبرا يشعّ
لتخضر الأغصان
تزهو وتدوم
محبّةً لهذي البراعم
الطاهرة
صفحات بيضاء
تمدّني بالصمود
بحدبي..ومن دمائي
أدثر عيونهم
بأنفاسي
أنثرها وردا وأحلاما
بالنّصح والإرشاد
ليسموا للفردوس المنشود
أبثّ في أرواحهم العزم
والثّبات على الوقوف
ها هنا أنا الأب والأم الرؤوم
وذاك الصوت القاسي عند اللزوم
أهديهم مفاتيح الطريق
ومتاريس المسالك
لولوج دروب العلم
ليعتلوا العباب
يصطفون في مواكب النجباء
بإلحاح دون كبوة أو عثور
كدت بأمسي أكون الرسول
و اليوم
أأبكي أمسي؟؟
أم أنتحب على يوم
استرخص أثداء النبوغ؟؟
وا أسفي !!
ألم تورق الأشجار
بماء وهبته بسخاء وحبور؟
أليس من رجابي توهجت النجوم؟؟
لتضيء للوجود
طريق العبور؟؟
واهٍ!! وا أسفي!
ما عادت أقلامي رمزا
للتجليل والتبجيل ؟
ولا غدت حرمة محرابي منبرا ينير
وا أسفي!!
اليوم مزّقوا
أوراقي
لطّخوا مئزري بالتشنيع
توّهونا في سراديب التمويه والتضليل
تبّا ليوم !!
رُفع فيه شعار ضد
مرشد الأجيال للخير ..
للسّبيل السديد..
تبّا!!
لمن يموه الحبر والأوراق
يلوثها بالإحباط والسّياط
جورا ..
يريد بنا التدحرج للتدني والتتويه
للعلا أرشدت
وبضمير حلّقت
بلا كلل عملت..
بلا ملل أعطيت..
لن أرتدّ.. لن أتراجع !
سأمتطي العواتي
أركب البراق لأسري
بالمراكب
نرتقي جميعا معارج التنوير
فعنادكم لن يزيدني
إلاّ الحاحا
نما الزهر بمروجي وينمو
وبرباي أينعت أهرام
أراها في كبد السماء تلغو
ويحك يا حادي النجوم!
كيف صرت علكة
تمضغُكَ الأفواه وتلوك
ألست لغما بين السطور؟
تكسّر قلوب العدوّ الحقود
وبين جوانح الأشبال
تَوَهَّجْتَ
كينابيع التمار
بالترانيم تشدو؟
ألم تتوضّأ برمال الشهادة؟؟
وروحك من ينابيع الجنان
تفجّرت سراجا يطفو
فوق البحار يسكبها ضوءا
يفوح
أريجه بالعقول يكرّس المجهود
فأنت الفداء تحيى!!
و أنت فداك الصدور
وما سُجِّلَ بها من إشعاع ينور!!
وتبقى حيّا مدى العصور!!
#رحيمة_بلقاس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟