|
تونس : برقية عاجلة الى أعضاء حركة النهضة الاسلامية التونسية.
بيرم ناجي
الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان ما فعلتموه بسليانة خطيئة قد لا تغتفر فاحذروا الهروب الى الأمام و التصعيد و افتعال معارك وهمية مع أشباح طواحين الأزلام أو ضد أعداء الاسلام واحذروا الزج بالسلفيين في الساحة من جديد،الخ، ستكون العملية سمجة و مفضوحة مسبقا. ان كرة النار انطلقت من سليانة. وبسرعة ، و بعيدا عن الوعظ و عن التهديد الأخلاقيين و السياسيين، و قبل فوات الأوان و حرصا على البلد و على كل أبنائه ، بمن فيهم أنتم، نبرق لكم بما يلي: أولا : لاحظوا:
1- ان قسما كبيرا من الشعب لم يصوت لكم أصلا. 2- ان قسما آخر ندم على تصويته لكم. 3- ان قسما كبيرا من الشعب يعمل ضدكم. 4- انكم وحدتم المعارضة كلها تقريبا ضدكم. 5- ان رئيس الجمهورية ينقدكم هو وحزبه و لو نسبيا. 6- ان رئيس المجلس التأسيسي و حزبه ينقدانكم نسبيا. 7- ان قسما هاما من نواب التأسيسي ضدكم. 8- ان قسما كبيرا من المجتمع المدني ضدكم. 9- ان الجيش "ليس مضمونا" كما يقول شيخكم. 10- ان الأمن "ليس مضمونا" كما يقول شيخكم. 11- ان الادارة "ليست معكم" كما يقول شيخكم. 12- ان القضاء "ليس مضمونا" كما يقول شيخكم. 13- ان الاعلام ليس معكم كما تقولون. 14- ان الأمريكيين ليسوا معكم كما تسرون فيما بينكم. 15- ان الأوروبيين ليسوا معكم. 16- ان الجزائر ليست معكم كما تعرفون. 17- ان السعودية ليست تماما معكم كما تعرفون وان مجلس التعاون الخليجي نفسه بدأ يتذمر من تصريحات شيخكم. 18- ان قطر نفسها، و عبرالجزيرة نفسها، بدأت تخفف من مساندتكم المفضوحة. 19- ان تركيا ليست معكم تماما كما تعرفون . 20- ان اخوانكم الاسلاميين في ليبيا و مصرو سوريا غارقين في همومهم وهم في حاجة الى المساعدة أكثر منكم.
ثانيا: تذكروا:
21- التاريخ الاصلاحي لتونس على الأقل منذ القرن التاسع عشر. 22- الطابع اليبيرالي الديمقراطي للحركة الوطنية التحررية. 23- قوة التنظيم النقابي في تونس. 24- قوة الحركة النسائية في تونس. 25- قوة الحركة الحقوقية و الانسانية في تونس. 26- قوة الحركة الشبابية و خاصة الطلابية. 27- خصوصية اليسارالاشتراكي و القومي التونسي. 28- خصوصية المثقفين التونسيين الحداثيين. 29- قوة الطبقة الوسطى في تونس. 30- تجذر اعتدال التونسيين و انفتاحهم على الخارج الأوروبي.
ثالثا: انتبهوا.
31- لقد أمضيتم 20 سنة في السجن و المهجر. 32- لقد تغيرت البلاد بعدكم كثيرا مع أجيالها الجديدة. 33- لقد تغير العالم كله كثيرا منذ بداية العولمة. 34- لقد انتهى عصر الحركات التقليدية كلها. 35- لقد انتصرت و دون رجعة المبادئ الكونية لحقوق الانسان.
رابعا: أفيقوا.
36- لم تكن الثورة التونسية ثورة اسلامية بل ديمقراطية. 37- لم تشاركوا فيها مشاركة ناشطة. 38- لم يكن فوزكم فيها جزئيا سوى عقابا لغيركم. 39-انتخبكم الشعب أملا في اصلاحات اقتصادية و اجتماعية أساسا. 40- انتخبكم بعاطفته الدينية- الساسية وهو لا يعرف خياراتكم الفكرية والسياسية الاستراتيجية.
خامسا: تيقنوا. 41- ان الشعب حقق مكسب كسر حاجز الخوف من السلطة. 42- ان الشعب حقق مكسب القدرة على كشف زيف خطاب السلطة. 43- ان شبابه و طبقته الوسطى أصبح عندهما ما يكفي من الطاقة لاسقاط اية سلطة. 44- انه لا توجد اية قوة داخلية أو خارجية بامكانها اعادة الأمور الى الوراء. 45- انه من الصعب جدا تغيير وجهة الثورة بعيدا عن عمقها و توجهها الشعبي و الديمقراطي العام.
سادسا: استنتجوا.
46- لن تنفعكم اية قوة أمنية أو عسكرية تستعملونها ضد شعبكم. 47- لن تنفعكم أية دولة اجنبية اذا غضب منكم شعبكم. 48- لن تنفعكم أنصاف الحلول في زمن الحراك الثوري. 49- لن تنفعكم محاولة شق صف معارضيكم. 50- لن ينفعكم السعي لاضعاف حلفائكم.
سابعا: فكروا واحذروا.
51- احذروا الاكتفاء بالاستناد الى الشرعية الانتخابية و ابحثوا عن المصداقية. 52- دعكم من الاكتفاء بالأغلبية التأسيسية و ابحثوا عن الوفاق. 53- عالجوا أنفسكم من عقدة الضحية فأنتم الآن في السلطة. 54- كفوا عن شيطنة غيركم فلستم ملائكة لا أنتم و لا غيركم. 55- اعترفوا بنواقصكم وبأخطائكم فلستم أنبياء معصومين. 56- اوقفوا عنف الدولة المادي ضد شعبكم. 57- أوقفوا عنف السلفيين المادي و الرمزي. 58- احذروا من اقالة رئيس الجمهورية. 59- احذروا عدم القيام بالتعديل الحكومي الأوسع و الأنجع. 60- سرعوا في عمل المجلس التأسيسي بالتوافق. 61- اوقفوا التعيينات الادارية الحزبية الرديئة. 62- عودوا الى مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل. 63- دعكم من سياسة التكفير و الارهاب الفكري و التشويه الأخلاقي . 64- كفوا عن سياسة الاقصاء و التخوين الجماعي. 65- عالجوا ملف الشهداء و الجرحى فورا. 66- اطلقوا عجلة العدالة الانتقالية. 67- تخلوا عن العقلية الانتقامية. 68- طهروا صفوفكم من الفاسدين قبل ان تطلبوا ذلك من غيركم. 69- لا تخافوا من الحرية الاعلامية و السياسية. 70- ادفعوا ال استقلال القضاء.
خاتمة :
71- انقدوا أنفسكم أمام الشعب و اعتذروا منه و افتحوا عقولكم و قلوبكم لأبناء شعبكم من المخالفين لكم قبل المناصرين...فربما يغفر لكم . 72- اسمحوا لأبناء شعبكم ان ينصروكم ضد أنفسكم على ظلمكم لهم. 73- قوموا بذلك كحزب سياسي و دعكم مما تفكرون به ، كما "علمتكم" تجربة اخوان مصر ، من فصل بين التنظيم الدعوي و التنظيم السياسي لتقاسم الأدوار فهي لعبة مفضوحة. 74- غيروا ما بأنفسكم و تحولوا الى حزب ديمقراطي و دعكم من ازدواج الخطاب ودعكم من التقية فهي حيلة قديمة لم تعد تنطلي على أحد في عصرنا. 75- تذكروا انكم تعيشون في تونس ما بعد الثورة و في القرن الواحد و العشرين و ليس في تنظيم الاخوان المسلمين العالمي و لا في كتب الفقهاء القديمة و اخرجوا من زنزانة كهفكم الانفرادي المظلم حيث تتوهمون امتلاك الحقيقة والاسلام وحدكم و عودوا الى ساحة الوطن الواسعة المتنوعة تحت نور الشمس بسرعة لأن الوقت كالسيف اذا لم تقتلوه قتلكم .
هل مازال هنالك وقت عندكم ؟ ربما، فالشعب التونسي حليم و لكنه ، منذ سليانة، قد يناضل ضدكم كما ناضل ضد غيركم تماما. و هل من أمل فيكم ؟ نعم و لا .أسبق حسن النية الفعلي ، في أغلب المناضلين القاعديين و مناضلي الصفوف الوسطى. ولكنني أسبق "حسن النية الاجرائي" فقط في القيادة، بانتظار النتائج.
#بيرم_ناجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة من قلب سليانة ...الى العاقين من الأبناء.
-
أخطاء الديمقراطيين القاتلة في الثورة التونسية: تقييم يساري د
...
-
تونس بين الانتقال الديمقراطي و الانتقام -الديمقراطي-: نداء ع
...
-
تونس : الجبهة الشعبية و الطفولية اليسارية .( رسالة ثالثة).
-
رسالة الى التونسيين : قراءة في خطاب رئيس الجمهورية يوم 23 أك
...
-
من -المنتدى الاجتماعي- الى -التنظيم الاشتراكي الديمقراطي الا
...
-
الحركة الاسلامية حركة وطنية محافظة : نحو مقاربة علمية و سياس
...
-
تونس ( عاجل ، خطير و للتوزيع على أوسع نطاق ) : تسريب...أمنية
...
-
تونس بين حزبي النهضة و- نداء تونس- : هل تكون المواجهة ؟
-
الجبهة الشعبية التونسية: أسئلة مصيرية. (رسالة ثانية )
-
مع علم الانسان التاريخي وضد المادية التاريخية : نحو منظور عل
...
-
نقد الأصولية الحمراء ...ملحق حول رسائل أنجلز في المادية التا
...
-
الجبهة الشعبية في تونس : مساندة نقدية. ( رسالة مفتوحة الى ال
...
-
نقد الأصولية الحمراء : نحو تجاوز مادي و جدلي للماركسية.
-
الاسلاميون و المقدس الديني:نقد الاستبداد المقدس ( تونس مثالا
...
-
تونس : من أجل جبهة جمهورية ديمقراطية مدنية وتقدمية.
-
حركة النهضة الاسلامية التونسية: دراسة نقدية.
-
ضد التيار في تونس: قوة ثالثة جديدة صعبة و لكنها ممكنة ( رؤية
...
-
الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن
...
-
الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن
...
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|