زاهر الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 09:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكي لا ننسى !!
لا أدري لماذا قفزت الى سطح ذاكرتي تلك المقدمة التي كان يظهرها تلفزيون العراق لمقاطع من "صور من المعركة" للحرب العراقية الأيرانية ، حتى بعد إنتهاءها ، وبعد فقرة القرآن الكريم وقبل وصلة الرسوم المتحركة للأطفال .. موشحة بعبارة لكي لا ننسى .. على أمل أن من كان قد نسى يتذكر .. من نسى شهيداً أن يتذكره ومن فقد عضواً من أعضاءه أن يتحسس مكان قطعه ومن فقد أذناً أو أوسم على جبينه يتذكر ألمه الكبير ، كل تلك الذكريات وأنا أطالع في الأخبار التي تتواتر في الفضائيات عن التحشيد العسكري بين الأخوة في بلد الحروب ونحن شعب ملَّ من الحروب وأوجاعها وآلامها وخسائرها ونتائجها التي سوف لن تنفع أحداً في الوطن .. مطلقاً لا نفع بها .. ولن نحصل منها إلا مزيداً من الدماء ، وأراني وقد خضبت دماء العراقيين سهولهم وجبالهم .
ونحن اليوم نشهد تصعيداً سياسياً وعسكرياً بين الأخوة في الوطن الواحد الكبير الذي يسعهم جميعاً بلا استثناء ويكيفهم وشعبهم ، فلماذا كل هذا التهويل لقضايا تكبر وتكبر حتى لتصبح أكبر من حجم تطلعاتنا في أن نعيش في وطننا بأمن وآمن .. يأمن كل منا الآخر ونتقاسم رغيف الرخاء وعسرة الفقر والحاجة ، أحدنا يكمل الآخر ، فهنا حلبجة وتلك الأنتفاضة الشعبانية وغيرها مآسينا التي تحاول أن تجمعنا بعدما حققنا ما حققناه من إنتصار على شياطين الديكتاتورية بدماء شعبنا وهي من فصيلة واحدة ..
لقدد مللنا الحرب وعزفت مسامعنا عن سماع حتى طبولها ومن يقرع اليوم بتلك الطبول عليه أن يخرسها فنحن بحاجة الى مساحة فرح أكبر لا أن يتمدد بؤس القتال على المساحة البسيطة من الفرح في نفوسنا لقد عاصرنا حروباً كبيرة أطاحت وحتى يومنا هذا بأحلامنا ورؤوس ابناءنا ، وحروباً أخرى في الوطن سوف تقضي على آخر أمل للعراق بأن ينهض مع عواقبها الوخيمة ، وقانا اليوم من شر ذلك اليوم .
لقد كانت الحروب التي مررنا بها مدعاة لأكثر مآس العالم قسوة على أبناء شعبنا وعلينا أن نحكم تصرفاتنا للمنطق وأن ننظر للأمور بتبصر أكبر فطالما أنعكست المشاكل السياسية بين السياسيين من القوميات المذاهب على ابناء الشعب وأصبح الأخ يكره أخاه ويطول هذا الكره والحقد حتى لو عاد السياسيون الى طبيعتهم فلهذا الحقد والكره آثار من الصعب نسيانها .. إننا إذ نذّكر اليوم فهو " لكي لا ننسى " ولا غير ذلك ابداً .
#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟