أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يوسف الحافي - الأزمة الدستورية في مصر تحتاج لوقفة تاريخية














المزيد.....

الأزمة الدستورية في مصر تحتاج لوقفة تاريخية


محمد يوسف الحافي
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار ما جرى تسميته بالإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي منذ أيام سخط الكثيرين على مستوى الجمهورية بأكملها, وخرجت مظاهرات ضخمة من المعارضين لسياسة الرئيس مرسي احتجاجا على ما أصدره , وهي في حقيقة الأمر قرارات بقوة قانون, كرس من خلالها سيطرته على مفاصل الدولة المصرية, وجمع في يده سلطة التشريع, بالإضافة لرئاسته للسلطة التنفيذية, وتدخله غير المسبوق في السلطة القضائية, وعزله للنائب العام, وتعين بديل له, متناسيا الخلاف الحاد على اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور, والتي تعتبر مصدر الخلاف الحاد بين القوى الوطنية, والتيار الإسلامي في مصر.
تلك الإجراءات أدخلت البلاد في نفق دستوري مظلم, وقسمت الشارع المصري بين مؤيد للرئيس مرسي وقراراته, تحت مظلة استكمال أهداف الثورة, وتطهير القضاء, في المقابل, اعتبرت القوى المدنية والتيارات اللبرالية أن الرئيس مرسي ومن وراءه مكتب إرشاد الإخوان المسلمين أزهق دولة القانون, وجمع السلطات الثلاثة في يده, في خطوه منه لتوطين حكم استبدادي شمولي لا يختلف عن سابقه بكثير, مما جعل الخلاف كبير والهوة متسعة بين أنصار الإعلان الدستوري ومعارضيه, ولازال الطرفين يتمسكا بأهداف الثورة, وصالح مصر العام, كل من رؤيته الحزبية وسياساته الضيقة, مما أنتج أزمة ثقة بين طرفي الصراع على الساحة المصرية, ذلك في ظل حالة غير مسبوقة من الجدل حول مستقبل الدولة المصرية ومؤسساتها.
فقد عبر الكثيرون من المحللين وأصحاب الرأي عن أن مرسي صنع من نفسه دكتاتورا عصريا بأدوات جديدة, لكنه لا يختلف عن كل النظم الشمولية والاستبدادية التي عرفها التاريخ, ذلك في ظل دفاع مستميت وتعنت من الإخوان المسلمين بعدم الرغبة في تعديل أو الرجوع عن تلك القرارات.
الملفت للنظر والحالة هذه, أن الخارجية الأمريكية صرحت بأن الأزمة القائمة في مصر هي شأن داخلي بحت, وعدم تعليقها على سياسة حزب الحرية والعدالة والرئيس مرسي, بالرغم من أن الجميع يتذكر مدى اهتمام الإدارة الأمريكية وتدخلها في الشأن المصري أثناء ثورة 25 يناير وزمن الرئيس مبارك, فقد أبدت اهتمام واضح جدا وداعما للمطالب الشعبية ضد نظام مبارك السابق. كما جسدت الأزمة حالة استقطاب حاد في الشارع المصري, أدخلت البلاد في نفق مظلم, سوف لن تكون نتائجه بالسهلة أو البسيطة في الأيام المقبلة, إذا ما استمرت الأزمة, خصوصا بعد دخول الاحتجاجات مرحلة عنيفة من الاشتباكات بين طرفي الصراع, ومهاجمة مناهضي الإعلان الدستوري لمقرات حزب الحرية والعدالة, وحالة الفوضى العارمة التي عمت أرجاء البلاد.
يبرز هنا التساؤل عن مستقبل الحالة المصرية وحالة الاستقطاب والانقسام التي لم نشهدها من قبل, وهل ستقدم جماعة الإخوان المسلمين على انقلاب حقيقي للسيطرة الكاملة على الدولة, قد يصل لاستخدام العنف ضد المحتجين على الإعلان الدستوري, وهل لو تم لمرسي السيطرة وسكتت القوى الوطنية عن قراراته, سوف يصب ذلك في صالح البلاد والعمل على نقلها لجهة إعادة بناء مؤسسات الدولية ودمقرطة أبنيتها وسلطاتها فيما بعد, أم أن الإخوان سائرون باتجاه الاستحواذ والاستبداد القائم على الاختلاف الأيديولوجي والعقدي بين التيار الإسلامي والتيارات الوطنية والمدنية الأخرى؟
فقد قادت أزمة ثقة بين حركة حماس المنبثقة عن الإخوان وحركة فتح بعد وصول الأولى لسدة الحكم في 2006 لدخول السلطة الفلسطينية في أزمة شرعية تمخض عنها أن أقدمت حركة حماس على حسم الصراع عسكريا في قطاع غزة, وها نحن الآن أمام مشهد مشابه خصوصا وان الإخوان والرئيس مرسي يعلن عدم نيته التراجع قيد أنملة عن الإعلان الدستوري الذي أصدره منذ أيام, في مقابل تصلب المعارضة في مواقفها لجهة إرغام الرئيس مرسي على التراجع وسحب الإعلان الدستوري.
ونرى هنا, أن يقوم الرئيس مرسي بخطى وإجراءات حسن نية من شأنها طمأنة الشارع المصري, ومن ثم إدارة حوار شامل مع القوى الوطنية بشأن الجمعية الدستورية والإعلان الدستوري, وإعطاء مساحة اكبر للغة الحوار على أساس تجنيب مصر خطر الدخول في أزمة اقتتال داخلي, وتقويض مؤسسات الدولة. من شأن تلك الخطوة تغليب صوت العقل والحكمة والانحياز لمصالح مصر العليا ومستقبل أبناءها.



#محمد_يوسف_الحافي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم رفح السيناريوهات والنتائج
- القدس في قلب الربيع العربي
- روسيا تربح جولة مجلس الأمن
- الإضراب العام في مصر: خطوة باتجاه الهاوية
- ناقوس الخطر يقرع من بورسعيد
- سوريا اليوم عراق الامس


المزيد.....




- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يوسف الحافي - الأزمة الدستورية في مصر تحتاج لوقفة تاريخية