أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ولد الطالب - بيع السيادة ..بعد خمسين عاما من الاستقلال














المزيد.....

بيع السيادة ..بعد خمسين عاما من الاستقلال


محمد ولد الطالب

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يحتاج الحديث عن الوضع السيادي للبلاد الموريتانية بعد خمسين عاما من استقلاها إلى التذكير ببعض مضامين مقال سبق تدوينه بعنوان : خمسون عاما من الفضائح ، حيث بينت أن التقديم السياقي يقتضي تقديم كشف موضوعي لهذا الوطن الذي شكل ملاذا، لشذاذ أفاق لفظتهم قسوة طبيعة جيرانهم خلال القرون الماضية ، وجمعهم القدر هنا. كما أشرت إلى ضرورة استحضار ثلاثة أمور تتعلق أولاهما بأهمية الإقرار بأن الوجود الفرنسي بهذه البلاد هو الذي سمح بإنشاء كيان دولة هنا. هذا إلى جانب التذكير بأن خطابات الفشل الرسمي كثيرا ما عمدت إلى التذرع للعالم الخارجي بحداثة عمر الدولة بهذا البلد. أما المسألة الثالثة فتتعلق بالتنبيه إلى الكيفية التي يحاول بها بعض (رؤساء) موريتانيا تبرير تفريطهم أو عجزهم عن حل مشكلات الناس بحجج تراكم الأزمات الحديثة للبلد (البطالة ، والفساد والرشوة..تخلف التعليم...). الأمر الذي يعني ببساطة أن هذه البلاد(الدولة) قد انتقلت ، حسب هذا المنطق، من طفولة طويلة الأمد إلى شيخوخة مبكرة.
راهنيا، يبرز الوجه السياسي للبلد من خلال تواصل سلط الدولة/ القبيلة الماضية في طريق إعادة تشكيل ذاتها القبلية، واستمرار الحكام العازمين على إخضاع البلاد لنزواتهم، وظهور(لديمقراطيات) تبطن توالي الفراغات، ورؤساء(جمهورية) لا يتقنون إلا الزور و التزوير . فبدل أن يقسموا خيرات البلد على أهله، أو يعطوهم منها، راح المتلاعبون بالبلاد يمنون على الناس (بمنحهم) حق الحياة والتعبير عنها. لهذا ما زالت آليات استدلالي تجعلني أحس بأننا مازلنا نحمل رائحة القرن 19، أو أننا أشباحا تجفل منها العين حين تراها، وينفطر العقل من عقاله حين يصبو إلى تعقلها. يشهد على ذلك سوء حالة المسكن والمأكل والملبس..، وتعليق أحد أعضاء البرلمان الإسرائيلي الذي تعزا له مقولة: والله لا يشرف دولة إسرائيل أن تقيم علاقة مع دولة تفتخر أنها أدخلت الماء والكهرباء لمدنها.
الآن و قد أصبحنا واقعين – بعد خمسين عاما- تحت فعل أناس لا خير فيهم ، يحق لنا ، على الأقل، أن ننكر ما نشهده اليوم من علامات دامغة على جعل سيادة هذا البلد بمثابة سلعة تعرض للبيع لدى الفرنسيين . لهذا قد يتعجب البعض من حديث ولد عبد العزيز عن السيادة في وقت يجبر فيه على خوض حرب ضد المسلمين بأمر من الفرنسيين . أما أنا فقد مكنتني خبراتي أن ندرك أن حقيقة مزاعم ولد عبد العزيز هو نقيضها . يعتقد البعض ، من جهته ، وفي مقدمته فقهاء وزارة الداخلية أن ما يجرى الآن من إجراءات استكمال بيع السيادة و الأرض الموريتانية للفرنسيين مقابل نفخ الروح في جسد السيد الرئيس و تأمين وجوده في السلطة يعد واجبا شرعيا . قد يتساءل البعض هنا بالقول : هل يعقل أن يبيع شخص بلادا كي يصبح سيدها ؟ الجواب بكل بساطة هو النفي ، لكنه سيصبح واليا عليها . و تلك نتيجة عالية للسيد الرئيس مقابل حرصه على الوجود و حرصه على البقاء . الأهم من كل هذا هو اندفاع ولد عبد العزيز و نحو ضرب كل المقومات المتعلقة بإمكانية وجود إجماع وطني بالبلاد السائبة ، حيث يقوده الهوس إلى الانهماك في وضع الاجراءت التي تعمل على استئصال مواد الهوية . تلك المعارف التي تزرع في الإنسان روح المواطنة ..
ليس نظام ولد عبد العزيز وحده من يخون مسؤولياته اتجاه المجتمع و إنما تشاركه ، في ذلك ، إلى حد ما معارضته . ذلك أن هذه المعارضة التي يفترض أنها تمثل نقيض النظام القائم وتعمل على تقويضه لا تسلك في مجابهتها لمن يسلب الثروات الطبيعية للمجتمع و يتحدى خيارته السياسية إلا وسيلة الضعفاء . لذلك نجد هذه المعارضة تتخبط و تتردى و تنتقل من المطالبة بالرحيل إلى المطالبة بالملف الطبي لسيدها . في وقت يفترض بها أن تطالب فيه ، على اقل ، بتطبيق حدود لله علي كل من ارتكب فاحشة عظمى ، هذا إذا لم تكن المعارضة ترى أنه يجب عليها أن تزكي روايات البعض عن نفسه بحيث أن مخيالها لا يستطيع التعامل معه إلا كرئيس فقط .
أعود إلى قول أن من المسيء لي أن أرى المجتمع الموريتاني و هو تداس سيادته ألان ، و يستباح حقه في الاستفادة من عائدات ثرواته . لهذا يتوجب على كل نفس شريفة هنا أن تخضع نفسها لمرحلة شاقة من الإعداد العقائدي و النفسي ، و أن لا تتخفى خلف خطابات القاعدين من الرجال ، في وقت نحتاج فيه إلى استعمال شيء من العنف .

أما أنا فسأبقى ضد هذا النظام إلى أن يزول احدنا . و مما يشرفني في هذا الموقف أنني ما رأيت نفسا كريمة و لا حرا إلا وهو ناقما عليه . بينما تتكون قاعدة أنصار هذا النظام من من تتركز مشاغله على همومه البطنية ، إلى جانب آخرين يتحدثون على طريقة فحيح الثعبان .



#محمد_ولد_الطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة في زمن حكم الباعة الغشاشين
- فريضة التحرك ..بحثا عن دواء جبن بعض المجتمعات
- عويل وطن تنهشه غربان توهمها الناس سباعا


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ولد الطالب - بيع السيادة ..بعد خمسين عاما من الاستقلال